ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#1
بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



سيتم تخصيص هذا الموضوع لكل ما يتعلق بالتوحيد إن شاء الله .. سائلين الله أن يعيننا ، وأن يبارك بهذا الموضوع ، ويجعل فائدته تعود على الجميع .



يظن البعض بأنه يعرف كل شيء أو الكثير من المعلومات عن التوحيد ولكن :
سيفاجأ بأنه يجهل الكثير الكثير الكثير من المعلومات عن التوحيد وسيتعرف على أمور قد تدخله في الشرك الأصغر
( تابعونا لتعرفوا معنى الشرك الأكبر و معنى الشرك الأصغر ) .



ملاحظة :



الكثير من المعلومات سيكون مصدرها هو :



موقع التوحيد




وأيضاً سنقدم لكم إن شاء الله كتاب الملخص في شرح كتاب التوحيد
للشيخ صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان



تابعونا حفظكم الله



سيكون الموضوع مغلقاً لأنه سيكون متجدداً إن شاء الله .
وأسأل الله أن يبارك بكل من سيساعد على نشر هذا الموضوع .



فهرس الموضوع



1 ... الفهرس
2 ... تعريف التوحيد
3 ... أقسام التوحيد
4... توحيد الربوبية
5 ... توحيد الألوهية
6 ... توحيد الأسماء والصفات
7 ... مقدمة الشيخ صالح الفوزان
8 ... نبذة موجزة عن حياة المؤلف الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
9 ... كتاب التوحيد 1 (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
10 ... يتبع كتاب التوحيد 2 ... {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ}



11 ... كتاب التوحيد 3 .. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
12 ... كتاب التوحيد 4 ... : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}
13 ... كتاب التوحيد 5 ... {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}
14 ... كتاب التوحيد .6.. قال ابن مسعود
15 ... كتاب التوحيد 7 ... حديث معاذ بن جبل
16 ... باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
17 ... باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
18 ... باب الخوف من الشرك
19 ... باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله
20 ... باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله



21 ... باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
22 ... باب ما جاء في الرقي والتمائم
23 ... باب من تبرك بشجرة أو حجر ونحوهما
24 ... باب ما جاء في الذبح لغير الله
25 ... باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله
26 ... باب من الشرك النذر لغير الله
27 ... باب من الشرك الاستعاذة بغير الله
28 ... باب من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيره




29 ... باب قول الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ}
30 ... باب قول الله تعالى: {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}



31 ... باب الشفاعة
32 ... باب قول الله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
33 ... باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين
34 ... باب ما جاء من التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح فكيف إذا عبده
35 ... باب ما جاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيّرها أوثاناً تعبد من دون الله
36 ... باب ما جاء في حماية المصطفى –صلى الله عليه وسلم- جناب التوحيد وسده كل طريق يوصّل إلى الشرك
37 ... باب ما جاء أن بعض هذه الأمة يعبد الأوثان
38 ... باب ما جاء في السحر
39 ... باب بيان شيء من أنواع السحر
40 ... باب ما جاء في الكهّان ونحوهم



41 ... باب ما جاء في النُّشْرَة
42... باب ما جاء في التطيُّر
43 ... باب ما جاء في التنجيم
44 ... باب ما جاء في الاستسقاء بالأنواء
45 ... باب قول الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ}
46 ... باب قول الله تعالى: {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
47 ... باب قول الله تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}
48 ... باب قول الله تعالى: {أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ}
49 ... باب من الإيمان بالله الصبر على أقدار الله
50 ... باب ما جاء في الرياء




51 ... باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
52 ... باب من أطاع العلماء والأمراء في تحريم ما أحل الله أو تحليل ما حرم الله فقد اتخذهم أرباباً
53 ... باب قول الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا...}
54 ... باب من جحد شيئاً من الأسماء والصفات
55 ...باب قول الله تعالى: {يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا} الآية.
56 ... باب قول الله تعالى: {فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ}
57 ... باب ما جاء فيمن لم يقنع بالحلف بالله
58 ... باب قول: ما شاء الله وشئت
59 ... باب من سب الدهر فقد آذى الله
60 ... باب التسمي بقاضي القضاة ونحوه




61 ... باب احترام أسماء الله وتغيير الاسم لأجل ذلك
62 ... باب من هزل بشيء فيه ذكر الله أو القرآن أو الرسول
63 ... باب قول الله تعالى: {وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي}
64 ... باب قول الله تعالى: {فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ}
65 ... باب قول الله تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ}"\
66 ... باب لا يقال: السلام على الله
67 ... باب قول: اللهم اغفر لي إن شئت
68 ...باب لا يقول: عبدي وأمتي
69 ... باب لا يرد من سأل بالله
70 ... باب لا يسأل بوجه الله إلا الجنة




71 ... باب ما جاء في الّلو
72 ... باب النهي عن سب الريح
73 ...باب قول الله تعالى: {يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ يَقُولُونَ هَل لَّنَا مِنَ الأَمْرِ مِن شَيْءٍ قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ}
74 ... باب ما جاء في منكري القدر
75 ... باب ما جاء في المصورين
76 ... باب ما جاء في كثرة الحلف
77 ... باب ما جاء في ذمة الله وذمة نبيه
78 ... باب ما جاء في الإقسام على الله
79 ... باب لا يستشفع بالله على خلقه
80 ... باب ما جاء في حماية النبي صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد وسده طرق الشرك
81 ... باب قول الله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}




82 ... نواقض التوحيد



83 ... الناقض الأول : الشرك في عبادة الله تعالى
84 ... الناقض الثاني : من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم كفر إجماعآ
85 ... الناقض الثالث : من لم يكفر المشركين اوشك فى كفرهم او صحح مذهبهم كفر
86 ... الناقض الرابع : من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه وأن حكم غيره أحسن من حكمه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه فهو كافر
87 ... الناقض الخامس : من أبغض شيئا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم , ولو عمل به كفر.

88 ... الناقض السادس : من استهزأ بشي من دين الرسول صلى الله عليه وسلم أو ثوابه أو عقابه كفر ,
89 ... الناقض السابع : السحر ومنه الصرف والعطف, فمن فعله أو رضي به: كفر
90 ... الناقض الثامن : مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين
91 ...الناقض التاسع : من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى عليه السلام فهو كافر
92 ... الناقض العاشر : الإعراض عن دين الله لا يتعلمه ولا يعمل به




93 ... شبهات فى التوحيد
94 ... الشبهة (1): قول المشركين: الأولياء والصالحين لهم جاه عند الله. ونحن نسأل الله بهم
95 ... الشبهة (2) قول المشركين :الكفار كانوا يدعون الأصنام ونحن ندعوا الصالحين




96 ... فرق مخالفة
97 ... بدع مخالفة




98 ... مرئيات فى التوحيد
99 ... تراجم العلماء والشيوخ
100 ... مواقع العلماء
101 ... مواقع صديقة




دمتم بحفظ الله​
 

المواضيع المشابهة

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#2
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

تعريف التوحيد

التوحيد لغة:


((مصدر وَحدَ يُوحِد، أي جعل الشيء واحِداً))


وهذا لا يتحقق إلا بنفي وإثبات، نفي الحكم عما سوى الموحد، وإثباته له،

فمثلاً نقول:

إنه لا يتم للإنسان التوحيد حتى يشهد أن لا إله إلا الله، فينفي الألوهية عما سوى الله عز وجل ويثبتها لله وحده،

وذلك أن النفي المحض تعطيل محض، والإثبات المحض لا يمنع مشاركة الغير في الحكم، فلو قلت مثلاً :

((فلان قائم)) فهنا أثبت له القيام لكنك لم توحده به،

لأنه من الجائز أن يشاركه غيره في هذا القيام، ولو قلت :

((لا قائم)) فقد نفيت نفياً محضاً ولم تثبت القيام لأحد، فإذا قلت:

((لا قائم إلا زيد)) فحينئذٍ تكون وحدت زيداً بالقيام حيث نفيت القيام عمن سواه، وهذا هو تحقيق التوحيد في الواقع، أي أن التوحيد لا يكون توحيداً حتى يتضمن نفياً وإثباتاً .

وأنواع التوحيد بالنسبة لله-عز وجل- تدخل كلها في تعريف عام وهو

((إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به))





يتبع أقسام التوحيد
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#3
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

أقسام التوحيد




ينقسم التوحيد إلى عدة أقسام ..


وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة :

الأول:

توحيد الربوبية .

الثاني:

توحيد الألوهية .

الثالث:

توحيد الأسماء والصفات .

وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء، والنظر في الآيات والأحاديث، فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة.

( قلنا : وسيأتي تفصيل هذه الانواع تباعآ )




يتبع ... توحيد الربوبية
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#4
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

توحيد الربوبية


توحيد الربوبية :


وهو "إفراد الله سبحانه وتعالى في أمور ثلاثة" في الخلق والملك والتدبير"

دليل ذلك قوله تعالى: (أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) (الأعراف: من الآية54)


ووجه الدلالة من الآية: أنه قدم فيها الخبر الذي من حقه التأخير،

والقاعدة البلاغية :

أن تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر. ثم تأمل افتتاح هذه الآية بـ( أَلا ) الدالة على التنبيه والتوكيد: ( أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ)(الأعراف: من الآية54) ، لا لغيره، فالخلق هذا هو، والأمر هو التدبير.


أما الملك، فدليله مثل قوله تعالى: (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ )(الجاثـية: من الآية27) ، فإن هذا يدل على انفراده سبحانه وتعالى بالملك، ووجه الدلالة من هذه الآية كما سبق تقديم ما حقه التأخير.

إذاً، فالرب عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير.

فإن قلت:

كيف تجمع بين ما قررت وبين إثبات الخلق لغير الله، مثل قوله تعالى:(فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)(المؤمنون: من الآية14) ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم في المصورين: "(يقال لهم أحيوا ما خلقتم) ومثل قوله تعالى في الحديث القدسي: "(ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي)،

فكيف تجمع بين قولك: أن الله منفرد بالخلق، وبين هذه النصوص؟.

فالجواب أن يقال:

إن الخلق هو الإيجاد، وهذا خاص بالله تعالى، أما تحويل الشيء من صورة إلى أخرى، فإنه ليس بخلق حقيقة، وإن سمي خلقاً باعتبار التكوين، لكنه في الواقع ليس بخلق تام،

فمثلا:


هذا النجار صنع من الخشب باباً، فيقال: خلق باباً لكن مادة هذه الصناعة الذي خلقها هو الله عز وجل، لا يستطيع الناس كلهم مهما بلغوا في القدرة أن يخلقوا عود أراك أبداً، ولا أن يخلقوا ذرة ولا أن يخلقوا ذباباً.

واستمع إلى قول الله عز وجل: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ) (الحج:73) .

[الذين]: اسم موصول يشمل كل ما يدعى من دون الله من شجر وحجر وبشر وملك وغيره، كل الذين يدعون من دون الله ( لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُُ) (الحج:73)

ولو انفرد كل واحد بذلك، لكان، عجزه من باب أولى ،(إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ) [ الحج :73 ] ، حتى الذين يدعون من دون الله لو سلبهم الذباب شيئاً، ما استطاعوا أن يستنقذوه من هذا الذباب الضعيف، ولو وقع الذباب على أقوى ملك في الأرض، ومص من طيبه، لا يستطيع هذا الملك أن يستخرج الطيب من هذا الذباب، وكذلك لو وقع على طعامه، فإذاً الله عز وجل هو الخالق وحده.

فإن قلت:

كيف تجمع بين قولك: إن الله منفرد بالملك وبين إثبات الملك للمخلوقين، مثل قوله تعالى: ( أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَه)(النور: من الآية61) )إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُم)(المؤمنون: من الآية6).

فالجواب: أن الجمع بينهما من وجهين:

الأول:

أن ملك الإنسان للشيء ليس عاماً شاملاً، لأنني أملك ما تحت يدي، ولا أملك ما تحت يدك والكل ملك الله عز وجل، فمن حيث الشمول: ملك الله عز وجل أشمل وأوسع، وهو ملك تام.


الثاني:

أن ملكي لهذا الشيء ليس ملكاً حقيقياً أتصرف فيه كما أشاء، وإنما أتصرف فيه كما أمر الشرع، وكما أذن المالك الحقيقي، وهو الله عز وجل، ولو بعت درهماً بدرهمين، لم أملك ذلك، ولا يحل لي ذلك، فإذا ملكي قاصر ، وأيضاً لا أملك فيه شيئاً من الناحية القدرية، لأن التصرف لله، فلا أستطيع أن أقول لعبدي المريض:

ابرأ فيبرأ، ولا أستطيع أن أقول لعبدي الصحيح الشحيح:

امرض فيمرض، لكن التصرف الحقيقي لله عز وجل، فلو قال له: ابرأ، برأ، ولو قال: امرض. مرض، فإذا لا أملك التصرف المطلق شرعاً ولا قدراً، فملكي هنا قاصر من حيث التصرف، وقاصر من حيث الشمول والعموم، وبذلك يتبين لنا كيف كان انفراد الله عز وجل بالملك.

وأما التدبير، فللإنسان تدبير، ولكن نقول: هذا التدبير قاصر، كالوجهين السابقين في الملك، ليس كل شيء أملك التدبير فيه وإنما أملك تدبير ما كان تحت حيازتي وملكي وكذلك لا أملك تدبيره إلا على وفق الشرع الذي أباح لي هذا التدبير.

وحينئذ يتبين أن قولنا:


"إن الله عز وجل منفرد بالخلق والملك والتدبير": كلية عامة مطلقة، لا يستثنى منها شيء، لأن كل ما أوردناه لا يعارض ما ثبت لله عز وجل من ذلك.


هنا كتب توحيد الربوبية




يتبع ... توحيد الألوهية
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#5
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

توحيد الألوهية


وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة.


بألا تكون عبداً لغير الله، لا تعبد ملكاً ولا نبياً ولا ولياً ولا شيخاً ولا أماً ولا أباً، لا تعبد إلا الله وحده، فتفرد الله عز وجل وحده بالتأله والتعبد، ولهذا يسمى:

توحيد الألوهية، ويسمى: توحيد العبادة، فباعتبار إضافته إلى الله هو توحيد ألوهية، وباعتبار إضافته إلى العابد هو توحيد عبادة.


والعبادة مبنية على أمرين عظيمين،

هما المحبة والتعظيم، الناتج عنهما:

( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَبا)(الأنبياء: من الآية90) ، فبالمحبة تكون الرغبة، وبالتعظيم تكون الرهبة والخوف.


ولهذا كانت العبادة أوامر ونواهي:

أوامر مبنية على الرغبة وطلب الوصول إلى الآمر، ونواهي مبنية على التعظيم والرهبة من هذا العظيم.

فإذا أحببت الله عز وجل، رغبت فيما عنده ورغبت في الوصول إليه، وطلبت الطريق الموصل إليه، وقمت بطاعته على الوجه الأكمل، وإذا عظمته خفت منه، كلما هممت بمعصية، استشعرت عظمة الخالق عز وجل، فنفرت،

(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَنْ رَأى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء)(يوسف: من الآية24) ، فهذه من نعمة الله عليك، إذا هممت بمعصية، وجدت الله أمامك، فهبت وخفت وتباعدت عن المعصية، لأنك تعبد الله رغبة ورهبة.

فما معنى العبادة ؟


العبادة: تطلق على أمرين، على الفعل والمفعول.

تطلق على الفعل الذي هو التعبد، فيقال:

عبد الرجل ربه عبادة وتعبداً وإطلاقها على التعبد من باب إطلاق اسم المصدر على المصدر، ونعرفها باعتبار إطلاقها على الفعل بأنها: "التذلل لله عز وجل حباً وتعظيماً، بفعل أوامره واجتناب نواهيه". وكل من ذل لله عز بالله ، ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِه)(المنافقون: من الآية8) .

وتطلق على المفعول، أي:

المتعبد به وهي بهذا المعنى تعَّرف بما عرفها به شيخ الإسلام ابن تيمية حيث قال رحمه الله: "العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة[3].

هذا الشيء الذي تعبدنا الله به يجب توحيد الله به، لا يصرف لغيره، كالصلاة والصيام والزكاة والحج والدعاء والنذر والخشية والتوكل.. إلى غير ذلك من العبادات.

فإن قلت: ما هو الدليل على أن الله منفرد بالألوهية؟


فالجواب: هناك أدلة كثيرة، منها:

قوله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء:25) .

( وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت)(النحل: من الآية36) .

وأيضاً قوله تعالى: (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ)(آل عمران: من الآية18) ،

لو لم يكن من فضل العلم إلا هذه المنقبة، حيث إن الله ما أخبر أن أحداً شهد بألوهيته إلا أولو العلم، نسأل الله أن يجعلنا منهم : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ) ، بالعدل، ثم قرر هذه الشهادة بقوله: (لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) ، فهذا دليل واضح على أنه لا إله إلا الله عز وجل، أشهد أن لا إله إلا الله، وأنتم تشهدون أن لا إله إلا الله . هذه الشهادة الحق .

إذا قال قائل:

كيف تقرونها مع أن الله تعالى يثبت آلهة غيره، مثل قوله تعالى: (وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَر)(القصص: من الآية88) ، ومثل قوله: (وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِه)(المؤمنون: من الآية117) ، ومثل قوله:( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْء)(هود: من الآية101) ، ومثل قول إبراهيم: (أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ) (الصافات:86) .. إلى غير ذلك من الآيات، كيف تجمع بين هذا وبين الشهادة بأن لا إله إلا الله ؟


فالجواب: أن ألوهية ما سوى الله ألوهية باطلة، مجرد تسمية، (إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَان)(لنجم: من الآية23) ، فألوهيتها باطلة، وهي وإن عبدت وتأله إليها من ضل، فإنها ليست أهلا لأن تعبد، فهي آلهة معبودة، لكنها آلهة باطلة،(ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ)(لقمان: من الآية30) .

وهذا النوعان من أنواع التوحيد لا يجحدهما ولا ينكرهما أحد من أهل القبلة المنتسبين إلى الإسلام، لأن الله تعالى موحد بالربوبية والألوهية، لكن حصل فيما بعد أن من الناس من ادعى ألوهية أحد من البشر، كغلاة الرافضة مثلاً، الذين يقولون:


إن علياً إليه، كما صنع زعيمهم عبد الله بن سبأ، حيث جاء إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقال له: أنت الله حقاً‍ لكن عبد الله بن سبأ أصله يهودي دخل في دين الإسلام بدعوى التشيع لآل البيت، ليفسد على أهل الإسلام دينهم، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقال:

"إن هذا صنع كما صنع بولص حين دخل في دين النصارى ليفسد دين النصارى"[4] . هذا الرجل عبد الله بن سبأ قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنت الله حقاً وعلي ابن أبي طالب لا يرضى أن أحداً ينزله فوق منزلته هو حتى إنه رضي الله عنه من إنصافه وعدله وعلمه وخبرته كان يقول على منبر الكوفة: "خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر[5] ، يعلن ذلك في الخطبة، وقد تواتر النقل عنه بذلك رضي الله عنه، والذي يقول هكذا ويقر بالفضل لأهله من البشر كيف يرضي أن يقول له قائل: إنك أنت الله؟‍ ولهذا عزرهم أبشع تعزير، أمر بالأخاديد فخدت، ثم ملئت حطباً وأوقدت، ثم أتى بهؤلاء فقذفهم في النار وأحرقهم بها، لأن فريتهم عظيمة ـ والعياذ بالله ـ وليست هينة، ويقال: إن عبد الله بن سبأ هرب ولم يمسكوه المهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحرق السبئية بالنار، لأنهم ادعوا فيه الألوهية.

فنقول: كل من كان من أهل القبلة لا ينكرون هذين النوعين من التوحيد: وهما: توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وإن كان يوجد في بعض أهل البدع من يُؤَلِهُ أحداً من البشر.


من هنا .. من كتب توحيد الألوهية




يتبع ... توحيد الأسماء والصفات
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#6
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

توحيد الأسماء والصفات :


وهو ((إفراد الله - سبحانه وتعالى- بما سمى الله به نفسه ، ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل)) .


فلا بد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل،


وهذا النوع من أنواع التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة الذين ينتسبون للإسلام على أوجه شتى :


منهم من غلا في النفي والتنزيه غلواً يخرج به من الإسلام، ومنهم متوسط، ومنهم قريب من أهل السنة . ولكن طريقة السلف في هذا النوع من التوحيد هو أن يسمى الله ويوصف بما سمى ووصف به نفسه على وجه الحقيقة، لا تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل .

مثال ذلك:

أن الله - سبحانه وتعالى- سمى نفسه بالحي القيوم فيجب علينا أن نؤمن بأن الحي اسم من أسماء الله تعالى ويجب علينا أن نؤمن بما تضمنه هذا الاسم من وصف وهي الحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها فناء .


وسمى الله نفسه بالسميع فعلينا أن نؤمن بالسميع اسماً من أسماء الله –سبحانه وتعالى- وبالسمع صفة من صفاته، وبأنه يسمع وهو الحكم الذي اقتضاه ذلك الاسم وتلك الصفة، فإن سميعاً بلا سمع، أو سمعاً بلا إدراك مسموع هذا شيء محال وعلى هذا فقس .


مثال آخر:

قال الله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(المائدة: الآية64).

فهنا قال الله تعالى: (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ)(المائدة: الآية64) فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط، وهو العطاء الواسع، فيجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم، ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصوراً، ولا بألسنتنا نطقاً أن نكيف تلك اليدين، ولا أن نمثلهما بأيدي المخلوقين، لأن الله –سبحانه وتعالى- يقول: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(الشورى: الآية11) ويقول الله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ والإثم وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33). ويقول عز وجل: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36).

فمن مثل هاتين اليدين بأيدي المخلوقين فقد كذب قول الله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌُ).(الشورى: الآية11) وقد عصى الله تعالى في قوله: (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ)(النحل: الآية74) ومن كيفهما وقال هما على كيفية معينة أياً كانت هذه الكيفية، فقد قال على الله ما لا يعلم، وقفى ما ليس له به علم .


ونضرب مثالاً ثانياً في الصفات:


وهو استواء الله على عرشه فإن الله تعالى أثبت لنفسه أنه استوى على العرش في سبعة مواضع من كتابه كلها بلفظ (استوى) وبلفظ (على العرش) وإذا رجعنا إلى الاستواء في اللغة العربية وجدناه إذا عدي بعلى لا يقتضي إلا الارتفاع والعلو، فيكون معنى قوله تعالى: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) .(طـه:5) .وأمثالها من الآيات .

أنه علا على عرشه علواً خاصاً، غير العلو العام على جميع الأكوان، وهذا العلو ثابت لله تعالى على وجه الحقيقة، فهو عالٍ على عرشه علواً يليق به –عز وجل- لا يشبه علو الإنسان على السرير، ولا علوه على الأنعام ،ولا علوه على الفلك الذي ذكره الله في قوله: (وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ)(الزخرف: من الآية12) .(لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (الزخرف:13). (وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ) .(الزخرف:14) . فاستواء المخلوق على شيء لا يمكن أن يماثله استواء الله على عرشه؛ لأن الله ليس كمثله شيء .


وقد أخطأ خطأ عظيماً من قال إن معنى استوى على العرش استولى على العرش، لأن هذا تحريف للكلم عن مواضعه، ومخالف لما أجمع عليه الصحابة –رضوان الله عليهم- والتابعون لهم بإحسان، ومستلزم للوازم باطلة لا يمكن لمؤمن أن يتفوه بها بالنسبة لله –عز وجل- والقرآن الكريم نزل باللغة العربية بلا شك كما قال الله –سبحانه وتعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) ومقتضى صيغة ((استوى على كذا)) في اللغة العربية العلو والاستقرار، بل هو معناها المطابق للفظ .

فمعنى استوى على العرش أي: علا عليه علواً خاصاً يليق بجلاله وعظمته، فإذا فسر الاستواء بالاستيلاء فقد حرف الكلم عن مواضعه، حيث نفى المعنى الذي تدل عليه لغة القرآن وهو العلو وأثبت معنى آخر باطلاً .

ثم إن السلف والتابعين لهم بإحسان مجمعون على هذا المعنى إذ لم يأت عنهم حرف واحد في تفسيره بخلاف ذلك، وإذا جاء اللفظ في القرآن والسنة ولم يرد عن السلف تفسيره بما يخالف ظاهره فالأصل أنهم أبقوه على ظاهره واعتقدوا ما يدل عليه .



من هنا كتب توحيد الأسماء والصفات

http://www.al-tawhed.net/books/ShowCat.aspx?ID=3&Type=1


يتبع ... مقدمة الشيخ صالح الفوزان
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#7
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

نبذة موجزة عن حياة المؤلف



نسبه:


هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي، من آل مشرفٍ من قبيلة بني تميم المشهورة، وإمام الدعوة السلفية في نجد وغيرها.

نشأته وعلمه:

ولد في بلدة العيينة قرب مدينة الرياض سنة 1115هـ، وحفظ القرآن الكريم وهو صغير، وتتلمذ على والده قاضي العيينة في وقته، وعلى غيره من مشاهير علماء نجد، والمدينة، والأحساء، والبصرة، فأدرك علماً غزيراً أهَّله للقيام بدعوته المباركة، في وقت انتشرت فيه البدع والخرافات، والتبرك بالقبور والأشجار والأحجار، فقام –رحمه الله- بالدعوة إلى تصحيح العقيدة وإخلاص العبادة لله وحده، وألَّف عدة كتب من أشهرها هذا الكتاب: (كتاب التوحيد)، فقد لقي قبولاً عظيماً لدى العلماء والمتعلمين، واعتنوا به دراسةً وشرحاً؛ فهو كتابٌ بديع الوضع عظيم الفائدة، نفع الله به خلقاً كثيراً.
وقد بقي الشيخ طيلة حياته معلماً؛ وداعياً إلى الله تعالى، آمراً بالمعروف، وناهياً عن المنكر، إلى أن توفي في الدرعية قرب مدينة الرياض سنة 1206هـ، وقد تخرج على يده عدد كبير من العلماء وأئمة الدعوة. أجزل الله له الأجر والثواب، وجعل الجنة مثواه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.


 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#8
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].


موضوع هذا الكتاب: بيان التوحيد الذي أوجبه الله على عباده، وخلَقهم لأجله وبيان ما ينافيه من الشرك الأكبر، أو ينافي كماله الواجب أو المستحب من الشرك الأصغر والبدع.


ومعنى كتاب: مصدر كَتَبَ بمعنى جمع، والكتابة بالقلم جمع الحروف والكلمات.
والتوحيد: مصدرُ وحّده، أي جعله واحداً –والمراد به هنا: إفراد الله بالعبادة.
وخلقت: الخلق هو إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء.
ليعبدون: العبادة في اللغة: التذلّل والخضوع. وشرعاً: اسمٌ جامعٌ لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.


والمعنى الإجمالي للآية:

أن الله –تعالى- أخبر أنه ما خلق الإنس والجن إلا لعبادته، فهي بيانٌ للحكمة في خلقهم، فلم يرد منهم ما تريده السادة من عبيدها من الإعانة لهم بالرزق والإطعام، وإنما أراد المصلحة لهم.


ومناسبة الآية للباب: أنها تدل على وجوب التوحيد، الذي هو إفراد الله بالعبادة. لأنه ما خلق الجن والإنس إلا لأجل ذلك.

ما يستفاد من الآية:

1- وجوب إفراد الله بالعبادة على جميع الثّقلين؛ الجن والإنس.
2- بيان الحكمة من خلق الجن والإنس.
3- أن الخالق هو الذي يستحق العبادة دون غيره ممن لا يخلُق، ففي هذا ردٌّ على عُبّاد الأصنام.
4- بيان غنى الله سبحانه وتعالى عن خلقه وحاجة الخلق إليه، لأنه هو الخالق، وهم مخلوقون.
5- إثبات الحكمة في أفعال الله سبحانه.


( يتبع كتاب التوحيد 2 ... {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#9
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

كتاب التوحيد 2 ... {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].



وقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36].


بعثْنا: أرسلنا.
كل أمّة: كل طائفةٍ وقرنٍ وجيلٍ من الناس.
رسولاً: الرسول: من أُوحي إليه بشرعٍ، وأُمر بتبليغه.
اعبدوا الله: أفردوه بالعبادة.
واجتنبوا: اتركوا، وفارقوا.
الطاغوت: مشتقٌّ من الطغيان، وهو مجاوزة الحد، فكل ما عُبد من دون الله – وهو راض بالعبادة - فهو طاغوت.


المعنى الإجمالي للآية:

أن الله سبحانه يخبر أنه أرسل في كل طائفة وقرن من الناس رسولاً، يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة ما سواه، فلم يزل يُرسل الرسل إلى الناس بذلك منذ حدث الشرك في بني آدم في عهد نوح إلى أن ختمهم بمحمد - صلى الله عليه وسلم -.

مناسبة الآية للباب:

أن الدعوة إلى التوحيد والنهيَ عن الشرك هي مهمة جميع الرسل وأتباعهم.


ما يُستفاد من الآية:

1- أن الحكمة من إرسال الرسل هي الدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك.
2- أن دين الأنبياء واحد، وهو إخلاص العبادة لله وترك الشرك وإن اختلفت شرائعهم.
3- أن الرسالة عمّت كل الأمم، وقامت الحجة على كل العباد.
4- عظم شأن التوحيد، وأنه واجبٌ على جميع الأمم.
5- في الآية ما في (لا إله إلا الله) من النفي والإثبات، فدلت على أنه لا يستقيم التوحيد إلا بهما جميعاً، وأن النفي المحض ليس بتوحيد، والإثبات المحض ليس بتوحيد.



يتبع كتاب التوحيد 3 .. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#10
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

كتاب التوحيد 3 .. {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}


وقوله: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} [الإسراء: 23] الآية(1)
.

قضى: أمر ووصّى, والمراد بالقضاء هنا القضاء الشرعيّ الدينيّ، لا القضاء القدريّ الكونيّ.
ربك: الرب هو المالك المتصرف، الذي ربى جميع العالمين بنعمته.
ألا تعبدوا إلا إياه: أي أن تعبدوه ولا تعبدوا غيره.
وبالوالدين إحساناً: أي وقضى أن تحسنوا بالوالدين إحساناً، كما قضى أن تعبدوه، ولا تعبدوا غيره.


المعنى الإجمالي للآية:

الإخبار أن الله –سبحانه وتعالى- أمر ووصّى على ألسُن رسله أن يُعبد وحده دون ما سواه، وأن يحسن الولد إلى والديه إحساناً بالقول والفعل، ولا يسيء إليهما؛ لأنهما اللذان قاما بتربيته في حال صِغره وضعفه، حتى قوِي واشتد.

مناسبة الآية للباب:

أن التوحيد هو آكد الحقوق وأوجب الواجبات؛ لأن الله بدأ به في الآية، ولا يبتدأ إلا بالأهم فالأهم.

... ما يستفاد من الآية:

1- أن التوحيد هو أول ما أمر الله به من الواجبات، وهو أول الحقوق الواجبة على العبد.
2- ما في كلمة (لا إله إلا الله) من النفي والإثبات، ففيها دليلٌ على أن التوحيد لا يقوم إلا على النفي والإثبات: (نفي العبادة عما سوى الله وإثباتها لله)، كما سبق.
3- عظمة حق الوالدين حيث عطف حقهما على حقه، وجاء في المرتبة الثانية.
4- وجوب الإحسان إلى الوالدين بجميع أنواع الإحسان، لأنه لم يخص نوعاً دون نوع.
5- تحريم عقوق الوالدين.



.......................
( 1 )
فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر" ثلاثاً. قالوا: بلى يا رسول الله، قال: "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وجلس وكان متكئاً، فقال: "ألا وقول الزور" قال: فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت.
أخرجه البخاري برقم (2654) ومسلم برقم (87).


يتبع كتاب التوحيد 4 ... : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#11
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

كتاب التوحيد 4 ... : {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...}



وقوله: {وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا...} الآية [النساء: 36].


لا تشركوا: اتركوا الشرك، وهو تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله.
شيئاً: نكرةٌ في سياق النهي، فتعم الشرك: كبيرَه وصغيره.


المعنى الإجمالي للآية:

يأمر الله –سبحانه- عباده بعبادته وحده لا شريك له، وينهاهم عن الشرك، ولم يخصّ نوعاً من أنواع العبادة، لا دعاءً ولا صلاةً ولا غيرهما، ليعمّ الأمر جميع أنواع العبادة، ولم يخص نوعاً من أنواع الشرك، ليعم النهي جميع أنواع الشرك.


مناسبة الآية للباب:

أنها ابتدأت الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، ففيها تفسير التوحيد بأنه عبادة الله وحده وترك الشرك.


ما يستفاد من الآية:

1- وجوب إفراد الله بالعبادة، لأن الله أمر بذلك أولاً، فهو آكد الواجبات.
2- تحريم الشرك، لأن الله نهى عنه، فهو أشد المحرمات.
3- أن اجتناب الشرك شرطٌ في صحة العبادة، لأن الله قرن الأمر بالعبادة بالنهي عن الشرك.
4- أن الشرك حرامٌ قليله وكثيره، كبيره وصغيره، لأن كلمة شيئاً نكرةٌ في سياق النهي، فتعم كل ذلك.
5- أنه لا يجوز أن يشرك مع الله أحدٌ في عبادته، لا ملكٌ ولا نبيٌ ولا صالحٌ من الأولياء ولا صنمٌ؛ لأن كلمة (شيئاً) عامة.


يتبع كتاب التوحيد 5 ... {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#12
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

كتاب التوحيد 5 ... {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا}


وقوله: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} الآيات [الأنعام: 151، 153]
(1).


تعالوا: هلمّوا وأقبلوا.
أتل: أقصص عليكم وأُخبركم.
حرّم: الحرام الممنوع منه، وهو ما يُعاقب فاعله ويثاب تاركه.
الآيات: أي إلى آخر الآيات الثلاث من سورة الأنعام. من قوله: {قُلْ تَعَالَوْا} إلى قوله في ختام الآية الثالثة: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

المعنى الإجمالي للآية:

يأمر الله نبيه أن يقول لهؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله، وحرّموا ما رزقهم الله، وقتلوا أولادهم تقرُّباً للأصنام، فعلوا ذلك بآرائهم وتسويل الشيطان لهم: هلمّوا أقصّ عليكم ما حرّم خالقكم ومالككم تحريماً حقاً لا تخرّصاً وظناً، بل بوحي منه، وأمرٍ من عنده، وذلك فيما وصاكم به في هذه الوصايا العشر، التي هي:(1/5)



أولاً: وصاكم ألا تشركوا به شيئاً، وهذا نهيٌ عن الشرك عموماً، فشمل كل مشرك به من أنواع المعبودات من دون الله، وكل مشرك فيه من أنواع العبادة.
ثانياً: ووصاكم أن تحسنوا بالوالدين إحساناً، ببرهما وحفظهما وصيانتهما وطاعتهما في غير معصية الله، وترك الترفّع عليهما.
ثالثاً: وصاكم أن لا تقتلوا أولادكم من إملاق، أي لا تئدوا بناتكم، ولا تقتلوا أبناءكم خشية الفقر، فإن رازقكم ورازقهم، فلستم ترزقونهم، بل ولا ترزقون أنفسكم.
رابعاً: ووصاكم أن لا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، أي المعاصي الظاهرة والخفية.
خامساً: ووصاكم أن لا تقتلوا النفس التي حرم الله قتلها، وهي النفس المؤمنة والمعاهدة إلا بالحق، الذي يبيح قتلها من قصاص أو زناً بعد إحصان أو ردة بعد إسلام.
سادساً: ووصاكم أن لا تقربوا مال اليتيم –وهو الطفل الذي مات أبوه- إلا بالتي هي أحسن من تصريفه بما يحفظه، وينَمِّيه له حتى تدفعوه إليه حين يبلغ أشدّه، أي: الرشد وزوال السّفَه مع البلوغ.
سابعاً: {وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} أي: أقيموا العدل في الأخذ والإعطاء حسب استطاعتكم.

ثامناً: {وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}.
أمر بالعدل في القول على القريب والبعيد بعد الأمر بالعدل في الفعل.
تاسعاً: {وَبِعَهْدِ اللّهِ} أي: وصيته التي وصاكم بها {أَوْفُواْ}،
أي انقادوا لذلك بأن تطيعوه فيما أمر به ونهى عنه، وتعملوا بكتابه وسنة نبيه.
عاشراً: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.
أي: الذي أوصيتكم به في هاتين الآيتين من ترك المنهيات، وأعظمها الشرك. وفعل الواجبات، وأعظمها التوحيد، هو الصراط المستقيم.
{فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ} البدع والشبهات.
{فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}. تميل وتشتت بكم عن دينه.


مناسبة الآيات للباب:

أن الله –سبحانه ذكر فيها جُمَلاً من المحرّمات ابتدأها بالنهي عن الشرك، والنهي عنه يستدعي الأمر بالتوحيد بالاقتضاء، فدل ذلك على أن التوحيد أوجب الواجبات، وأن الشرك أعظمُ المحرمات.


ما يستفاد من الآيات:

1- أن الشرك أعظم المحرمات، وأن التوحيد أوجب الواجبات.
2- عظم حق الوالدين.
3- تحريم قتل النفس بغير حق، لا سيما إذا كان المقتول من ذوي القربى.
4- تحريم أكل مال اليتيم، ومشروعية العمل على إصلاحه.
5- وجوب العدل في الأقوال والأفعال على القريب والبعيد.
6- وجوب الوفاء بالعهد.
7- وجوب اتباع دين الإسلام وترك ما عداه.
8- أن التحليل والتحريم حقٌّ لله.


.................

(1) فعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: "من يبايعني على هؤلاء الآيات" ثم قرأ: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} حتى ختم الآيات الثلاث "فمن وفى فأجره على الله، ومن انتقص شيئاً أدركه الله بها في الدنيا كانت عقوبته، ومن أخر إلى الآخرة كان أمره إلى الله، إن شاء عذبه وإن شاء عفا غفر له".
أخرجه الحاكم في المستدرك (2/318) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأصل الحديث متفق عليه بدون ذكر الآيات، فقد أخرجه البخاري برقم (8) ومسلم برقم (1709).


يتبع كتاب التوحيد .6.. قال ابن مسعود
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#13
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟


كتاب التوحيد .6.. قال ابن مسعود

قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: من أراد أن ينظر إلى وصية محمد - صلى الله عليه وسلم- التي عليها خاتَمُه فليقرأ قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ} إلى قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ}(1)(2) الآية [الأنعام: 151- 153].



ابن مسعود: هو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذَلي، صحابي جليل من السابقين الأولين، من كبار علماء الصحابة، لازم النبي –صلى الله عليه وسلم-، وتوفي سنة 32هـ.


وصية: هي الأمر المؤكد المقرر.
خاتمه: الخاتم بفتح التاء وكسرها: حلقةٌ ذات فص من غيرها، وختمتُ على الكتاب بمعنى طبَعت.


المعنى الإجمالي للأثر:

يذكر ابن مسعود –رضي الله عنه-: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- لو وصى لم يوص إلا بما وصى به الله تعالى، فإن الله قد وصى بما في هذه الآيات، لأنه سبحانه قد ختم كل آية منها بقوله: {ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ}، وإنما قال ابن مسعود ذلك لمَّا قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين أن يكتب لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وصيته، فذكّرهم ابن مسعود –رضي الله عنه- أن عندهم من القرآن ما يكفيهم، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- لو وصّى لم يوص إلا بما في كتاب الله.

مناسبة هذا الأثر للباب:

بيان أن ما ذُكر في هذه الآيات كما هو وصية الله فهو وصية رسوله –صلى الله عليه وسلم-، لأن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يوصي بما أوصى الله به.


ما يستفاد من قول ابن مسعود:

1- أهمية هذه الوصايا العشر.
2- أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يوصي بما أوصى به الله، فكل وصية لله فهي وصية لرسوله –صلى الله عليه وسلم-.
3- عمق علم الصحابة، ودقة فهمهم لكتاب الله.
.....................

(1) أخرجه الترمذي برقم (3080) والطبراني في معجمه الأوسط برقم (1208) وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب.
(2) وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: خط لنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- خطاً، ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطاً، ثم قال: "هذا سبيل الله، وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ}.
أخرجه أحمد في المسند (1/435، 465) وابن حبان في صحيحه (1/105) برقم (6، 7) والحاكم (2/318)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/22): رواه أحمد والبزار، وفيه عاصم ابن بهدلة وهو ثقة، وفيه ضعف.




يتبع كتاب التوحيد 7 ... حديث معاذ بن جبل
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#14
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟


كتاب التوحيد .. 7 .. حديث معاذ بن جبل

وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم- على حمار فقال لي: "يا معاذ أتدري ما حق الله على العباد، وما حق العباد على الله؟" قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً" قلت: يا رسول الله أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا تبشرهم فيتكلوا" أخرجاه في الصحيحين
(1)
.



معاذ: هو معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن كعب بن عمرو الخزرجي الأنصاري صحابيٌّ جليل مشهور من أعيان الصحابة، وكان متبحراً في العلم والأحكام والقرآن، شهد غزوة بدر وما بعدها واستخلفه النبي –صلى الله عليه وسلم- على أهل مكة يوم الفتح يعلمهم دينهم ثم بعثه إلى اليمن قاضياً ومعلماً مات بالشام سنة 18هـ وله 38 عاماً.



رديف: الرديف هو الذي تحمله خلفك على ظهر الدابة.
أتدري؟: هل تعرف؟
حق الله: ما يستحقه ويجعله متحتماً على العباد.
حق العباد على الله: ما كتبه على نفسه تفضلاً منه وإحساناً.
أبشر الناس: أخبرهم بذلك ليُسروا به.
يتّكلوا: يعتمدوا على ذلك فيتركوا التنافس في الأعمال الصالحة.


المعنى الإجمالي للحديث:

أن النبي –صلى الله عليه وسلم- أرد أن يبين وجوب التوحيد على العباد وفضله، فألقى ذلك بصيغة الاستفهام، ليكون أوقع في النفس وأبلغ في فهم المتعلم، فلما بيّن لمعاذ فضل التوحيد، استأذنه معاذ أن يخبر بذلك الناس ليستبشروا، فمنعه النبي –صلى الله عليه وسلم- من ذلك خوفاً من أن يعتمد الناس على ذلك فيقلِّلوا من الأعمال الصالحة.


مناسبة الحديث للباب:

أن فيه تفسير التوحيد بأنه عبادة الله وحده لا شريك له.


ما يستفاد من الحديث:

1- تواضع النبي –صلى الله عليه وسلم- حيث ركب الحمار وأردف عليه. خلافَ ما عليه أهل الكبر.
2- جواز الإرداف على الدابة إذا كانت تطيق ذلك.
3- التعليم بطريقة السؤال والجواب.
4- أن من سُئل عما لا يعلم فينبغي له أن يقول: الله أعلم.
5- معرفة حق الله على العباد وهو أن يعبدوه وحده لا شريك له.
6- أن من لم يتجنب الشرك لم يكن آتياً بعبادة الله حقيقة ولو عبده في الصورة.
7- فضل التوحيد وفضل من تمسك به.
8- تفسير التوحيد وأنه عبادة الله وحده وترك الشرك.
9- استحباب بشارة المسلم بما يسره.
10- جواز كتمان العلم للمصلحة.
11- تأدب المتعلم مع معلمه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم (2856) ومسلم برقم (30).
وفي رواية: "وأخبر بها معاذ عند موته تأثماً" عند البخاري برقم (128) ومسلم رقم (32).
وجاء في فتح المجيد (ص289) قال الوزير أبو المظفر: لم يكن يكتمها إلا عن جاهل يحمله جهله على سوء الأدب بترك الخدمة في الطاعة





يتبع باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#15
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب فضل التوحيد وما يكفر من الذنوب

وقول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ}(1) [الأنعام: 82].


مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:

لما بين في الباب الأول وجوبَ التوحيد ومعناه، بين في هذا الباب فضل التوحيد وآثاره الحميدة، ونتائجه الجميلة التي منها تكفير الذنوب، لأجل الحث عليه والترغيب فيه.


بابٌ: هو لغةً: المدخل، واصطلاحاً: اسمٌ لجملة من العلم تحته فصول ومسائل غالباً.
يكفر: التكفير في اللغة: الستر والتغطية. وشرعاً: محو الذنب حتى يصير بمنزلة المعدوم.
من الذنوب: (مِن) بيانية وليست للتبعيض، والذنوب: جمعُ ذنب وهو ما تقبح عاقبته.
آمنوا: صدقوا بقلوبهم ونطقوا بألسنتهم، وعملوا بجوارحهم، ورأسُ ذلك التوحيد.
يلبسوا إيمانهم: يخلِطوا توحيدهم.
بظلم: بشرك –والظلم وضع الشيء في غير موضعه- سُمّي الشرك ظلماً لأنه وضعٌ للعبادة في غير موضعها وصرفٌ لها لغير مستحقها.
الأمن: طمأنينة النفس وزوال الخوف.
مهتدون: أي موفقون للسير على الصراط المستقيم ثابتون عليه.

المعنى الإجمالي للآية:

يخبر سبحانه أن الذين أخلصوا العبادة لله وحده لم يخلطوا توحيدهم بشرك هم الآمنون من المخاوف والمكاره يوم القيامة، المهتدون للسير على الصراط المستقيم في الدنيا.
مناسبة الآية للباب: أنها دلت على فضل التوحيد وتكفيره للذنوب.

ما يستفاد من الآية:

1- فضل التوحيد وثمرته في الدنيا والآخرة.
2- أن الشرك ظلمٌ مبطلٌ للإيمان بالله إن كان أكبَر، أو منقِص له إن كان أصغر.
3- أن الشرك لا يُغفر.
4- أن الشرك يسبب الخوف في الدنيا والآخرة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لما نزلت: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} قلنا: يا رسول الله: أينا لم يظلم نفسه؟ قال: "ليس كما تقولون: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ} بشرك، أولم تسمعوا إلى قول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}.
أخرجه البخاري برقم (3360) ومسلم برقم (124).


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


عن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة على ما كان من العمل". أخرجاه(1).


عبادة بن الصامت: هو عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاريّ الخزرجيّ أحد النقباء بدريٌّ مشهور توفي سنة 34هـ وله 72 سنة.

شهد أن لا إله إلا الله: تكلّم بهذه الكلمة عارفاً لمعناها عاملاً بمقتضاها ظاهراً وباطناً.
لا إله إلا الله: لا معبود بحق إلا الله.
وحده: حالٌ مؤكّد للإثبات.
لا شريك له: تأكيد للنفي.
وأن محمداً: أي وشهد أن محمداً.
عبده: مملوكه وعابده.
ورسوله: مرسله بشريعته.
وأن عيسى: أي وشهد أن عيسى ابن مريم.
عبد الله ورسوله: خلافاً لما يعتقده النصارى أنه الله أو ابن الله أو ثالث ثلاثة.
وكلمته: أي أنه خلَقه بكلمةٍ وهي قولُه: (كن).
ألقاها إلى مريم: أرسل بها جبريل إليها فنفخ فيها من روحه المخلوقة بإذن الله عز وجل.
وروحٌ: أي أن عيسى عليه السلام روحٌ من الأرواح التي خلقها الله تعالى.
منه: أي منه خلقاً وإيجاداً كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ} [الجاثية: 13].
والجنة حق والنار حق: أي شهد أن الجنة والنار اللتين أخبر الله عنهما في كتابه ثابتتان لا شك فيهما.
أدخله الله الجنة: جواب الشرط السابق من قوله: من شهد... الخ.
على ما كان من العمل: يحتمل معنيين:

الأول: أدخله الله الجنة وإن كان مقصِّراً وله ذنوب؛ لأن الموحِّد لا بد له من دخول الجنة.
الثاني: أدخله الله الجنة وتكون منزلته فيها على حسب عمله.
أخرجاه: أي روى هذا الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما اللذين هما أصح الكتب بعد القرآن.


المعنى الإجمالي للحديث:

أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخبرنا مبيناً لنا فضل التوحيد وشرفه: أن من نطق بالشهادتين عارفاً لمعناهما عاملاً بمقتضاهما ظاهراً وباطناً وتجنب الإفراط والتفريط في حق النبيين الكريمين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام – فأقرّ لهما بالرسالة وعبوديتهما لله وأنه ليس لهما شيءٌ من خصائص الربوبية –وأيقن بالجنة والنار أن مآله إلى الجنة وإن صدر منه معاصٍ دون الشرك.


مناسبة الحديث للباب:


أن فيه بياناً لفضل التوحيد، وأنه سبب لدخول الجنة وتكفير الذنوب.


ما يستفاد من الحديث:

1- فضل التوحيد وأن الله يكفر به الذنوب.
2- سعة فضل الله وإحسانه سبحانه وتعالى.
3- وجوب تجنب الإفراط والتفريط في حق الأنبياء والصالحين، فلا نجحد فضلهم ولا نغلو فيهم فنصرف لهم شيئاً من العبادة، كما يفعل بعض الجهال والضلال.
4- أن عقيدة التوحيد تخالف جميع الملل الكفرية من اليهود والنصارى والوثنيين والدهريين.
5- أن عصاة الموحدين لا يخلَّدون في النار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم (3435) ومسلم برقم (28) والترمذي برقم (2640) وأحمد في مسنده (5/314).


/////////////////////////

ولهما في حديث عتبان:

"فإن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله" (1).ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عتبان: هو عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان الأنصاري من بني سالم بن عوف صحابي مشهور مات في خلافة معاوية.

ولهما: أي روى البخاري ومسلم في صحيحيهما هذا الحديث بكماله، وهذا طرف منه.
حرم على النار: التحريم: المنع أي منعَ النارَ أن تمسّه.
يبتغي بذلك وجه الله: أي مخلصاً من قلبه ومات على ذلك، ولم يقلْها نفاقاً.

المعنى الإجمالي للحديث:

أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخبر خبراً مؤكداً أن من تلفظ بكلمة "لا إله إلا الله" قاصداً ما تدل عليه من الإخلاص ونفي الشرك عاملاً بذلك ظاهراً وباطناً ومات على تلك الحال لم تمسه النار يوم القيامة.
مناسبة الحديث للباب: أن فيه دلالة واضحة على فضل التوحيد وأنه يوجب لمن مات عليه النجاة من النار وتكفير السيئات.

ما يستفاد من الحديث:

1- فضل التوحيد وأنه ينقذ من النار ويكفر الخطايا.
2- أنه لا يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد القلب كحال المنافقين.
3- أنه لا يكفي في الإيمان الاعتقاد من غير نطق. كحال الجاحدين.
4- تحريم النار على أهل التوحيد الكامل.
5- أن العمل لا ينفع إلا إذا كان خالصاً لوجه الله وصواباً على سنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.
6- أن من قال لا إله إلا الله وهو يدعو غير الله لم تنفعه كحال عباد القبور اليوم يقولون لا إله إلا الله وهم يدعون الموتى ويتقربون إليهم.
7- إثبات الوجه لله تعالى على ما يليق بجلاله وعظمته.


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم "425" ومسلم برقم "33" وأحمد في مسنده "4/44"، "449/5".



،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

وعن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: "قال موسى: يا رب علِّمني شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال: قل يا موسى: لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى لو أن السماوات السبع وعامرَهن غيري والأرَضين السبع في كِفَّة، ولا إله الله في كفة مالت بهن لا إله الله" رواه ابن حبان والحاكم وصححه(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أبو سعيد الخدري: هو أبو سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان الخزرجيّ الأنصاريّ الخدريّ نسبة إلى بني خدرة، صحابي جليل وابن صحابي روى عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أحاديث كثيرة مات سنة 74هـ.

موسى: هو موسى بن عمران رسول الله إلى بني إسرائيل وكليم الرحمن.
أذكرك: أثني عليك وأحمدك به.
وأدعوك به: أتوسل به إليك إذا دعوتك.
يقولون هذا: أي هذه الكلمة.
وعامرُهن غيري: من فيهن من العمار غير الله.
في كفة: أي لو وُضعت هذه المخلوقات في كفة من كفّتي الميزان ووُضعت هذه الكلمة في الكِفة الأخرى.
مالت بهن: رَجَحَت عليهن.


المعنى الإجمالي للحديث:
أن موسى عليه الصلاة والسلام طلب من ربه عز وجل أن يعلمه ذِكراً يثني عليه به ويتوسل إليه به، فأرشده الله أن يقول: لا إله إلا الله فأدرك موسى أن هذه الكلمة كثيرٌ ذكرها على ألسنة الخلق، وهو إنما يريد أن يخصه بذكر يمتاز به عن غيره، فبين الله عظم فضل هذا الذكر الذي أرشده إليه، وأنه لا شيء يعادله في الفضل.

مناسبة الحديث للباب:

أن فيه بيانَ فضل كلمة التوحيد، وأنه لا شيء يعادلها في الفضيلة.


ما يستفاد من الحديث:

1- عظم فضل لا إله إلا الله، لما تتضمنه من التوحيد والإخلاص.
2- فضل موسى عليه السلام وحرصه على التقرّب إلى الله.
3- أن العبادة لا تكون إلا بما شرعه الله وليس للإنسان أن يبتدع فيها من عند نفسه، لأن موسى طلب من ربه أن يعلمه ما يذكره به.
4- أن ما اشتدت الحاجة والضرورة إليه كان أكثر وجوداً، فإنَّ لا إله إلا الله لمَّا كان العالَم مضطراً إليها كانت أكثر الأذكار وجوداً وأيسرها حصولاً.
5- أن الله فوق السماوات لقوله: "وعامرهن غيري".
6- أنه لا بد في الذكر بهذه الكلمة من التلفظ بها كلها، ولا يقتصر على لفظ الجلالة (الله) كما يفعله بعض الجهّال.
7- إثبات ميزان الأعمال وأنه حق.
8- أن الأنبياء يحتاجون إلى التنبيه على فضل لا إله إلا الله.
9- أن الأرَضين سبعٌ كالسماوات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه ابن حبان برقم (2324)، والحاكم في المستدرك (1/528) والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (834، 1141) وصححه ابن حبان والحاكم ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10/82): رواه أبو يعلى ورجاله وُثِّقوا وفيهم ضعف.


،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،


وللترمذي وحسنه عن أنس -رضي الله عنه- سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "قال الله تعالى؛ يا ابن آدم، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً لأتيتك بقرابها مغفرة"(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أنس: هو أنس بن مالك بن النضر الأنصاري الخزرجيّ خادم رسول الله، صلى الله عليه وسلم خدمه عشر سنين، وقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: "اللهم أكثِر ما له وولده وأدخله الجنة" مات سنة 92هـ وقيل سنة 93هـ وقد جاوز المائة.
وللترمذي وحسّنه: أي وروى الترمذي في سننه الحديث المذكور، وحسّن إسناده.
قُراب: بضم القاف وقيل بكسرها، والضم أشهر: وهو ملؤها أو ما يقارب ملأها.
ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً: أي ثم مُتَّ حال كونك سالماً من الشرك، وهذا شرط في الوعد بحصول المغفرة.
مغفرة: الغفر: الستر، وشرعاً: تجاوز الله عن خطايا وذنوب عباده.

1- المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه عز وجل أنه يخاطب عباده ويبين لهم سعة فضله، ورحمته، وأنه يغفر الذنوب مهما كثُرت ما دامت دون الشرك، وهذا الحديث مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48].

مناسبة الحديث للباب:

أن فيه دليلاً على كثرة ثواب التوحيد، وأنه يكفر الذنوب مهما كثُرت.

ما يستفاد من الحديث:

1- فضل التوحيد وكثرة ثوابه.
2- سعة فضل الله وجوده ورحمته وعفوه.
3- الرد على الخوارج الذين يكفرون مرتكب الكبيرة التي هي دون الشرك.
4- إثبات الكلام لله عز وجل على ما يليق بجلاله .
5- بيان لمعنى لا إله إلا الله وأنهُ ترك الشرك قليلة وكثيرة ولا يكفي قولها باللسان .
6- إثبات البعث والحساب والجزاء.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه الترمذي برقم (3534) والدارمي برقم (2791) وأحمد (5/172) وحسنه الترمذي.




يتبع باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#16
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب



وقول الله تعالى: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [النحل: 120].
وقال: {وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: 59].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

إن المصنف رحمه الله لمَّا ذكر التوحيد وفضلَه ناسب أن يذكر بيان تحقيقه، لأنه لا يحصل كمالُ فضله إلا بكمال تحقيقه.


حقق التوحيد: أي خلَّصه وصفَّاه من شوائب الشرك والبدع والمعاصي.
بغير حساب: أي لا محاسبة عليه.
أمة: أي قدوة، وإماماً معلماً للخير.
قانتاً: القنوت دوام الطاعة.
حنيفاً: الحنيف المقبل على الله المعرض عن كل ما سواه.
ولم يك: أصلُها يكن حُذفت النون تخفيفاً.
من المشركين: أي قد فارق المشركين بالقلب واللسان والبدن، وأنكر ما كانوا عليه.
والذين هم بربهم لا يشركون: لا يعبدون معه غيره.


المعنى الإجمالي للآية الأولى:

أن الله سبحانه وتعالى يصف خليله إبراهيم عليه السلام بأربع صفات:

الصفة الأولى: أنه كان قدوة في الخير لتكميله مقام الصبر واليقين، واللذين بهما تُنال الإمامة في الدين.
الصفة الثانية: أنه كان خاشعاً مطيعاً مداوماً على عبادة الله تعالى.
الصفة الثالثة: أنه كان معرضاً عن الشرك مقبلاً على الله تعالى.
الصفة الرابعة: بُعده علن الشرك وفارقته للمشركين.


مناسبة الآية الأولى للباب:

أنه وصف خليله بهذه الصفات، التي هي الغاية في تحقيق التوحيد، وقد أُمرنا بالاقتداء به في قوله: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ} [الممتحنة: 4].


مناسبة الآية الثانية للباب:

أن الله تعالى وصف المؤمنين السابقين إلى الجنات بصفاتٍ أعظمُها الثناء عليهم بأنهم بربِّهم لا يشركون شيئاً من الشرك لا خفياً ولا جلياً، ومن كان كذلك فقد بلغ من تحقيق التوحيد النهاية ودخل الجنة بلا حساب ولا عذاب.


ما يستفاد من الآيتين:

1- فضيلة أبيان إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
2- الاقتداء به في هذه الصفات العظيمة.
3- بيان الصفات التي يتم بها تحقيق التوحيد.
4- وجوب الابتعاد عن الشرك والمشركين والبراءة من المشركين.
5- وصف المؤمنين بتحقيق التوحيد.

:::::::::::::::::::::

عن حصين بن عبد الرحمن قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ فقلت: أنا. ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة ولكني لُدِغت. قال: فما صنعت؟ قلت: ارتقيت. قال: فما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي. قال: وما حدثكم؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب أنه قال: "لا رقية إلا من عين أو حمة". قال: قد أحسن من انتهى إلى ما سمع. ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي وليس معه أحد إذ رفع لي سواد عظيم فظننت أنهم أمتي، فقيل لي هذا موسى وقومُه، فنظرت فإذا سواد عظيم فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب".

ثم نهض فدخل منزله فخاض الناس في أولئك فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه فأخبروه فقال: "هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" فقام عُكَّاشة بن مِحْصَن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: "أنت منهم" ثم قام رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال:
"سبقك بها عكاشة"(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تراجم الرجال الواردة أسماءهم في الحديث:

حصين: هو حصين بن عبد الرحمن السلمي الحارثيّ من تابعي التابعين مات سنة 136هـ وله 93 سنة.
سعيد بن جبير: هو الإمام الفقيه من أجلة أصحاب ابن عباس قتله الحجاج سنة 95 ولم يُكمل الخمسين.
الشعبي: اسمه عامر بن شراحيل الهمداني ولد في خلافة عمر، وهو من ثقات التابعين مات سنة 103هـ.
بُرَيدة: بضم أوله وفتح ثانيه، ابن الحصيب بن الحارث الأسلمي صحابي شهير، مات سنة 63هـ.
ابن عباس: هو الصحابي الجليل عبد الله بن عباس بن عبد المطلب. ابن عم النبي –صلى الله عليه وسلم- دعا له النبي –صلى الله عليه وسلم- فقال: "اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" فكان كذلك ومات بالطائف سنة 68هـ.
عُكَّاشة: هو عكاشة بن محصن بن حرثان الأسدي كان من السابقين إلى الإسلام، هاجر وشهد بدراً وقاتل فيها، واستشهد في قتال الردة مع خالد بن الوليد سنة 12هـ.

الكوكب: النجم.
انقضَّ: أي سقط منه الشهاب.
البارحة: هي أقرب ليلة مضت. يقال قبل الزوال رأيت الليلة، وبعد الزوال رأيت البارحة.
لُدغْت: أي لدغته عقرب –واللدغ: اللسع- أي أصابته بسمها.
ارتقيت: طلبت من يرقيني، والرقية: قراءة القرآن والأدعية والشرعية على المصاب بمرض ونحوه.
ما حملك على ذلك؟: ما حُجَّتك على جواز ذلك؟
لا رقية إلَّا من عين: العين: إصابة العائن غيرَه بعينه.
أو حُمَة: الحمة: سم العقرب وشبهها.
من انتهى إلى ما سمع: أي أخذ بما بلغه من العلم بخلاف من يعمل على جهل أو لا يعمل بما يعلم.
عرضت علي الأمم: قيل كان ذلك ليلة الإسراء، أي أراه الله مثالَها إذا جاءت يوم القيامة.
الرهط: الجماعة دون العشرة.
ليس معه أحد: أي لم يتبعه من قومه أحد.
سواد عظيم: أشخاص كثيرة.
فظننت أنهم أمتي: أي لكثرتهم وبعده عنهم فلا يميز أعيانهم.
موسى: أي: موسى بن عمران كليم الرحمن.
وقومه: أي أتباعه على دينه من بني إسرائيل.
بلا حساب ولا عذاب: أي: لا يحاسبون ولا يعذبون قبل دخولهم الجنة لتحقيقهم التوحيد.
ثم نهض: أي قام.
فخاض الناس في أولئك: أي تباحث الحاضرون واختلفوا في هؤلاء السبعين بأي عمل نالوا هذه الدرجة؟ فإنهم لم ينالوها إلا بعمل فما هو؟

فأخبروه: أي ذكروا للنبي –صلى الله عليه وسلم- اختلافهم في المراد بهؤلاء السبعين.
لا يسترقون: لا يطلبون من يرقيهم استغناء عن الناس.
ولا يكتوون: لا يسألون غيرهم أن يكويهم بالنار.
ولا يتطيرون: لا يتشاءمون بالطيور ونحوها.
وعلى ربهم يتوكلون: يعتمدون في جميع أمورهم عليه لا على غيره ويفوّضون أمورهم إليه.
سبقك بها عكّاشة: أي إلى إحراز هذه الصفات أو سبقك بالسؤال.

المعنى الإجمالي للحديث:

يصف لنا حصين بن عبد الرحمن حواراً دار في مجلس سعيد بن جبير بمناسبة انقضاض كوكب في الليل، فأخبرهم حصينٌ أنه شاهد انقضاضه لأنه لم يكن حينذاك نائماً، إلا أنه خاف أن يظن الحاضرون أنه ما رأى النجم إلا لأنه يصلي، فأراد أن يدفع عن نفسه إيهام تعبّدٍ لم يفعله كعادة السلف في حرصهم على الإخلاص، فأخبر بالسبب الحقيقي ليقَظَته وأنه بسبب إصابة حصلت له، فانتقل البحث إلى السؤال عما صنع حيال تلك الإصابة، فأخبر أنه عالجها بالرقية، فسأله سعيدٌ عن دليله الشرعي على ما صنع، فذكر له الحديث الوارد عن الرسول –صلى الله عليه وسلم- في جواز الرقية، فصوَّبه في عمله بالدليل.

ثم ذكر له حالةً أحسن مما فعل، وهي الترقي إلى كمال التوحيد بترك الأمور المكروهة مع الحاجة إليها، توكلاً على الله كحالة السبعين الألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب، حيث وصفهم الرسول –صلى الله عليه وسلم- بأنهم يتركون الرقية والكي تحقيقاً للتوحيد، ويأخذون بالسبب الأقوى وهو التوكل على الله، ولم يسألوا أحداً غيرَه شيئاً من الرقية فما فوقها.

مناسبة الحديث للباب:

أن فيه شيئاً من بيان معنى حقيقة التوحيد وثواب ذلك عند الله تعالى.


ما يستفاد من الحديث:

1- فضيلة السلف، وأن ما يرونه من الآيات السماوية لا يعدّونه عادة، بل يعلمون أنه آية من آيات الله.
2- حرص السلف على الإخلاص وشدة ابتعادهم عن الرياء.
3- طلب الحجة على صحة المذهب وعناية السلف بالدليل.
4- مشروعية الوقوف عند الدليل والعمل بالعلم، وأن من عمِل بما بلغه فقد أحسن.
5- تبليغ العلم بتلطف وحكمة.
6- إباحة الرقية.
7- إرشاد من أخذ بشيء مشروع إلى ما هو أفضل منه.
8- فضيلة نبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- حيث عُرضت عليه الأمم.
9- أن الأنبياء متفاوتون في عدد أتباعهم.
10- الرد على من احتج بالأكثر، وزعم أن الحق محصورٌ فيهم.
11- أن الواجب اتباع الحق وإن قلّ أهله.
12- فضيلة موسى عليه السلام وقومه.
13- فضيلة هذه الأمة وأنهم أكثر الأمم اتباعاً لنبيهم –صلى الله عليه وسلم-.
14- فضيلة تحقيق التوحيد وثوابه.
15- إباحة المناظرة في العلم والمباحثة في نصوص الشرع للاستفادة وإظهار الحق.
16- عمق علم السلف لمعرفتهم أن المذكورين في الحديث لم ينالوا هذه المنزلة إلا بعمل.
17- حرص السلف على الخير والمنافسة على الأعمال الصالحة.
18- أن ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد.
19- طلب الدعاء من الفاضل في حياته.
20- علَم من أعلام نبوته –صلى الله عليه وسلم- حيث أخبر أن عكاشة من السبعين الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب فقُتل شهيداً في حروب الردة رضي الله عنه.
21- فضيلة عكاشة بن محصن رضي الله عنه.
22- استعمال المعاريض وحسن خلقه –صلى الله عليه وسلم- حيث لم يقل –للرجل الآخر- لست منهم.
23- سد الذرائع لئلا يقوم من ليس أهلاً فيُردُّ، والله أعلم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري برقم (3410): ومسلم برقم (220) والترمذي برقم (2448) والدارمي برقم (2810) وأحمد (1/271).



يتبع باب الخوف من الشرك
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#17
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب الخوف من الشرك


وقول الله عز وجل: {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [النساء: 48، 116].
وقال الخليل عليه السلام: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} [إبراهيم: 35].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

أن المصنف رحمه الله لما ذكر التوحيد وفضله وتحقيقه ناسب أن يذكر الخوف من ضده وهو الشرك، ليحذَره المؤمن ويخافه على نفسه.

الخوف: توقع مكروه، وهو ضد الأمن.
الشرك: صرف شيء من العبادة لغير الله.
لا يغفر أن يشرك به: أي لا يعفو عن عبد ليقيَه وهو يعبد غيرَه.
ويغفر ما دون ذلك: أي يغفر ما دون الشرك من الذنوب.
لمن يشاء: أي لمن يشاء المغفرة له من عباده حسب فضله، وحكمته.
الخليل: الذي بلغ أعلى درجات المحبة، والمراد به إبراهيم عليه السلام الذي اتخذه الله خليلاً.
اجنبني وبنيَّ: اجعلني وإياهم في جانب وحيِّز بعيد عن ذلك.
الأصنام: جمع صنم وهم ما كان منحوتاً على صورة البشر أو صورة أي حيوان.


المعنى الإجمالي للآية الأولى:

أن الله سبحانه يخبر خبراً مؤكداً أنه لا يغفر لعبد لقيَه وهو مشرك به ليحذّرنا من الشرك، وأنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب لمن يشاء أن يغفر له تفضلاً وإحساناً؛ لئلا نقنط من رحمة الله.


المعنى الإجمالي للآية الثانية:

أن إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يدعو ربه عز وجل أن يجعله هو بنيه في جانب بعيد عن عبادة الأصنام وأن يباعد بينه وبينها، لأن الفتنة بها عظيمة ولا يأمن الوقوعَ فيها.

مناسبة الآيتين للباب:

أن الآية الأولى تدل على أن الشرك أعظم الذنوب، لأن من مات عليه لا يُغفر له، وهذا يوجب للعبد شدة الخوف من هذا الذنب الذي هذا شأنه، والآية الثانية تدل على أن إبراهيم خاف الشرك على نفسه ودعا الله أن يعافيه منه، فما الظن بغيره، فالآيتان تدلان على وجوب الخوف من الشرك.


ما يستفاد من الآيتين:

1- أن الشرك أعظم الذنوب، لأن الله تعالى أخبر أنه لا يغفره لمن لم يتب منه.
2- أن ما عدا الشرك من الذنوب إذا لم يتب منه داخل تحت المشيئة –إن شاء غفره بلا توبة، وإن شاء عذب به- ففي هذا دليل على خطورة الشرك.
3- الخوف من الشرك، فإن إبراهيم عليه السلام –وهو إمام الحنفاء
والذي كسّر الأصنام بيده –خافه على نفسه فكيف بمن دونه.
4- مشروعية الدعاء لدفع البلاء، وأنه لا غنى للإنسان عن ربه.
5- مشروعية دعاء الإنساء لنفسه ولذريته.
6- الرد على الجهال الذين يقولون: لا يقع الشرك في هذه الأمة فأمِنوا منه فوقعوا فيه.

وفي الحديث: "أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر" فسئل عنه فقال: "الرياء" (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي الحديث: أي الحديث الذي رواه الإمام أحمد والطبراني وابن أبي الدنيا والبيهقي.
أخوف ما أخاف عليكم: أي أشد خوفاً أخافه عليكم.
الرياء: إظهار العبادة لقصد رؤية الناس لها فيحمدونه عليها.


المعنى الإجمالي للحديث:

لكمال شفقته –صلى الله عليه وسلم- ورحمته بأمته ونصحه لهم بحيث لم يترك خيراً إلا دلهم عليه ولا شراً إلا حذّرهم منه، ومن الشر الذي حذّر منه الظهور بمظهر العبادة لقصد تحصيل ثناء الناس لأنه شركٌ في العبادة –وهو وإن كان شكاً أصغرَ فخطره عظيم، لأنه يحبط العمل الذي قارنه- ولما كانت النفوس مجبولة على محبة الرئاسة والمنزلة في قلوب الخلق إلا من سلَّم الله كان هذا أخوف ما يُخاف على الصالحين –لقوة الداعي إليه- بخلاف الداعي إلى الشرك الأكبر، فإنه إما معدوم في قلوب المؤمنين الكاملين، وإما ضعيف.

مناسبة الحديث للباب:

أن فيه الخوف من الشرك الأصغر كما أن في الآيتين قبله الخوف من الشرك الأكبر، والباب شاملٌ للنوعين.


ما يستفاد من الحديث:

1- شدة الخوف من الوقوع في الشرك الأصغر، وذلك من وجهين:

الأول: أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- تخوَّف من وقوعه تخوفاً شديداً.
الثاني: أنه –صلى الله عليه وسلم- تخوَّف من وقوعه في الصالحين الكاملين فمن دونهم من باب أولى.
2- شدة شفقته –صلى الله عليه وسلم- على أمته وحرصه على هدايتهم ونصحه لهم.
3- أن الشرك ينقسم إلى أكبر وأصغر –فالأكبر هو أن يسوِّي غير الله بالله فيما هو من خصائص الله، والأصغر هو ما أتى في النصوص أنه شرك ولم يصل إلى حد الأكبر- والفرق بينهما:
أ-أن الأكبر يحبط جميع الأعمال، والأصغر يحبط العمل الذي قارنة.
ب- أن الأكبر يخلد صاحبه في النار، والأصغر لا يوجب الخلود في النار.
ج- أن الأكبر ينقل عن الملة، والأصغر لا ينقل عن الملة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه أحمد في مسنده (5/428، 429). والطبراني في معجمه الكبير (4/253 رقم 4301).

وعن ابن مسعود –رضي الله عنه- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال: "من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار" رواه البخاري(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يدعو: الدعاء هنا هو السؤال يقال دعاه إذا سأله أو استغاث به.
نداً: الند المثل والشبيه.

المعنى الإجمالي للحديث:

يخبر الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن من جعل لله شبيهاً ومثيلاً في العبادة يدعوه ويسأله ويستغيث به نبياً كان هذا الند أو غيره واستمر على ذلك إلى الممات أي لم يتب منه قبل الممات، فإن مصيره إلى النار لأنه مشرك واتخاذ الند على نوعين:

الأول: أن يجعل لله شريكاً في أنواع العبادة أو بعضها فهذا شرك أكبر، صاحبه مخلد في النار.
الثاني: ما كان من الشرك الأصغر كقول الرجل: (ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت) ونحو ذلك مما فيه العطف بالواو على لفظ الجلالة. وكيسير الرياء، وهذا لا يوجب التخليد في النار وإن دخلها.


مناسبة الحديث للباب:

أن فيه التخويف من الشرك ببيان عاقبة المشرك ومصيره.

ما يستفاد من الحديث:

1- التخويف من الشرك والحث على التوبة منه قبل الموت.
2- أن كل من دعا مع الله نبياً أو ولياً –حياً أو ميتاً- أو حجراً أو شجراً فقد جعل نداً لله.
3- أن الشرك لا يُغفر إلا بالتوبة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم (4497)
وأخرجه مسلم برقم (92) بلفظ: "من مات يشرك بالله شيئاً دخل النار" وقلت أنا: ومن مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة.


ولمسلم عن جابر -رضي الله عنه-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: "من لقي الله وهو لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار"(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جابر: هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي صحابي جليل مكثر ابن صحابي مات بالمدينة بعد السبعين وله أربع وتسعون سنة.

من لقي الله: من مات.
لا يشرك به: لم يتخذ معه شريكاً في الإلهية ولا في الربوبية.
شيئاً: أي شركاً قليلاً أو كثيراً.

المعنى الإجمالي للحديث:

أن الرسول –صلى الله عليه وسلم- يخبرنا أن من مات على التوحيد فدخوله الجنة مقطوع به، فإن كان صاحب كبيرة ومات مصراً عليها فهو تحت مشيئة الله، فإن عفا الله عنه دخلها أولاً، وإلا عُذب في النار ثم أخرج منها وأُدخل في الجنة.
وأن من مات على الشرك الأكبر لا يدخل الجنة ولا يناله من الله رحمة ويخلد في النار، وإن كان شركاً أصغر دخل النار –إن لم يكن معه حسنات راجحة- لكن لا يخلد فيها.

مناسبة الحديث للباب:

أن فيه التغليظ في النهي عن الشرك مما يوجب شدة الخوف منه.


ما يستفاد من الحديث:

1- وجوب الخوف من الشرك، لأن النجاة من النار مشروطة بالسلامة من الشرك.
2- أنه ليس العبرة بكثرة العمل، وإنما العبرة بالسلامة من الشرك.
3- بيان معنى لا إله إلا الله وأنه ترك الشرك وإفراد الله بالعبادة.
4- قرب الجنة والنار من العبد وأنه ليس بينه وبينهما إلا الموت.
5- فضيلة من سلم من الشرك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم برقم (93)، وأحمد في المسند (3/345).
(13/44)




باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله الله
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#18
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب الدعاء إلى شهادة أن لا إله إلا الله

وقوله الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

أن المصنِّف رحمه الله لما ذكر في الأبواب السابقة التوحيدَ وفضله وما يوجب الخوف من ضده ذكر في هذا الباب أنه لا ينبغي لمن عرف ذلك أن يقتصر على نفسه بل يجب عليه أن يدعو إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة كما هو سبيل المرسَلين وأتباعهم.

الدعاء: أي دعوة الناس.
إلى شهادة أن لا إله إلا الله: أي إلى توحيد الله والإيمان به وبما جاءت به رسُلُه مما هو مدلول هذه الشهادة.
قل: الخطاب للرسول –صلى الله عليه وسلم-.
هذه: أي الدعوة التي أدعو إليها والطريقة التي أنا عليها.
سبيلي: طريقتي ودعوتي.
أدعو إلى الله: إلى توحيد الله لا إلى حظ من حظوظ الدنيا ولا إلى رئاسة ولا إلى حزبية.
على بصيرة: على علم بذلك وبرهان عقلي وشرعي، والبصيرة المعرفة التي يميز بها بين الحق والباطل.
ومن اتبعني: أي آمن بي وصدَّقني: يحتمل أنه عطف على الضمير المرفوع في (أدعو) فيكون المعنى: أنا أدعو إلى الله على بصيرة ومن اتبعني كذلك يدعو إلى الله على بصيرة: ويحتمل أن يكون عطفاً على الضمير المنفصل (أنا) فيكون المعنى: أنا وأتباعي على بصيرة. والتحقيق: أن العطف يتضمن المعنيين أتباعه هم أهل البصيرة الداعون إلى الله.
وسبحان الله: وأنزه الله وأقدِّسه عن أن يكون له شريك، في ملكه أو معبودٌ بحق سواه.

المعنى الإجمالي للآية:

يأمر الله رسولَه أن يخبر الناس عن طريقته وسنته أنها الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله على علم ويقين وبرهان، وكل من اتبعه يدعو إلى ما يدعو إليه على علم ويقين وبرهان، وأنه هو وأتباعُه ينزهون الله عن الشريك له في ملكه وعن الشريك له في عبادته ويتبرأ ممن أشرك به وإن كان أقرب قريب.

مناسبة الآية للباب:

أن الله ذكر فيها طريقة الرسول وأتباعه هي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله على علم بما يدعون إليه. ففيها وجوب الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله الذي هو موضوع الباب.

ما يستفاد من الآية:

1- أن الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله هي طريقة الرسول وأتباعه.
2- أنه يجب على الداعية أن يكون عالماً بما يدعو إليه عالماً بما ينهى عنه.
3- التنبيه على الإخلاص في الدعوة بأن لا يكون للداعية مقصد سوى وجه الله لا يقصد بذلك تحصيل مال أو رئاسة أو مدح من الناس أو دعوة إلى حزب أو مذهب.
4- أن البصيرة فريضةٌ لأن اتباعه –صلى الله عليه وسلم- واجبٌ ولا يتحقق اتباعُه إلا بالبصيرة وهي العلم واليقين.
5- حسن التوحيد لأنه تنزيه لله تعالى.
6- قبحُ الشرك لأنه مسبةٌ لله تعالى.
7- وجوب ابتعاد المسلم عن المشركين لا يصير منهم في شيء فلا يكفي أنه لا يشرك.


عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لما بعث معاذاً إلى اليمن قال له: "إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" وفي رواية: "إلى أن يوحدوا الله.فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة. فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تُؤخذ من أغنيائهم فتُرد على فقرائهم. فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب" أخرجاه(1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعث معاذاً: وجَّهه وأرسله.
إلى اليمن: إلى الإقليم المعروف جنوب الجزيرة العربية داعياً إلى الله ووالياً وقاضياً وذلك في سنة عشرٍ من الهجرة.
أهل الكتاب: هم اليهود والنصارى لأنهم كانوا في اليمن أكثر من مشركي العرب أو أغلب.
شهادة: يجوز فيها الرفع على أنه اسم يكن مؤخَّراً وأول خبرها مقدمٌ ويجوز العكس.
وفي رواية: أي في رواية أخرى في صحيح البخاري.
أطاعوك لذلك: أي شهدوا وانقادوا لدعوتك وكفروا بما يُعبد من دون الله.
افترض عليهم: أوجب عليهم.
أطاعوك لذلك: آمنوا بفرضيَّتها وأقاموها.
إياك: كلمة تحذير.
وكرائم: منصوبٌ على التحذير جمع كريمة، وهي خيار المال ونفائسه.
اتق دعوة المظلوم: احذرها واجعل بينك وبينها وقاية بفعل العدل وترك الظلم.
فإنه: أي الحال والشأن.
ليس بينها وبين الله حجاب: أي لا تحجب عن الله بل ترفع إليه فيقبلها.
أخرجاه: أي أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين.

المعنى الإجمالي للحديث:

أن النبي –صلى الله عليه وسلم- لما وجه معاذ بن جبل رضي الله عنه إلى إقليم اليمن داعياً إلى الله ومعلماً رسم له الخطة التي يسير عليها في دعوته، فبين له أنه سيواجه قوماً أهل علم وجدَل من اليهود والنصارى، ليكون على أهبةٍ لمناظرتهم ورد شبههم، ثم ليبدأ في دعوته بالأهم فالأهم فيدعو الناس إلى إصلاح العقيدة أولاً لأنها الأساس، فإذا انقادوا لذلك أمرهم بإقام الصلاة لأنها أعظم الواجبات بعد التوحيد، فإذا أقاموها أمر أغنياءهم بدفع زكاة أموالهم إلى فقرائهم مواساة لهم وشكراً لله، ثم حذّره من أخذ جيد المال لأن الواجب الوسط، ثم حثّه على العدل وترك الظلم لئلا يدعو عليه المظلوم ودعوتُه مستجابة.

مناسبة الحديث للباب:

أن أول ما يُدعى إليه شهادة أن لا إله إلا الله، وفيه إرسال الدعاة لذلك.

ما يستفاد من الحديث:

1- مشروعية إرسال الدعاة إلى الله.
2- أن شهادة أن لا إله إلا الله أول واجب وهي أول ما يدعى إليه الناس.
3- أن معنى شهادة أن لا إله إلا الله توحيدُ الله بالعبادة وترك عبادة ما سواه.
4- أنه لا يحكم بإسلام الكافر إلا بالنطق بالشهادتين.
5- أن الإنسان قد يكون قارئاً وهو لا يعرف معنى لا إله إلا الله، أو يعرفه ولا يعمل به كحال أهل الكتاب.
6- أن مخاطبة العالم ليست كمخاطبة الجاهل: "إنك تأتي قوماً أهل كتاب".
7- التنبيه على أنه ينبغي للإنسان خصوصاً الداعية أن يكون على بصيرة من دينه، ليتخلص من شبهات المشبِّهين وذلك بطلب العلم.
8- أن الصلاة أعظم الواجبات بعد الشهادتين.
9- أن الزكاة أوجب الأركان بعد الصلاة.
10- بيان مصرفٍ من مصارف الزكاة وهم الفقراء وجواز الاقتصار عليه.
11- أنه لا يجوز أخذ الزكاة من جيد المال إلا برضا صاحبه.
12- التحذير من الظلم، وأن دعوة المظلوم مستجابة ولو كان عاصياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) أخرجه البخاري برقم (1395)، ومسلم برقم (19) والترمذي برقم (625)، وأبو داود برقم (1584) وأحمد في مسنده (1/233).


ولهما عن سهل بن سعد -رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال يوم خيبر: "لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللهَ ورسولَه ويحبه اللهُ ورسولُه، يفتح الله على يديه"، فبات الناس يدُوكُون ليلتهم أيهم يُعطاها، فلما أصبحوا غدوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم- كلُّهم يرجو أن يعطاها. فقال: "أين علي بن أبي طالب؟" فقيل: هو يشتكي عينيه، فأرسلوا إليه فأُتي به فبصق في عينيه ودعا له، فبرأ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية وقال: "انفُذ على رِسْلِك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خيرٌ لك من حُمْر النَّعم"(1).

يدوكون أي: يخوضون.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

سهل بن سعد: هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد الأنصاري الخزرجي الساعدي صحابي شهير مات سنة 88هـ، وقد جاوز المائة.

ولهما: أي البخاري ومسلم في صحيحيهما.
يوم خيبر: أي يوم حصار خيبر سنة 7هـ.
الراية: علم الجيش الذي يرجعون إليه عند الكر والفر.
يفتح الله على يديه: إخبارٌ على وجه البشارة بحصول الفتح.
ليلتَهم: منصوب على الظرفية.
أيُّهم: برفع (أي) على البناء لإضافتها وحذف صدرِ صلتها.
علي بن أبي طالب: هو ابن عم رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وزوج ابنته فاطمة والخليفة الرابع من أسبق السابقين إلى الإسلام وأحد العشرة المبشرين بالجنة رضي الله عنهم أجمعين قتل سنة 40هـ.
يشتكي عينيه: أي تؤلمانه من الرمد.
فبَرَأ: بفتح الباء على وزن ضَرَبَ، ويجوز كسرها على وزن علِم، أي عوفي عافية كاملة.
أعطاه الراية: دفعها إليه.
انفُذْ: أي امض لوجهِك.
على رسْلِك: على رِفْقِك من غير عجَلة.
بساحتهم: بفناء أرضهم وما قرُب من حصونهم.
إلى الإسلام: وهو الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة والخلوص من الشرك وأهله.
وأخبرهم... إلخ: أي أنهم إن أجابوك إلى الإسلام الذي هو التوحيد، فأخبرهم بما يجب عليهم بعد ذلك من حق الله في الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج وغير ذلك.
لأن يهدي الله: في تأويل مصدر مبتدأ خبرُه (خير).
حمُر النَّعم: أي الإبل الحمر، وهي أنفس أموال العرب.

المعنى الإجمالي للحديث:

أن النبي –صلى الله عليه وسلم- بشّر الصحابة بانتصار المسلمين على اليهود من الغد على يد رجل له فضيلةٌ عظيمة وموالاة لله ولرسوله فاستشرف الصحابة لذلك، كلٌّ يود أن يكون هو ذلك الرجل
من حرصهم على الخير، فلما ذهبوا على الموعد طلب النبي –صلى الله عليه وسلم- علياً وصادف أنه لم يحضر لِما أصابه من مرض عينيه، ثم حضر فتفل النبي –صلى الله عليه وسلم- فيهما من ريقه المبارك فزال ما يحس به من الألم زوالاً كاملاً وسلَّمه قيادة الجيش، وأمره بالمضي على وجهه برفق حتى يقرب من حصن العدو فيطلب منهم الدخول في الإسلام، فإن أجابوا أخبرهم بما يجب على المسلم من فرائض، ثم بين –صلى الله عليه وسلم- لعلي فضل الدعوة إلى الله وأن الداعية إذا حصل على يديه هداية رجل واحد فذلك خير له من أنفس الأموال الدنيوية، فكيف إذا حصل على يديه هداية أكثر من ذلك.

مناسبة الحديث للباب:

أن فيه مشروعية الدعوة إلى الإسلام الذي هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وبيان فضل الدعوة إلى ذلك.

ما يستفاد من الحديث:


1- فضيلةٌ ظاهرة لعلي بن أبي طالب –رضي الله عنه-، وشهادةٌ من الرسول –صلى الله عليه وسلم- له بموالاته لله ولرسوله وإيمانه ظاهراً وباطناً.
2- إثبات أن الله يحب أولياءه محبة تليق بجلاله كسائر صفاته المقدسة الكريمة.
3- حرص الصحابة على الخير وتسابقهم إلى الأعمال الصالحة رضي الله عنهم.
4- مشروعية الأدب عند القتال وترك الطيش والأصوات المزعجة التي لا حاجة إليها.
5- أمر الإمام عماله بالرفق واللين من غير ضعف ولا انتقاص عزيمة.
6- وجوب الدعوة إلى الإسلام لا سيما قبل قتال الكفار.
7- أن من امتنع من قبول الدعوة من الكفار وجب قتاله.
8- أن الدعوة تكون بالتدريج فيطلب من الكافر أولاً الدخول في الإسلام بالنطق بالشهادتين، ثم يُؤمر بفرائض الإسلام بعد ذلك.
9- فضل الدعوة إلى الإسلام وما فيها من الخير للمدعو والداعي، فالمدعو قد يهتدي والداعي يُثاب ثواباً عظيماً، والله أعلم.
10- دليلٌ من أدلة نبوة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وذلك ببشارته بالفتح قبل وقوعه وبراءة الألم بريقه.
11- الإيمان بالقضاء والقدر، لحصول الراية لمن لم يسْع إليها ومنْعها ممن سعى إليها.
12- أنه لا يكفي التسمي بالإسلام بل لا بد من معرفة واجباته والقيام بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه البخاري برقم (2942)، ومسلم برقم (2406).




يتبع باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#19
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟


باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

وقول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} [الإسراء: 57].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة الباب لكتاب التوحيد:

لما ذكر المصنف رحمه الله في الأبواب السابقة التوحيد وفضائله والدعوة إليه والخوف من ضده الذي هو الشرك، بين رحمه الله في هذا الباب معناه؛ لأن بعض الناس يخطئ في فهم معناه فيظن أن معناه الإقرار بتوحيد الربوبية فقط، وهذا ليس هو المراد بالتوحيد وإنما المراد به ما دلت عليه النصوص التي ساق المصنف رحمه الله طرفاً منها في هذا الباب من أنه إفراد الله بالعبادة والخلوص من الشرك.
وعطَف شهادة أن لا إله إلا الله على التوحيد ليبين أن معناهما واحدٌ لا اختلاف فيه.


يدعون: أي يدعونهم من دون الله وهم الملائكة والأنبياء والصالحين وغيرهم فالضمير الفاعل يدْعون راجعٌ إلى الكفار.
يبتغون: أي يطلبون والضمير الفاعل فيه راجعٌ إلى المدعوين من الملائكة ونحوهم.
الوسيلة: ما يتقرب به إلى الله، فمعنى توسل إلى الله عمل عملاً يقربه إليه.
ويرجون رحمته: أي لا يرجون أحداً سواه.
ويخافون عذابه: أي: لا يخافون أحداً سواه.

المعنى الإجمالي للآية:

أن الله سبحانه وتعالى يخبر أن هؤلاء الذين يدعوهم المشركون من دون الله من الملائكة والأنبياء والصالحين يبادرون إلى طلب القربة إلى الله فيرجون رحمته ويخافون عذابه، فإذا كانوا كذلك كانوا جملة من العبيد فكيف يُدعون مع الله تعالى، وهم مشغولون بأنفسهم يدعون الله ويتوسلون إليه بعبادته.

مناسبة الآية للباب:

أنها تدل على أن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله هو ترك ما عليه المشركون من دعوة الصالحين والاستشفاع بهم إلى الله في كشف الضر أو تحويله؛ لأن ذلك هو الشرك الأكبر.

ما يستفاد من الآية:

1- الرد على الذين يدعون الأولياء والصالحين في كشف الضر أو جلب النفع بأن هؤلاء المدعوين لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاًَ فكيف يملكون ذلك لغيرهم.
2- بيان شدة خوف الأنبياء والصالحين من الله وبيان رجائهم لرحمته.


وقوله: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ، إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ} [الزخرف: 26، 27].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
براءٌ مما تعبدون: أي بريءٌ من جميع معبوداتكم.
إلا الذي فطرني: أي خلقني وهو الله فهو معبودي وحده.

المعنى الإجمالي للآية:

أنه يخبر سبحانه عن عبده ورسوله وخليله أنه تبرَّأ من كل ما يعبد أبوه وقومه، ولم يستثن إلا الذي خلقه وهو الله، فهو يعبده وحده لا شريك له.

مناسبة الآية للباب:

أنها دلَّت على أن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله هو البراءة من الشرك وإفراد الله بالعبادة. فإن لا إله إلا الله تشتمل على النفي الذي عبَّر عنه الخليل بقوله: {إِنَّنِي بَرَاء}، والإثبات الذي عبَّر عنه بقوله: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي}.

ما يستفاد من الآية:


1- أن معنى لا إله إلا الله توحيدُ الله بإخلاص العبادة له والبراءة من عبادة كل ما سواه.
2- إظهار البراءة من دين المشركين.
3- مشروعية التبري من أعداء الله ولو كانوا أقرب الناس.


* * *


وقوله تعالى: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة: 31](1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتخذوا: أي جعل اليهود النصارى.
أحبارهم: أي علماءهم.
ورهبانهم: أي عبّادهم.
أرباباً: أي مشرِّعين لهم يحلِّلون ويحرِّمون؛ لأن التشريع من خصائص الرب فمن أطاع مخلوقاً فيه فقد اتخذه رباً.
والمسيح ابن مريم: أي واتخذوا عيسى عليه السلام رباً بعبادتهم له.
سبحانه عما يشركون: أي تنزه الله تعالى وتقدّس عن الشركاء والنُّظراء.

المعنى الإجمالي للآية:

يخبر الله سبحانه عن اليهود والنصارى أنهم استنصحوا الرجال من العلماء والعباد فأطاعوهم في تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحله، فنزَّلوهم بذلك منزلة الرب الذي من خصائصه التحليل والتحريم، كما عبد النصارى عيسى وزعموا أنه ابنُ الله، فنبذوا كتاب الله الذي أمرهم فيه بطاعته وحده وعبادته وحده –وهذا إخبار منه سبحانه يتضمن إنكار ما فعلوه- ولذلك نزَّه نفسه عما يتضمنه هذا الفعل من الشرك به.

مناسبة الآية للباب:

أنها دلت على أن من معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله إفرادَ الله بالطاعة في تحليل ما أحل وتحريم ما حرم، وأن من اتخذ شخصاً من دون الله يحلل ما أحل ويحرم ما حرَّم فهو مشرك.

ما يستفاد من الآية:

1- أن معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله طاعةَ الله في التحليل والتحريم.
2- أن من أطاع مخلوقاً في تحليل الحرام وتحريم الحلال فقد اتخذه شريكاً لله.
3- الرد على النصارى في اعتقادهم في المسيح عليه السلام وبيانُ أنه عبدُ الله.
4- تنزيه الله عن الشرك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فقد فسَّر هذه الآية رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لعدي بن حاتم عندما دخل على رسول الله –صلى الله عليه وسلم فسمعه يقرأ هذه الآية، فقال عدي: إنهم لم يعبدوهم؟! فقال رسول الله –صلى الله عليه وسلم: "بلى إنهم حرّموا عليهم الحلال وحلّلوا لهم الحرام فاتبعوهم فذلك عبادتهم إياهم".
أخرجه الترمذي برقم (3094) وهو حديث حسن.
وابن أبي شيبة في مصنفه (7/167 رقم 34925).

.................................................. ..............

وقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة: 165].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الناس: فريقٌ من الناس.
من دون الله: أي غير الله.
أنداداً: أي أمثالاً ونظراء.
يحبونهم: المحبة إرادة ما تراه أو تظنه خيراً والرغبة فيه.
كحب الله: أي يسوونهم به في المحبة المقتضية للذل للمحبوب والخضوع له.
ولو يرى: لو يعلم.
إذ يرون العذاب: وقت ما يعايِنونه.
أن القوة لله: لأن القدرة والغلبة له وحده.

المعنى الإجمالي للآية:

ذكر الله سبحانه وتعالى حال المشركين به في الدنيا ومآلهم في الآخرة حيث جعلوا لله أمثالاً ونظراءَ ساوُوهم به المحبة، ثم ذكر حال المؤمنين الموحديث أنهم يحبون الله حباً يفوق حب أصحاب الأنداد لأندادهم أو يفوق حب أصحاب الأنداد لله، لأن حب المؤمنين لله خالص، وحب أصحاب الأنداد لله مشترك، ثم توعّد هؤلاء المشركين به بأنهم لو علموا ما يعايِنون يوم القيامة وما يحل بهم من الأمر الفظيع والعذاب الشديد على شركهم وتفرُّد الله سبحانه بالقدرة والغلبة دون أندادهم لانتهوا عما هم فيه من الضلال، لكنهم لم يتصوروا ذلك ويؤمنوا به.

مناسبة الآية للباب:

أنها من النصوص المبينة لتفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله. حيث دلّت على أن من اتخذ نِداً مع الله يحبه كمحبة الله فقد أشرك، فعُلم أن معنى التوحيد أن يُفرد الرب بهذه المحبة التي تستلزم إخلاص العبادة له وحده والذل والخضوع له وحده.

ما يستفاد من الآية:

1- أن من معنى التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله إفرادُ الله تعالى بالمحبة المقتضية للذل والخضوع.
2- أن المشركين يحبون الله حباً عظيماً ولم يدخلهم ذلك في الإسلام، لأنهم أشركوا معه غيره فيها.
3- أن الشرك ظلم.
4- الوعيد للمشركين يوم القيامة.


وفي الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من قال لا إله إلا الله وكَفَر بما يُعبد من دون الله حرُم ماله ودمه وحسابُه على الله عز وجل"(1) وشرحُ هذه الترجمة ما بعدَها من الأبواب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في الصحيح: أي صحيح مسلم.
حرم ماله ودمه: أي مُنع أخذ ماله وقتله بناء على ما ظهر منه.
وحسابه على الله: أي الله تعالى هو الذي يتولى حسابَ من تلفَّظ بهذه الكلمة، فيجازيه على حسب نيته واعتقاده.
الترجمة: ترجمة الكتاب والباب فاتحتُه. والمراد بها هنا قولُه: باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.

المعنى الإجمالي للحديث:

يبين –صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث أنه لا يحرُم قتلُ الإنسان وأخذُ ماله إلا بمجموع أمرين:
الأول: قول لا إله إلا الله.
الثاني: الكفر بما يُعبد من دون الله. فإذا وُجد هذان الأمران وجب الكفُّ عنه ظاهراً وتفويضُ باطنه إلى الله، فإن كان صادقاً في قلبه جازاه بجنات النعيم، وإن كان منافقاً عذّبه العذاب الأليم، وأما في الدنيا فالحكم على الظاهر.

مناسبة الحديث للباب:

أنه من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله:
وأنه الكفر بما يُعبد من دون الله.

ما يستفاد من الحديث:

1- أن معنى: لا إله إلا الله هو الكفر بما يعبد من دون الله من الأصنام والقبور وغيرها.
2- أن مجرد التلفظ بلا إله إلا الله مع عدم الكفر بما يُعبد من دون الله لا يحرِّم الدم والمال ولو عرَف معناها وعمل به. ما لم يضف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله.
3- أن من أتى بالتوحيد والتزم شرائعه ظاهراً وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك.
4- وجوب الكف عن الكافر إذا دخل شرائعه ظاهرا وجب الكف عنه حتى يتبين منه ما يخالف ذلك.
5- أن الإنسان قد يقول: لا إله إلا الله ولا يكفر بما يُعبد من دونه.
6- أن الحكم في الدنيا على الظاهر، وأما في الآخرة فعلى النيات والمقاصد.
7- حرمة مال المسلم ودمه إلا بحق.

ومعنى قول المصنف: "وشرح هذه الترجمة ما بعدها من الأبواب":

أن ما يأتي بعد هذا الباب من الأبواب في ما يبين التوحيد ويوضح معنى "لا إله إلا الله" وبيان أشياء كثيرة من الشرك الأصغر والأكبر وما يوصل إلى ذلك من الغلو والبدع مما يجب تركه من مضمون لا إله إلا الله.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم برقم (23)، وأحمد في المسند (3/472).


يتبع باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#20
رد: ماذا تعرف عن التوحيد ...؟

باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

وقول الله تعالى: {قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ} [الزمر: 38].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناسبة هذا الباب لكتاب التوحيد:

أنه يتضمن ذكر شيء مما يضاد التوحيد، وهو التماس رفع الضر أو دفعه من غير الله للتحذير منه، فإن التوحيد يُعرف بضده.

من الشرك: من تبعيضية: أي من الشرك الأكبر إن اعتقد أن هذه الأشياء تنفع أو تضر بذاتها، أو من الشرك الأصغر إن اعتقد أنها سببٌ للنفع والضر.
الحلقة: كل شيء مستدير.
ونحوهما: من كل ما يُلبس أو يُعلَّق لهذا الغرض.
رفع البلاء: إزالته بعد نزوله.
ودفعه: منعه قبل نزوله.
أفرأيتم: أخبروني.
ما تدعون: تسألونه جلب الخير ودفع الضر.
من دون الله: غيره من الأنداد والآلهة.
بضر: بمرضٍ أو فقرٍ أو بلاءٍ أو شدة.
هل هن كاشفات ضُره: أي لا تقدر على ذلك.
برحمة: أي: بصحة وعافية وخير وكشف بلاء.
حسبي الله: أي الله كافيني وكافي من توكل عليه.

المعنى الإجمالي للآية:

يأمر الله نبيه محمداً – صلى الله عليه وسلم- أن يسأل المشركين سؤالَ إنكار عن أصنامهم التي يعبدونها مع الله هل تقدرُ على النفع والضر؟ فلا بد أن يعترفوا بعجزِها عن ذلك، فإذا كان كذلك بطلت عبادتُها من دون الله.
مناسبة الآية للباب: أن فيها دليلاً على بطلان الشرك. ولبس الحلقة والخيط من ذلك، لا يكشف الضر ولا يمنع منه.

ما يستفاد من الآية:

1- بطلان الشرك لأن كل ما يعبد من دون الله، لا يملك ضراً ولا نفعاً لعابده.
2- التحذير من لبس الحلقة والخيط وغيرها لجلب النفع أو دفع الضر، لأنه شرك من جنس ما يراد من الأصنام.
3- مشروعية مناظرة المشركين لإبطال الشرك.
4- وجوب الاعتماد على الله وحده وتفويض الأمور كلها إليه.


عن عمران بن حصين: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى رجلاً في يده حلقة من صُفْر، فقال: "ما هذه؟" قال: مِن الواهِنة. فقال: "انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهْناً، فإنك لو مت وهي عليك ما أفلحت أبداً""1" رواه أحمد بسند لا بأس به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


عمران: هو عمران بن حصين بن عبيد بن خلف الخزاعي، صحابيٌ ابن صحابي، أسلم عام خيبر ومات سنة 52هـ بالبصرة.

ما هذه؟ استفهام إنكار.
الواهنة: نوعٌ من المرض يصيب اليد.
انزعها: اطرحها والنزعُ هو الجذب بقوة.
وهناً: ضعفاً.
ما أفلحت: الفلاح هو الفوز والظفر والسعادة.

المعنى الإجمالي للحديث:

يذكر لنا عمران بن حصين رضي الله عنهما موقفاً من مواقف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في محاربة الشرك وتخليص الناس منه، ذلك الموقفُ: أنه أبصر رجلاً لابساً حلقة مصنوعة من الصفر، فسأله عن الحامل له على لبسها؟ فأجاب الرجل أنه لبسها لتعصِمه من الألم، فأمر بالمبادرة بطرحها، وأخبره أنها لا تنفعه بل تضره، وأنها تزيد الداء الذي لبست من أجله، وأعظم من ذلك لو استمرت عليه إلى الوفاة حُرم الفلاح في الآخرة أيضاً.
مناسبة الحديث للباب: أنه يدل على المنع من لبس الحلقة لدفع البلاء؛ لأن ذلك من الشرك المنافي للفلاح.

ما يستفاد من الحديث:

1- أن لبس الحلقة وغيرها للاعتصام بها من الأمراض من الشرك.
2- النهي عن التداوي بالحرام.
3- إنكار المنكر وتعليم الجاهل.
4- ضرر الشرك في الدنيا والآخرة.
5- استفصال المفتي واعتبار المقاصد.
6- أن الشرك الأصغر أكبر الكبائر.
7- أن الشرك لا يُعذر فيه بالجهل.
8- التغليظ في الإنكار على من فعل شيئاً من الشرك؛ لأجل التنفير منه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"1" أخرجه أحمد في المسند "4/445" وابن حبان كما في الموارد برقم "1410، 1411"، وابن ماجه برقم "3531"، والحاكم في المستدرك "4/216"، وصححه ووافقه الذهبي



ولابن أبي حاتم عن حذيفة: "أنه رأى رجلاً في يده خيطٌ من الحمَّى فقطعَه، وتلا قوله: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} [يوسف: 106].

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولابن أبي حاتم: أي وروى ابن أبي حاتم – صاحب كتاب الجرح والتعديل.
عن حذيفة: هو ابن اليمان العبسي حليف الأنصار صحابي جليل من السابقين الأولين، مات سنة 36هـ رضي الله عنه.
من الحُمَّى: أي للوقاية من الحمى فلا تصيبه بزعمه.
وتلا: أي قرأ الآية مستدلاً بها على إنكار ما رأى.

معنى الأثر إجمالاً:

أن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أبصر رجلاً قد ربط في عضده خيطاً يتقي به مرض الحمى فأزاله عنه منكِراً فعله هذا، واستدل بالآية التي أخبر الله فيها أن المشركين يجمعون بين الإقرار بتوحيد الربوبية والشرك في العبادة.
مناسبة الأثر للباب: أن فيه اعتبار لبس الخيط –لدفع المرض- شركاً يجب إنكاره.

ما يستفاد من الأثر:

1- إنكار لبس الخيط لرفع البلاء أو دفعه، وأنه شرك.
2- وجوب إزالة المنكر لمن يقدر على إزالته.
3- صحة الاستدلال بما نزل في الشرك الأكبر على الشرك الأصغر لشموله له.
4- أن المشركين يقرون بتوحيد الربوبية ومع هذا هم مشركون، لأنهم لم يخلصوا في العبادة.



يتبع باب ما جاء في الرقي والتمائم