
ما زالَ جُرحُ الشّامِ مَسُّهُ يُؤذينا**وَ يكدُرُ على مَرِّ الزَّمانِ صَفوَ لَيالينا
ما زالَت تَنبَعِثُ رائِحَةُ المَوتِ مِنهُ**وَ قَد كانَت رُبوعَهُ تَفوحُ ياسَمينا
أسَفي عَلى حاضِرَةِ العُروبَةِ و حِصنِها**أن تَلاعَبَ بِمَصائِرِها عادينا
أَ نَفرَحُ وَ هِيَ مِنَ الأتراحِ ما سَلِمَت**وَ نَضحَكُ وَ أهلُها يَمسونَ باكينا
أَ نَشتَكي مِن ضَمائِرٍ ما أنجَدَتها**أم ماتَ الضَّميرُ لَم يَعُد يَنبُضُ فينا
كَيفَ لِأعيُنٍ فينا تَكتَحِلُ بِغِمضٍ**وَ هُم بِغَيرِ الرَّدى لا تَغمُض لَهُم جُفونا
تَسارَعَت الأَيّامُ تُسابِقُ وَ نَكبَتَها**وَ الضَّحايا في ازدِيادٍ عَشراتً و مِئيناً
حُقوقُ الإنسانِ أَضحَت بَعدَهُم أُكذوبَةً**وَ ما لَهُم غَيرُ اللهِ كافِياً و مُعينا
أَ يَنفَعُ أن نَبكيهِمُ الدَّهرَ كُلَّهُ**وَ هَل تُغنِ عَنهُم دُموعُ بَواكينا
سَيَشهَدُ عَلَينا التَّأريخُ بِما جَرى**يا خَجلَتاهُ ماذا يَكونُ حُكمُهُ فينا
لا أدري كَيفَ سَتقرَأُ الأجيالُ سيرَتَنا**و هَل سَيَعذُرُونَ بِحَقِّها تَراخينا
يا لَيتَنا في خَندَقِ المَوتِ مَعَكُم**وَ لا تَقولونَ:خَذَلتُمونا و إلى اللهِ تَشكونا
()()()()
"فارس بلا جواد"
ألخميس 18 أيلول 2014