
هذهِ ملامحُ ما تُسمَى أمارَتي**فاكتب يا قلم و اشرَح سيرَتي
دولةٌ للبسطاءِ فيها خيرُ مَقامٍ**يَغبِطُهم عليها جيرانُ دَولتي
لغةُ الورودِ لها إتخَذنا شعاراً**و بالصَفحِ تعايَشَ أبناءُ رَعِيَتي
لا تَرى للظلمِ في نواحيها وجودٌ**و اللومُ إن علمتَ أقوى سَطوَتي
أختَفي بينَ سوادِ الناسِ لا أتَمَيزُ**أنشدُ المثاليةَ نَهجاً تلكَ رَغبَتي
يَأمَنُ لِعَدالَتي سائرُ مَن أسوسُهُم**خادماً أنا لَهُم فِداهُم مُهجَتي
أَذكُرُهم في أيامِ رَخاءٍ لا أتَعالى**أدَخِرُ وِدَهُم لِيَومٍ فيهِ مِحنَتي
لا أغُضُ الطَرفَ عَمداً عَن شَكواهُم **أولئِكُم أحبابي أبناءُ جِلدَتي
ألقَوِيُ فيهِم يَضعُفُ إن ظُلماً بَغَى**وَ الضَعيفُ بِالحَقِ يَحوزُ سُلطَتي
لا أرتَضي ذَوي الكُروشِ لي ولاةاً**فَلَن تُشبِعَ بُطونَهُم أموالُ خَزنَتي
وَ لا أختارُ فارِهاتِ القُصورِ سَكَناً**فَتَقلُبِ الأيامِ يَسلُبُ حَتى لُقمَتي
وَ إن كانَتِ الشُعوبُ تَحلُمُ بِرَبيعٍ**فَأيامُ حُكمي ربيعٌ دائِمٌ لأمَتي
وَ إنِ إنشَغَلتُ عَنكُم يا أولادي**و شَكَوتِ مِني إهمالاً يا زَوجَتي
فَكَم مِن يَتيمٍ دَمعُهُ لا يُكَفكَفُ**وَ كَم مِن أرمَلَةٍ تَذَمَرت مِن غَفلَتي
لا تُغروني يا شُعراءُ بِمَديحِكُم**وَ لا تُقَدِسوا أخطائي يا حاشِيَتي
لا تَبخَلوا عَلَيَ بِنُصحِكُم إن هَفَوتُ**طُوبى لِمَن أقالَ لي عَثرَتي
وَ انصَلَحَ الحالُ و سادَ العَدلُ وَ فَشا**الوِئامُ و دانَ الوَرى لِسياسَتي
إلا أني سَمعت صوتا أقَضَ لي مَضجَعاً**بَعد نَومٍ مُريحٍ فَوقَ وِسادَتي
بُكاءُ طِفلٍ يَتَضَوَرُ جوعاً فَأضفى**حُزناً بَعدَ حُلُمٍ جَميلٍ يا لَحَسرَتي
هذهِ أمنِياتُ أميرٍ حالِمٍ صَوَرتُها**هَنيئاً لِمَن صَيَرَها حَقيقةً يا إخوَتي
"فارس بلا جواد"