مَهلاً إنَّها صَفِيَة..قرأءَتي الخاصة

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#1

ألحَمدُ للهِ جَلَّ في عُلاه،و الصلاةُ و السلامُ على محمدٍ بن عبدِ اللهِ,و آلهِ و صحبه و مَن والاه. و بعد:

هُوَ أَسمى مِن أن تَحومَ حَولَهُ الشُّبُهاتُ‘ أو يُثارُ حَولَهُ الشَّكُ و الرِّيبُ،هُوَ لا يَنتَظِرُ أن يُزَكّيهِ مَخلوقٌ،و قَد زكّاهُ الخالِقُ العَظيمُ فَانتَفى مِن سُلوكِهِ النَقصُ و العَيبُ،هُوَ المَعصومُ عَنِ الزَلَلِ،و المُنَزَّهُ مِن الخَلَلِ،و السَّليمُ قَلبُهُ مِنَ الأدرانِ و العِلَلِ،أفديهِ بِروحي و نَفسي و سائِرِ الأَهلِ،أَسوقُ إلَيكُمُ القِصَةَ بِإسلوبِيَ وَ كُلِّي خَجَل،فَمَن أَنا حَتَّى أكتُبَ في هكَذا أمرٍ عَظيمٍ جَلَل،أشخاصُهُ هُم سَيِّدُ المُرسَلينَ مُحَمَّدٌ عَلَيهِ الصَّلاةُ و السَلامُ،و زَوجُهُ صَفِيَّةُ أُمُّ المُؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عَنها وَ أرضاها بِهذا الوَّصفِ وَ المقامِ،وَ صَحابِييَّنِ جَليلَينِ قُدِّرَ لَهُما المُرورُ بِالقُربِ مِنهُما لَيلاً و هُما يَتبادَلانِ الكَلامَ، و لِنقرَأَ الآن لِمَتنِ الروايةِ،و لِيَتَعرَّفَ القارئُ على ما قَصَدتُهُ مِن مَضمونِ إفتتاحية الموضوعِ من حِكايَةِ.
ما رواه البخاري ومسلم عن أم المؤمنين صفية بنت حيي - رضي الله عنها - قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً ، فأتيته أزوره ليلًا ، فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني ، فمر رجلان من الأنصار - رضي الله عنهما - ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا . فقال صلى الله عليه وسلم : ( على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي ، فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، فقال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شراً ، أو قال : شيئاً).
صَلَّى اللهُ عَلَيكَ يا رَسول و سَلَّم،ما أعَظَمَ رَأفَتِكَ بِحالِ أُمَّتِكَ و َأصحابِكَ و أرحَم،فما فَهِمتُهُ مِنَ الحَديثِ هُو مُبادرَةُ الرَّسولِ عليهِ الصلاةُ و السلامِ،إلى تَوضيحِ ما خُفِيَ عَلى الرَّجُلَينِ في عِتمَة الليلِ و لِئلا تأخُذ بِهما الظنونُ و تَقودُ إلى الآثامِ،فَعَرَّفَ عَن كُنهِ زَوجَتِهِ المَصون،و هِي التي يتفاخرُ بإمومَتِها في الدينِ المُؤمِنون،فاستَحى الرَجُلانِ مِما حَصَل،و عَبَرّا عَن أنَّهُما لَم تَنفَذ إلى أذهانِهِما وَساوسِ الشَّيطانِ أو قَد يَكونَ نَفثَهُ في رَوعِهِما اتَّصَل،فَأوضَحَ لَهُما الرَّسولُ و جَعلَ مِن هذهِ الحادِثَةِ لَهُما و لِغَيرِها دَرساً،بِأن يَبتَعِدَ المَرءُ و يَنأى بِنفسِهِ عَن هَكذا مَوطِنٍ لِلشَّكِ مُثيرٍ،و لِيدفَعَ الناسُ عَنِ الخَوضِ فيما لَيسَ فيهِ بِما لا يُدرِكُ حَقيقَتَهُ أحياناً إلا العَليمُ الخَبيرُ،فَيَقطَعَ على الشَّيطانِ طَريقَهُ في إغتِنامِ هكذا فُرَص،فَيُوقِعَ بَينَ النُّفوسِ بِأن يَهلِكَ الأنامُ مِن خَوضِهِم بِبَعضِهِم بِما إلى ناظِرِهِم مِن ظاهرِ الأمرِ خَلَص،و هكذا نَتَعَلَّمُ دَرساً مِنَ الرَّحمَةِ المُهداةِ،إن صارَ أَحَدُنا في هكذا مَوقِفٍ في وَقتٍ مِنَ الأوقاتِ،فَلا نَخجَلُ مِن ذِكرِ إسمِ مَن مَعَنا مِن زَوجَةٍ أو أُختٍ أو أُمٍّ،لِيَكونَ الآخرونَ على بَيِنَةٍ و يُحيطوا بالأمرِ بِمُنتَهى العِلمِ، و الصَّلاةُ و السلامُ على مَن عَلَّمَنا الرَّويِةَ و الحِلمِ،إنَّهُ السِراجُ المُنيرُ هادينا مِن الظُلُماتِ و الظُّلمِ,و الحمدُ للهِ رَّبِ العالَمين،بإسمِهِ بَدأتُ مَقولي و أختِمَهُ و بِهِ أستعين.
أخوكم الفقير إلى رحمة اللهِ
الأحد 21 ربيع الأول 1436
‏الأحد, ‏11 ‏كانون*الثاني, ‏2015​
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#3
رد: مَهلاً إنَّها صَفِيَة..قرأءَتي الخاصة

شكرا لمرورك العطر أختي.تحيتي و تقديري لك
 
#4
رد: مَهلاً إنَّها صَفِيَة..قرأءَتي الخاصة

موضوع بالغ الاهمية
بأن يتجنب المسلم مواطن الشبهات
وهناك مقولة تقول :رحم الله أمرئ جب الغيبة عن نفسه
اذ تفيد بأن ينجو من ذب الناس في لحمه ووقوعهم بالتهلكة
تقديري
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#5
رد: مَهلاً إنَّها صَفِيَة..قرأءَتي الخاصة

موضوع بالغ الاهمية
بأن يتجنب المسلم مواطن الشبهات
وهناك مقولة تقول :رحم الله أمرئ جب الغيبة عن نفسه
اذ تفيد بأن ينجو من ذب الناس في لحمه ووقوعهم بالتهلكة
تقديري
شكرا لمرورك في الصفحة أخي الكريم و حسن تفاعلك مع الموضوع..تحيتي و تقديري لك.