
ظبيةٌ تأسِرُ العيونَ نظراتُها**أعجوبةٌ في الحُسنِ فاقتِ الفتياتِ
ألِفَتِ الدلالَ في كَنَفِ والدِها**إنقادَ قَلبُها لِفَلسَفَتي و لُغاتي.
و ما كنتُ أحسَبُ أن يأسِرَها الهَوى**و لا أن يَبلُغَ حُبُها عالِيَ المَقاماتِ
فَبَعدَ تَدارُكِ الأمرَ كَتَبتُ رِسالَتي** لَعَلَها تَفهَم و تَغفِرُ لي هَفَواتي
أنا مُسافِرٌ في طَريقٍ لا يَحتَمِلُ حُبّاً** فَلتُمَزِقي صُوَري و تِلكَ الذِكرَياتِ
أنا يا هِندُ ما عُدتُ أُطيقُ صَبرَكِ** بَعدَما طالَ البُعدُ و دامَ لِسنواتِ
وَ لا أُريدُ لِسوءِ الظَنِ مِنكِ تَمَكُناً**فَإِن كُنتُ مُخادِعاً فلتلاحقني نَكَباتي
أعلَمُ أني انشَغَلتُ عَن وِصالِكِ زَمَناً** فَلتَرفُقِ الدُموعُ بِتِلكَ الوَجَناتِ
أنا لَستُ مُحتَرِفَ عَذاباتِ الصَبايا** وَ لا في نَفسي لُؤمَ تَعذيبِ الفاتِناتِ
أنا في كُلِ يَومٍ أعيشُهُ أرضٌ تُقِلُني** حَتى رَثَت لِحالِنا رِمالُ الطُرُقاتِ
دَعيني أُوَدِعُكِ عِندَ آخِرِ نَظرَةٍ**قَد أحرَقَت قَلبي عُيونُكِ الشاكِيات
سَأُعلِنُ صَوماً عَنِ الحُبِ لا تَنَسُكاً**و لكِنَ حُكمُ الزَمانِ أذهَبَ بِرَغَباتي
أنا مَعَ الطُيورِ قَد شَدَدتُ رِحالي**وَ تَرَكتُ لِريحِ الصَبا تَسييرَ خُطُواتي
أنا ما احتَمَيتُ مِن لَفَحاتِ الشَمسِ و لا** مِن صَقيعِ الشِتاءِ هَيَأتُ أُغطِياتي
أنا لا أرومُ الشَقاءَ لِناعِمَةِ الخَدَينِ** وَ لتَرفَل بِنَعيمٍ لَن تَجِدهُ في حَياتي
رُوَيدُك يا أنامِلي كَفاكِ نُطقاً** فَلتَلطُفي بِقَلَمٍ مِدادُهُ صارَ آهاتي
هذهِ نهايةُ شُعورٍ إحتَوَى فُؤادي** ما زالَت آثارُهُ نَديمَ سَهَراتي
()()()()()()
"فارس بلا جواد"
التعديل الأخير: