
حب نما على ضفاف بردى و سما**و الفتى عول آماله أن معها ينسجما
هناك حيث رحيق الورد يروي فراشة** فمتى من شهدها أنل ذاك المغنما
و الساعات تمضي و هو بالناي يعزف**يرقب مرور ظبية أمسى بحبها متيما
و ما كان يجرؤ سوى همسا يبوح بعشقه**متى يا قرة العين أرواحنا تلتحما
و ما أطلت عليه إلا و الفؤاد يخفق نبضه**و ترتجف يداه يا ويحه كم بها أغرما
و علمت الأم بما خالج قلب وحيدها**و صارحها بشعوره بعد أن كان يكتما
و يا لسعد أمه إذ أغرورقت عيناها**و سرى الإرتياح إليها و جبينها تبسما
أن لهكذا أميرة إرتضى إصطفاءا إبنها**تكاملت أوصافها فحق له أن يغرما
و مضت الأيام تترى و هو يعد لسعادته**لولا أزيز الرصاص لهدوء أرضه اقتحما
فإنبرى جامعا هم الحب و الحرب صائلا**على الظلم و يشدو للحرية لا يسئما
و كان يسلي النفس بما جادت قريحته**يتغزل بمن يحلم بها عروسا إن سلما
و يمني النفس بقرب الوصال بزفافهما**أ حقا سأنال وطري و أبيت ليلتي حالما
أ حقا سيجمعنا من البيت أركان له تزغرد**و نضحك لزغاريد أم إنتظرتني لطالما
و كيف سأصبر عنك إن إنصرفت لأعمالي**و هل يطيق قلبي فرقاك و أنت البلسما
و كيف عساني أرتوي من نغمات صوتك**و هل يكتفي بشربة ماء من كان صائما
و ما قطع سكون ليله وحلو خواطره**إلا هدير قصف لأزلام ذاك الصنما
فهوى الفتي صريعا و الدمع يخالط دماءه**لم يكن لي فيك نصيب و سأرحل متألما
و طار في الأفاق نبأ الشهادة و صعقت له**تلك التي من أجلها بالآمال كان يحلما
و شهقت لرحيله أم فجعت بمصابه فقضت**نحبها و المرارة تملأ قلبها ألما
هناك إذ جيء به على الأكتاف محمولا**فلتنعم بعرس لم تألفه روحك فلترحما
()()()()()()()
_محاكاة للواقع السوري المؤلم_