
سَأَلَتني بِلَهفَةٍ و غايَةُ ما في رَجائِها**صَراحَةُ قَولٍ بِلا تَلاعُبِ لِساني
إستَوقَفَتني بِنَظرَةٍ و الأَكُفُ مُشتَبِكَةٌ**و هَيبَتي لِحَضرتِها بِهَيبَةِ السُّلطانِ
فَما أدري بِأيِ نُقطَةٍ فيها أّيَمِّمُ**ناظِرَيَّ و افتِتانيِ بِها جَلِيٌّ لِلعَيانِ
قالَت و قَبلَ النُّطقِ حَزِرتُ سُؤالَها**خَبِرتُ طَبعَ و مَراميَ النِّسوانِ
إبتَدَرَتني بِبَسمَةٍ لَيسَ هُنا مَحِلُها**و لَكَأّنِّي أرى ما وَراءَها مِن نيرانِ
و لَم أتَلَذَذ بِتِلكَ الغيرَةِ عَلى حَلاوَتِها**تَعافُ نَفسي ما يَجعَلَها تُعاني
إستنطَقَت مِني قَبلَ الِلسانِ مُقلَتينِ**فَهُما أبعَدُ ما يَكونا عَنِ الكِتمانِ
تَسألُني إن كانَ في حَنايا القَلبِ مِن**أثَرٍ لِحُبٍ مَضى لَم يَمحُهُ زَماني
أو حَنيناً لِمَن إستَوطَنوا الروحَ قَبلَها**و لِأيِّ وِجهَةٍ تَميلُ كَفَّةُ الميزانِ
فَأجابَتِ العَينانِ بما سَبَقَت تَمتَمتي**و أفصَحت عَن قَولٍ أذُناها لَهُ تَشتَهيانِ
حُبِّكِ مَرسى الفُؤادِ الذي إختارَهُ**بَعدَ أن تاهَت سفينَتَهُ على الشُطآنِ
و إن راوَدتكِ أفكارٌ لَم تَنبَس بِها شَفَتي**و لَم تَأتِ بِما يَعضُدها مِن بُرهانِ
فَاعلَمي أن غَيرَ هَواكِ لا مُقامَ لَهُ**في داخِلي و بِرُؤياكِ تَقَرُ العَينانِ
()()()()()
"فارس بلا جواد"
الأربعاء, 12 شباط, 2014