
تَجيءُ قاتِلَتُهُ عَلى الجَنازَةِ مُوَدِعَةٌ**و قَد تَجَرَعَ مِنها الرَّدى لِسنِين
تُلقي عَلى مُعَذَبِها لِلوَداعِ نَظرَةً**و مُناهُ كان أن يَراها سِرَّهُ الدَّفين
و تُسبِلُ الجِفنَ عَن دَمعٍ لَم يَعُد**يُجدي و أضعافَهُ سالَ مِن ذاكَ الحَزين
رُبَما روحُهُ تُساجِلُها فِي سِرِّها**و هِيَ تُهَمهِمُ بِكلامٍ لا يَكادُ يَبين
أخالُهُ الآنَ يُصَوِبُ سِهامَ العَذلِ لَها**و هِيَ تُكَفكِفُ الدَّمعَ بِكِلتا اليَدَينِ

لَو أحصَيتِ دَمعَ فِراقِكِ لَصَيَّرتُ مِنهُ**بِركَةً مِنها أنتِ تَستَحِمّين
و تأتينَ بَعد سَنواتِ البَينِ هذهِ**مُتَنَعِمَةٌ بِكلِ ما كُنتِ بِهِ تَحلُمين
و قَد وَأَدتِ أحلامَنا و أجهَزتِ عَلى**قَلبِ فَتى ذاقَ مِنكِ الأمَرَين
و لَيتَكِ سَيِدَتي تَتَحَلَي بِالنُّبلِ**و تُقِري بِذَنبٍ ما زِلتِ عَنهُ تُكابِرين
أَ نَحَّيتِ الضَّميرَ كَي لا يَرِقَ لِحالي**و يَقِضَّ مَضجَعَكِ حينَ تَهجَعين
أ تُراهُ يَصدَحُ بِما ألجَمتِه عَمداً**لِسانَكِ أم أنَّكِ لِرَزيتي لا تَأبَهين
أَوَ تَحسَبينَ أنِّي سأُعَنِّفُكِ بِلَفظٍ**و قَد كان دأبي مَعَكِ الهَمسُ و اللين
لا يا مُنى الروحِ لَيس مِن سَجيَتي**أن أُريكِ ما يَكسِرَ خاطِرَكِ و تَكرَهين
و إن أرَدتُ شَكوى أقنَعتُ نَفسي**عَلَّهُ الخَيرَ مُقَدَّرٌ و لَو بَعدَ حين
و الآنَ و قَد قَضَيتُ نَحبي فَعَسى**أن أُثابَ على حِرمانٍ، قولي آمين
()()()()()
"فارس بلا جواد"
السبت, 01 آذار, 2014