قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#21
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

فضائل سيدنا إبراهيم عليه السلام
خلق الله الخلقَ واصطفى من شاء منهم لولايته
فاصطفى منهم أنبياءه
واصطفى من أنبيائه رسله وأعدهم لمهمة عظيمة
خصهم بخصائص دون سواهم تكريماً وتشريفاً
وأمدهم بالبراهين والآيات الدالة على صدقهم
وفضّل بعضهم على بعض كما أخبر جل جلاله
في القرآن الكريم حيث قال

"تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ"
وقال "وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ"
وخيرهم أولو العزم من الرسل
وخيرهم الخليلان إبراهيم
ومحمد صلى الله عليهما وسلم
قال تعالى "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً
وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ
وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ"
والأمة هو الذي يؤم بالخير
وقال "مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلا نَصْرَانِيّاً
وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفاً مُسْلِماً
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
وقال "قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
دِيناً قِيَماً مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً
وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"
وقال على لسان يوسف عليه السلام
"وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ
وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ
مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا
وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ"
فلم يكن في زمانه على ظهر الأرض
موحد سواه هو زوجه سارة
خليل الرحمن
قال تعالى "وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
"إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل
فإن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا
ولو كنت متخذا من أمتي خليلا
لاتخذت أبا بكر خليلا"
والخلة هي أعلى درجات المحبة
ولم يحظ بها سوى إبراهيم
ومحمد صلى الله عليهما وسلم
هو أحد أولي العزم من الرسل الذين أمر نبينا
صلى الله عليه وسلم بالصبر كما صبروا
وخيرهم محمد صلى الله عليه وسلم
قال جل وعلا
"فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ"
وهم أهل العزيمة والصبر من أنبياء الله
فنالوا أعلى المراتب وأسمى الدرجات
وعدتهم خمسة
نوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى
ومحمد عليهم الصلاة والسلام
اختصه الله بأن جعل في ذريته النبوة والكتاب
قال تبارك وتعالى
"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا
فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ"
وإبراهيم من ذرية نوح عليهما السلام
وقال "وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ
وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ
فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ"
وقال سبحانه
"وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا
وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ
وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ
وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ
كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً
وَكُلّاً فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ"

الكريم ابن الكريم ابن الكريم
ابن الكريم كما
قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم

سيدنا يوسف بن يعقوب بن اسحق بن إبراهيم عليهم السلام
اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد النبى الامى
وعلى ال واصحانه اجمعين
تم بحمد الله

توفى سيدنا ابراهيم عليه السلام
وعمره 175 سنه ابو الانبياء
وكل الانبياء من ذريته
سوف نتحدث في المشاركه القادمه عن قصة لوط عليه السلام
التي حدثت في حياة ابراهيم عليه السلام


 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#22
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )


لوط عليه السلام بن هاران بن تارخ
ولوط ابن أخي إبراهيم الخليل
وكان لوط عليه السلام قد نزح عن محلة عمه الخليل عليهما السلام
بأمره له وإذنه
فنزل بمدينة سدوم
كان أهل سدوم قوماً بخلاء
يستثقلون الضيف ويسعون للتخلص منه بشتى الوسائل
وكانوا يسمَّون
"أهل المؤتفكة"
لأنّهم كانوا أهل إفكٍ ولهوٍ ولغوٍ ودجلٍ وباطلٍ وفساد
لايستحيون من فعل القبيح
يأتون المنكرات بمحضر النساء والبنات
كما وصفهم الله تعالى حيث وجّه الخطاب إليهم
على لسان نبيِّه لوط عليه السلام
(وتأتون في ناديكم المنكر)
رأى لوط عليه السلام عمل أهل تلك البلاد فساءه ذلك منهم
وحاول عليه السلام إصلاح حالهم
فدعاهم إلى عبادة الله الواحد الأحد
ونهاهم عن الفواحش والمحرمات والمنكرات
وقد قصَّ القرآن الكريم قصّة تلك الدعوة

قال تعالى

(ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة
ما سبقكم بها من أحد من العالمين
إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء
بل أنتم قوم مسرفون )

أما أهل سدوم فكانت ردة فعلهم على هذه الدعوة معاكسة
واخذوا ينهون لوط عليه السلام عن استقبال الضيوف
ويهددونه بالإخراج من بلادهم إن هو أصر على دعوته لهم
وما زادتهم دعوته إلاّ إصراراً على منكرهم واستمروا في كفرهم وفجورهم
كما حكى ذلك القرآن الكريم

(وماكان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم
إنهم أناس يتطهرون)

واستمر لوط عليه السلام في نصحة وإرشاده
فما كان منهم إلا أن اشترطوا عليه ألاَّ يضيف أحداً من الناس
وإلا طردوه من ديارهم
ولكنه عليه السلام راح يكرر دعوته لهم
رغم مضايقاتهم له
محاولاً ردعهم عن ارتكاب المحرمات والفواحش
ولكن برفقٍ ولينٍ هذه المرَّة قائلاً لهم

(أتأتون الذكران من العالمين وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم
بل أنتم قوم عادون)

ولكن الشيطان كان قد استحوذ عليهم وطمس
على قلوبهم وأبصارهم وعقولهم
ولم يؤمن به غير بعض من آل بيته
أما امرأته فلم تؤمن ولما يئس لوط عليه السلام
دعا الله أن ينجيهم ويهلك المفسدين
فجاءت له الملائكة وأخرجوا لوط ومن آمن به
وأهلكوا الآخرين بحجارة مسومة
دعى لوط عليه السلام قومه إلى عبادة الله
وحده لا شريك له ونهاهم عن كسب السيئات والفواحش
واصطدمت دعوته بقلوب قاسية وأهواء مريضة ورفض متكبر
وحكموا على لوط عليه السلام
وأهله بالطرد من القرية...
فقد كان القوم الذين بعث إليهم لوط عليه السلام
يرتكبون عددا كبيرا من الجرائم البشعة
كانوا يقطعون الطريق، ويخونون الرفيق، ويتواصون بالإثم
ولا يتناهون عن منكر
وقد زادوا في سجل جرائمهم جريمة
لم يسبقهم بها أحد من العالمين.
كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء
لقد اختلت المقاييس عند قوم لوط عليه السلام
فصار الرجال أهدافا مرغوبة بدلا من النساء
وصار النقاء والطهر جريمة تستوجب الطرد..
كانوا مرضى يرفضون الشفاء ويقاومونه..
ولقد كانت تصرفات قوم لوط عليه السلام
تحزن قلب لوط عليه السلام
كانوا يرتكبون جريمتهم علانية في ناديهم..
وكانوا إذا دخل المدينة غريب أو مسافر أو ضيف
لم ينقذه من أيديهم أحد..
وكانوا يقولون للوط عليه السلام
استضف أنت النساء ودع لنا الرجال
وجاهدهم لوط عليه السلام
جهادا عظيما وأقام عليهم حجته
ومرت الأيام والشهور والسنوات
وزاد الأمر بأن قام الكفرة بالاستهزاء
برسالة لوط عليه السلام
فكانوا يقولون
(ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
فيئس لوط عليه السلام منهم
ودعا الله أن ينصره ويهلك المفسدين
خرج الملائكة من عند إبراهيم عليه السلام
قاصدين قرية لوط عليه السلام
بلغوا أسوار سدوم..
وابنة لوط واقفة تملأ وعاءها من مياه النهر..
رفعت وجهها فشاهدتهم..
فسألها أحد الملائكة
هل من منزل؟

قالت

(وهي تذكر قومها)

مكانكم لا تدخلوا حتى أخبر أبي وآتيكم..
أسرعت نحو أبيها فأخبرته
فهرع لوط عليه السلام يجري نحو الغرباء.
فلم يكد يراهم حتى

(سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ)

سألهم من أين جاءوا؟
وما هي وجهتهم؟
فصمتوا عن إجابته
وسألوه أن يضيفهم
استحى منهم وسار أمامهم قليلا ثم توقف
والتفت إليهم يقول
لا أعلم على وجه الأرض أخبث من أهل هذا البلد
قال كلمته ليصرفهم عن المبيت في القرية
غير أنهم غضوا النظر عن قوله ولم يعلقوا عليه
وعاد يسير معهم حدثهم أنهم خبثاء..
أنهم يخزون ضيوفهم..
حدثهم أنهم يفسدون في الأرض
وكان الصراع يجري داخله محاولا التوفيق
بين أمرين..
صرف ضيوفه عن المبيت في القرية دون إحراجهم
وبغير إخلال بكرم الضيافة..
سقط الليل على المدينة..
صحب لوط عليه السلام ضيوفه إلى بيته..
لم يرهم من أهل المدينة أحد..
لم تكد زوجته تشهد الضيوف
حتى تسللت خارجة بغير أن تشعره
أسرعت إلى قومها وأخبرتهم الخبر وانتشر الخبر
وجاء قوم لوط عليه السلام
له مسرعين..
وقف القوم على باب البيت..
خرج إليهم لوط عليه السلام
وبدأ بوعظهم

(هَـؤُلاء بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ)

قال لهم
أمامكم النساء زوجاتكم هن أطهر..

(فَاتَّقُواْ اللّهَ)

يلمس نفوسهم من جانب التقوى
اتقوا الله وتذكروا أن الله يسمع ويرى..
ويغضب ويعاقب

(وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي)

(أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ)

أليس فيكم رجل عاقل؟
إن ما تريدونه لو تحقق هو عين الجنون
أحس لوط عليه السلام بضعفه
كان الغرباء الذين استضافهم يجلسون هادئين صامتين..
فدهش لوط عليه السلام من هدوئهم..
وازدادت ضربات القوم على الباب..
وصرخ لوط عليه السلام في لحظة يأس

(قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ)

تمنى أن تكون له قوة تصدهم عن ضيفه..
وتمنى لو كان له ركن شديد يحتمي فيه
ويأوي إليه..
غاب عن لوط عليه السلام في شدته وكربته
أنه يأوي إلى ركن شديد..
ركن الله الذي لا يتخلى عن أنبيائه وأوليائه..
عندما بلغ الضيق ذروته..
تحرك ضيوفه ونهضوا فجأة..
أفهموه أنه يأوي إلى ركن شديد..
فقالوا له لا تجزع يا لوط
ولا تخف نحن ملائكة
ولن يصل إليك هؤلاء القوم
ثم نهض جبريل عليه السلام
وأشار بيده إشارة سريعة ففقد القوم أبصارهم
التفتت الملائكة إلى لوط عليه السلام
وأصدروا إليه أمرهم أن يصحب أهله أثناء الليل و يخرج..
سيسمعون أصواتا مروعة تزلزل الجبال..
لا يلتفت منهم أحد.. كي لا يصيبه
ما يصيب القوم أي عذاب هذا
أفهموه أن امرأته كانت من الغابرين..
امرأته كافرة مثلهم
سأل لوط عليه السلام الملائكة
أينزل الله العذاب بهم الآن أنبئوه أن موعدهم مع العذاب هو الصبح

(أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ)

خرج لوط عليه السلام مع بناته ..
ساروا في الليل واقترب الصبح
كان لوط عليه السلام قد ابتعد مع أهله..
ثم جاء أمر الله تعالى
كانت السماء تمطرهم بحجارة من الجحيم..
حجارة صلبة قوية يتبع بعضها بعضا
ومعلمة بأسمائهم ومقدرة عليهم استمر الجحيم يمطرهم
وانتهى قوم لوط عليه السلام تماما
لم يعد هناك أحد
نكست المدن على رؤوسها
وغارت في الأرض
حتى انفجر الماء من الأرض..
هلك قوم لوط ومحيت مدنهم
انطوت صفحة قوم لوط..
انمحت مدنهم وأسمائهم من الأرض..
وطويت صفحة من صفحات الفساد..
وتوجه لوط عليه السلام
إلى إبراهيم عليه السلام
وقص عليه نبأ قومه
وأدهشه أن إبراهيم عليه السلام كان يعلم..
ومضى لوط عليه السلام
في دعوته إلى الله..
مثلما مضى إبراهيم عليه السلام في دعوته إلى الله..
مضى الاثنان ينشران الإسلام في الأرض.

 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#23
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
اللهم ثبتنا على ديننا و اسلامنا
و اكفنا شر الفتن ماظهر منها ومابطن ...
سوف نتحدث في المشاركه القادمه
عن النبي يوسف عليه السلام
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#24
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

لنمضي الآن بقصة
يوسف عليه السلام
تَحقّقت بِشارةُ الملائكةِ
فقد رَزَقَ الله إسحاق صبيّاً هو يعقوب عليهم السلام
أصبَحَ يعقوبُ عليه السلام نبيّاً
فحَملَ الأمانةَ ونَهضَ بحملِ الرسالة.
وتَزوّجَ سيدُنا يعقوبُ عليه السلام
فرَزقَه الله عشرةَ بنَين
ثمّ تزوّجَ سيّدُنا يعقوب من راحيلَ ابنةِ خالهِ
فوُلِد يوسفُ ثم شَقيقُه بَنامِين.
وهكذا أصبحَ لسيّدِنا يعقوبَ اثنا عَشرَ ولداً..
طفوله يوسف
كان يوسف عليه السلام أثيراً عند أبيه من بين إخوته
وقد رأى يوسف عليه السلام
وهو غلام صغير رؤيا قصها على أبيه
فقال له أبوه (لا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ)
وذلك خشية عليه من حسدهم
وخلاصة الرؤيا
أنه رأى أحد عشر كوكباً والشمس والقمر يسجدون له
فعرف يعقوب عليه السلام أنها تتضمن مجداً ليوسف
يجعل إخوته وأبويه يخضعون لسلطانه
وحذره أن يحكيها لأخوته.
فلقد أدرك يعقوب عليه السلام
بحدسه وبصيرته أن وراء هذه الرؤية شأنا عظيما لهذا الغلام.
لذلك نصحه بأن لا يقص رؤياه على إخوته
خشية أن يستشعورا ما وراءها لأخيهم الصغير غير الشقيق
فتمتلئ نفوسهم بالحقد
استجاب لتحذير أبيه.. لم يحدث أخوته بما رأى
حسده إخوته على ولوع أبيهم به وإيثاره عليهم
فدبروا له مكيدة إلقائه في الجب
فمرت قافلة فأرسلت واردها إلى البئر فأدلى دلوه
فتعلق يوسف به
اجتمع أخوة يوسف عليه السلام يتحدثون في أمره

(إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)

أي نحن مجموعة قوية تدفع وتنفع
فأبونا مخطئ في تفضيل هذين الصبيين
المقصود هنا يوسف عليه السلام واخيه بنيامين
على مجموعة من الرجال النافعين!
فاقترح أحدهم حلا للموضوع

(اقْتُلُواْ يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا)

حتى لا يراه أبوه فينساه فيوجه حبه كله لهم
ومن ثم يتوبون عن جريمتهم

(وَتَكُونُواْ مِن بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ)

قال قائل منهم
ما الداعي لقتله؟
إن كنتم تريدون الخلاص منه
فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل ستلتقطه قافلة وترحل به بعيدا..
سيختفي عن وجه أبيه ويتحقق غرضنا من إبعاده
توجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح
ليوسف بمرافقتهم.
دار الحوار بينهم وبين أبيهم بنعومة وعتاب
وإثارة للمشاعر..
مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ ..؟
وأنت تخاف ولا تستأمننا عليه
ونحن نحبه وننصح له ونرعاه؟
لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟

(قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ
أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ)

فنفذوا فكرة الذئب الذي يخاف أبوه أن يأكله..
نحن عشرة من الرجال..
فهل نغفل عنه ونحن كثرة؟
نكون خاسرين غير أهل للرجولة
لو وقع ذلك..
لن يأكله الذئب ولا داعي للخوف عليه
وافق الأب تحت ضغط أبنائه..
ليتحقق قدر الله وتتم القصة كما تقتضي مشيئته
خرج الأخوة ومعهم يوسف عليه السلام وأخذوه للصحراء.
اختاروا بئرا لا ينقطع عنها مرور القوافل
وحملوه وهموا بإلقائه في البئر..
عند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة
أخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون
فجاء ذئب على غفلة
وأكل يوسف عليه السلام
لقد ألهاهم الحقد عن سبك الكذبة
جاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به
في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا قميص يوسف..
جاءوا بالقميص كما هو ولكن ملطخا بالدم..
وانتهى كلامهم بدليل قوي على كذبهم
حين قالوا...

(وَمَا أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لِّنَا وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ)

أي وما أنت بمطمئن لما نقوله ولو كان هو الصدق
لأنك تشك فينا ولا تطمئن لما نقوله
أدرك يعقوب عليه السلام
من دلائل الحال ومن نداء قلبه ومن الأكذوبة أنه لم يأكله الذئب
وأنهم دبروا له مكيدة ما....

(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ)

أثناء وجود يوسف عليه السلام بالبئر مرت قافلة في طريقها إلى مصر..
سارت طويلا حتى سميت سيارة..
وأرسلوا أحدهم للبئر فأدلى الدلو فيه..
تعلق يوسف عليه السلام به..
ظن من دلاه أنه امتلأ بالماء فسحبه..
ففرح بما رأى.. رأى غلاما متعلقا بالدلو..
فرح به من وجده في البداية
ثم زهد فيه حين فكر في همه ومسئوليته
وزهد فيه لأنه وجده صبيا صغيرا..
وعزم على التخلص منه لدى وصوله إلى مصر..
ولم يكد يصل إلى مصر حتى باعه في سوق الرقيق بثمن زهيد
دراهم معدودة.
ومن هناك اشتراه رجل تبدو عليه الأهمية
انتهت المحنة الأولى في حياة هذا النبي الكريم
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#25
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

ثم يكشف الله تعالى مضمون القصة البعيد في بدايتها

(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ)

ينفذ تدبيره رغم تدبير الآخرين.
ينفذ من خلاله تدبير الآخرين فيفسده ويتحقق وعد الله
وقد وعد الله ليوسف عليه السلام بالنبوه
وها هو ذا يلقي محبته على صاحبه الذي اشتراه..
وها هو ذا السيد يقول لزوجته أكرمي مثواه
عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا.
وليس هذا السيد رجلا هين الشأن..
إنما هو رجل مهم..
رجل من الطبقة الحاكمة في مصر..
أنه وزير من وزراء الملك.
وزير سماه القرآن
'العزيز'
وهكذا مكن الله ليوسف عليه السلام في الأرض..
سيتربى كصبي في بيت رجل يحكم.
وسيعلمه الله من تأويل الأحاديث والرؤى..
وسيحتاج إليه الملك في مصر يوما.

(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)

تم هذا كله من خلال فتنة قاسية تعرض لها يوسف
ثم يبين لنا المولى عز وجل كرمه
فيقول

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)

كان يوسف عليه السلام أجمل رجل في عصره..
وكان نقاء أعماقه وصفاء سريرته يضفيان على وجهه
مزيدا من الجمال.
وأوتي صحة الحكم على الأمور..
وأوتي علما بالحياة وأحوالها.
وأوتي أسلوبا في الحوار يخضع قلب من يستمع إليه
وأدرك سيده أن الله قد أكرمه بإرسال
يوسف عليه السلام إليه..
تبدأ محنة يوسف الثانية
وهي أشد وأعمق من المحنة الأولى.
يذكر الله تعالى هذه المحنة في كتابه الكريم

(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ
وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ
إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)
( وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ
كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ)


أغلقت الأبواب ومزقت أقنعة الحياء وصرحت بحبها وطالبته بنفسه
ما يهمنا هنا هو موقف يوسف عليه السلام
من هذا الإغواء
يقف هذا النبي الكريم في وجه سيدته قائلا

(قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)

أعيذ نفسي بالله أن أفعل هذا مع زوجة
من أكرمني بأن نجاني من الجب
وجعل في هذه الدار مثواي الطيب الآمن.
ولا يفلح الظالمون الذين يتجاوزون حدود الله
يوسف عليه السلام
اراد الانصراف متجها إلى الباب حتى لا يتطور الأمر أكثر
لكن امرأة العزيز لحقت به لتمسكه
فأمسكت قميصه من الخلف
فتمزق في يدها وهنا فتح الباب زوجها العزيز.
وهنا تقول متهمة يوسف عليه السلام
قَالَتْ
مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءًا إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
بعد هذا الاتهام الباطل
جهر يوسف عليه السلام بالحقيقة ليدافع عن نفسه
قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي

(وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا إِن كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن قُبُلٍ فَصَدَقَتْ
وَهُوَ مِنَ الكَاذِبِينَ
وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ فَكَذَبَتْ
وَهُوَ مِن الصَّادِقِينَ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ
قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ)

لا نعلم إن كان الشاهد مرافقا للزوج منذ البداية
أم أن العزيز استدعاه بعد الحادثة ليأخذ برأيه..
كما أشارت بعض الروايات
أن هذا الشاهد رجل كبير
بينما أخبرت روايات أخرى أنه طفل رضيع. كل هذا جائز.
وهو لا يغير من الأمر شيئا.
ما يذكره القرآن أن الشاهد أمرهم بالنظر للقميص
فإن كان ممزقا من الأمام فذلك من أثر مدافعتها له
وهو يريد الاعتداء عليها فهي صادقة
وهو كاذب.
وإن كان قميصه ممزقا من الخلف
فهو إذن من أثر تملصه منها وتعقبها
هي له حتى الباب
فهي كاذبة وهو صادق

فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ

فتأكد الزوج من خيانة زوجته عندما رأى قميص
يوسف عليه السلام ممزق من الخلف
لكن الدم لم يثر في عروقه ولم يغضب
نسب الزوج ما فعلته إلى كيد النساء
وصرح بأن كيد النساء عموم عظيم.
بعدها التفت الزوج إلى يوسف عليه السلام قائلا له

(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَـذَا)

أهمل هذا الموضوع ولا تعره اهتماما ولا تتحدث به.
هذا هو المهم..
المحافظة على الظواهر..
لكن الفتنة لم تنته..
فلم يفصل سيد البيت بين المرأة وفتاها..
كل ما طلبه هو إغلاق الحديث في هذا الموضوع.
بدأ الموضوع ينتشر..
خرج من القصر إلى قصور الطبقة الراقية يومها..
ووجدت فيه نساء هذه الطبقة مادة شهية للحديث.
وزاد حديث المدينة

(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا
عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ)

وانتقل الخبر من فم إلى فم.. ومن بيت إلى بيت..
حتى وصل لامرأة العزيز.


(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً
وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا
وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ
وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ )

( قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ
فَاسَتَعْصَمَ وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ)

عندما سمعت امرأة العزيز بما تتناقله نساء الطبقة العليا عنها
قررت أن تعد مأدبة كبيرة في القصر.
وأعدت الوسائد حتى يتكئ عليها المدعوات.
واختارت ألوان الطعام والشراب
وأمرت أن توضع السكاكين الحادة إلى جوار الطعام المقدم.
ووجهت الدعوة لكل من تحدثت عنها.
وبينما هن منشغلات بتقطيع اللحم أو تقشير الفاكهة
فاجأتهن بيوسف عليه السلام

وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا

(فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ)

بهتن لطلعته ودهشن

(وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ)

وجرحن أيديهن بالسكاكين للدهشة المفاجئة

(وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ)

وهي كلمة تنزيه تقال في هذا الموضع تعبيرا
عن الدهشة بصنع الله..

(مَا هَـذَا بَشَرًا إِنْ هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ)

ورأت المرأة أنها انتصرت على نساء طبقتها
فقالت فراودته عن نفسه لكنه استعصم
وإن لم يطعني سآمر بسجنه لأذلّه
واندفع النسوة كلهم إليه يراودنه عن نفسه..
كل منهن أرادته لنفسها..
ويدلنا على ذلك أمران.
الدليل الأول هو قول

(رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا
يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ)

فلم يقل

(ما تدعوني إليه)

والأمر الآخر هو سؤال الملك لهم فيما بعد
(قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ )

أمام هذه الدعوات سواء كانت بالقول أم بالحركات واللفتات
استنجد بربه ليصرف عنه محاولاتهن لإيقاعه في حبائلهن

(قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ
وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ)

واستجاب له الله..
وصرف عنه كيد النسوة وهكذا اجتاز يوسف بلطف الله ورعايته
فهو الذي سمع الكيد ويسمع الدعاء
ويعلم ما وراء الكيد وما وراء الدعاء.
ما انتهت المحنة الثانية إلا لتبدأ الثالثة..
لكن هذه الثالثة هي آخر محن الشدة.
ربما كان دخوله للسجن
بسبب انتشار قصته مع امرأة العزيز ونساء طبقتها
فلم يجد أصحاب هذه البيوت طريقة لإسكات هذه الألسنة
سوى سجن هذا الفتى
الذي دلت كل الآيات على برائته
قال تعالى في سورة

(ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ)

كان السجن بالنسبة إليه مكانا هادئا يخلو فيه ويفكر في ربه
انتهز فرصة وجوده في السجن ليقوم بالدعوة إلى الله
مما جعل السجناء يتوسمون فيه الطيبة والصلاح
وإحسان العبادة والذكر والسلوك
انتهز هذه الفرصة ليحدث الناس عن رحمة الخالق وعظمته
وحبه لمخلوقاته
وفي أحد الأيام، قَدِمَ له سجينان
يسألانه تفسير أحلامهما
بعد أن توسما في وجهه الخيرإن أول ما قام به
يوسف عليه السلام
هو طمأنتهما أنه سيؤول لهم الرؤى
لأن ربه علمه علما خاصا
بعد ذلك فسر لهما الرؤى
بيّن لهما أن أحدها سيصلب...
والآخر سينجو...
وسيعمل في قصر الملك.
وتروي بعض التفاسير أن هؤلاء الرجلين كانا يعملان في القصر
أحدهما طباخا
والآخر يسقي الناس
أوصى يوسف عليه السلام
من سينجو منهما أن يذكر حاله عند الملك.
لكن الرجل لم ينفذ الوصية.
فلبث يوسف عليه السلام في السجن بضع سنين.
تبدأ نقطة التحول..
من محن الشدة إلى محن الرخاء..
من محنة العبودية والرق....
لمحنة السلطة والملك ....
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#26
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

يحكي الملك لحاشيته رؤياه
طالباً منهم تفسيراً لها

(وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ
يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ
وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ)

(يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ)

لكن المستشارين والكهنة لم يقوموا بالتفسير.
ربما لأنهم لم يعرفوا تفسيرها
أو أنهم أحسوا أنها رؤيا سوء
فخشوا أن يفسروها للملك
وأرادوا أن يأتي التفسير من خارج الحاشية
وقالوا للملك أنها أحلام مختلطة ببعضها البعض
ليست رؤيا كاملة يمكن تأويلها
وصل الخبر إلى الساقي الذي نجا من السجن..
وأسرع إلى الملك وحدثه عن يوسف عليه السلام
قال له يوسف هو الوحيد الذي يستطيع تفسير رؤياك
جاء الوقت واحتاج الملك إلى رأي يوسف عليه السلام
فلم يشترط خروجه من السجن مقابل تفسيره.
لم يساوم...
ولم يتردد...
ولم يقل شيئا....
غير تفسير الرؤيا...
لم يقم يوسف عليه السلام بالتفسير
المباشر المجرد للرؤيا.
وإنما قدم مع التفسير والنصح وطريقة مواجهة المصاعب
التي ستمر بها مصر.
أفهم يوسف عليه السلام رسول الملك أن مصر
ستمر عليها سبع سنوات مخصبة
تجود فيها الأرض بالغلات.
وعلى المصريين ألا يسرفوا في هذه السنوات السبع.
لأن وراءها سبع سنوات مجدبة
ستأكل ما يخزنه المصريون
وأفضل خزن للغلال أن تترك في سنابلها
كي لا تفسد أو يصيبها السوس أو يؤثر عليها الجو
بهذا انتهى حلم الملك..
عاد الساقي إلى الملك أخبره بما قال يوسف عليه السلام
دهش الملك دهشة شديدة.
ما هذا السجين..؟
إنه يتنبأ لهم بما سيقع ويوجههم لعلاجه..
دون أن ينتظر أجرا أو جزاء.
أو يشترط خروجا أو مكافأة...
فأصدر الملك أمره بإخراج من السجن وإحضاره فورا إليه
ذهب رسول الملك إلى السجن.
ولا نعرف إن كان هو الساقي الذي جاءه أول مرة.
أم أنه شخصية رفيعة مكلفة بهذه الشؤون.
ذهب إليه في سجنه رجا منه أن يخرج للقاء الملك..
فهو يطلبه على عجل رفض يوسف عليه السلام
يبدوا أن الملك سأل عن القصة ليكون على بينة
من الظروف قبل أن يبدأ التحقيق
لذلك جاء سؤاله دقيقا للنساء
فاعترف النساء بالحقيقة التي يصعب إنكارها

(قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ)

وهنا تتقدم المرأة المحبة ليوسف
التي يئست منه
ولكنها لا تستطيع أن تخلص من تعلقها به..
تتقدم لتقول كل شيء بصراحة
يصور السياق القرآني لنا اعتراف امرأة العزيز

(أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ)

شهادة كاملة بإثمها هي.
وبراءته ونظافته وصدقه هو.
شهادة لا يدفع إليها خوف أو خشية أو أي اعتبار آخر..

ويصدر الأمر بالإفراج عنه وإحضاره
ويبدأ فصل جديد من فصول حياة يوسف عليه السلام
بعد ما رأى الملك من أمر يوسف عليه السلام
براءته، وعلمه عرف أنه أمام رجل كريم
فلم يطلبه ليشكره أو يثني عليه
وإنما طلبه ليكون مستشاره.
وعندما جلس معه وكلمه تحقق له صدق ما توسمه فيه
فطمئنه على أنه ذو مكانه وفي أمان عنده
قال يوسف عليه السلام

(اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ)

وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض..
صار مسؤولا عن خزائن مصر واقتصادها.. صار كبيرا للوزراء..
دارت عجلة الزمن..طوى السياق دورتها
ومر مرورا سريعا على سنوات الرخاء
وجاءت سنوات المجاعة..
إخوة يوسف عليه السلام
يجيئون من البدو من أرض كنعان
البعيدة يبحثون عن الطعام في مصر.
لقد اجتاح الجدب والمجاعة أرض كنعان
وما حولها فاتجه إخوة يوسف عليه السلام إلى مصر.
وقد تسامع الناس بما فيها من فائض الغلة منذ السنوات السمان.
فدخلوا على عزيز مصر

(فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ )

أنزلهم منزلا طيبا ثم أخذ في إعداد الدرس الأول

( وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ)

واستدرجهم حتى ذكروا له أن لهم أخا صغيرا من أبيهم لم يحضر معهم
لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه فلما جهزهم بحاجات الرحلة
قال لهم...
إنه يريد أن يرى أخاهم هذا

(قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ)

وقد رأيتم أنني أوفي الكيل للمشترين
فسأوفيكم نصيبكم حين يجيء معكم
ورأيتم أنني أكرم النزلاء فلا خوف
سيلقى مني الإكرام المعهود

(أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ)

رجع الأخوة إلى أبيهم..
وقبل أن ينزلوا أحمال الجمال ويفكوا متاعهم دخلوا على أبيهم.
قائلين له ...
إن لم ترسل معنا أخانا الصغير في المرة القادمة
فلن يعطينا عزيز مصر الطعام
وختموا كلامهم بوعد جديد ليعقوب

(وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

(قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ
مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

وفتح الأبناء أوعيتهم ليخرجوا ما فيها من غلال..
فإذا هم يجدون فيها بضاعتهم التي ذهبوا يشترون بها..
مردودة إليهم مع الغلال والطعام..
ورد الثمن يشير إلى عدم الرغبة في البيع
أو هو إنذار بذلك..
وربما كان إحراجا لهم ليعودوا لسداد الثمن مرة أخرى
وأسرع الأبناء إلى أبيهم

(قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي)

لم نكذب عليك..
لقد رد إلينا الثمن الذي ذهبنا نشتري به.
هذا معناه أنهم لن يبيعوا لنا إلا إذا ذهب أخونا معنا
واستمر حوارهم مع الأب..
أفهموه أن حبه لابنه والتصاقه به يفسدان مصالحهم
ويؤثران على اقتصادهم وهم يريدون أن يتزودوا أكثر
وسوف يحفظون أخاهم أشد الحفظ وأعظمه
وانتهى الحوار باستسلام الأب لهم..
بشرط أن يعاهدوه على العودة بابنه
إلا إذا خرج الأمر من أيديهم وأحيط بهم..
نصحهم الأب ألا يدخلوا
وهم أحد عشر رجلا
من باب واحد من أبواب بمصر..
وربما خشي عليهم أبوهم شيئا كالسرقة
أو الحسد..
عاد إخوة يوسف عليه السلام
الأحد عشر هذه المرة...
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#27
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )


(وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ
قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)

وهو يحتضن أخاه ويكشف له وحده سر قرابته
ولا ريب أن هذا لم يحدث فور دخول الإخوة
على يوسف عليه السلام
وإلا لانكشفت لهم قرابة يوسف
إنما وقع هذا في خفاء وتلطف
فلم يشعر إخوته
يعلم أن احتفاظه بأخيه سيثير أحزان أبيه
وربما حركت الأحزان الجديدة أحزانه القديمة
وربما ذكره هذا الحادث بفقد يوسف..
أمر يوسف عليه السلام
رجاله أن يخفوا كأس الملك الذهبية في متاع أخيه خلسة..
وكان الكأس تستخدم كمكيال للغلال..
وكان لها قيمته كمعيار في الوزن
أخفى الكأس في متاع أخيه..
وتهيأ إخوة يوسف عليه السلام للرحيل
ومعهم أخوهم..
ثم أغلقت أبواب العاصمة..

(ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ)

كانت صرخة الجند تعني وقوف القوافل جميعا..
وانطلق الاتهام فوق رؤوس الجميع
كقضاء خفي غامض.. أقبل الناس
وأقبل معهم إخوة يوسف عليه السلام

( مَّاذَا تَفْقِدُونَ)

هكذا تسائل إخوة يوسف عليه السلام..

قال الجنود

(نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ)

ضاعت كأسه الذهبية..
ولمن يجيء بها مكافأة..
سنعطيه حمل بعير من الغلال

قال إخوة يوسف عليه السلام
ببراءة لم نأت لنفسد في الأرض ونسرق
قال الحراس
أي جزاء تحبون توقيعه على السارق؟
قال إخوة يوسف عليه السلام
في شريعتنا نعتبر من سرق عبدا لمن سرقه
قال الحارس
سنطبق عليكم قانونكم الخاص..
لن نطبق عليكم القانون المصري الذي يقضي بسجن السارق
كانت هذه الإجابة كيدا وتدبيرا من الله تعالى
كان هذا الحوار على منظر ومسمع من يوسف عليه السلام
فأمر جنوده بالبدء بتفتيش
رحال أخوته أولا قبل تفتيش رحل أخيه الصغير
كي لا يثير شبهة في نتيجة التفتيش
اطمأن إخوة إلى براءتهم من السرقة وتنفسوا الصعداء
فلم يبقى إلا أخوهم الصغير.
وتم استخراج الكأس من رحله.

(قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ)

إنهم يتنصلون من تهمة السرقة..
ويلقونها على هذا الفرع من أبناء يعقوب عليه السلام

قال بينه وبين نفسه

(أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ)

سقط الصمت عليهم ثم انمحى إحساسهم بالنجاة..
وتذكروا يعقوب عليه السلام ..
لقد أخذ عليهم عهدا غليظا
ألا يفرطوا في ابنه
وبدءوا استرحام يوسف عليه السلام
ايها العزيز..

( إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)

قال يوسف عليه السلام بهدوء
كيف تريدون أن نترك من وجدنا كأس الملك عنده..
ونأخذ بدلا منه أنسانا آخر..؟
هذا ظلم..
ونحن لا نظلم
كانت هي الكلمة الأخيرة في الموقف
وعرفوا أن لا جدوى بعدها من الرجاء
فانسحبوا يفكرون في موقفهم المحرج
أمام أبيهم حين يرجعون ...
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#28
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

فعل الأبناء ما أمرهم به أخوهم الكبير
وحكوا ليعقوب عليه السلام ما حدث
استمع يعقوب عليه السلام إليهم وقال بحزن صابر
وعين دامعة

(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ
عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)

(بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)

كلمته ذاتها يوم فقد يوسف عليه السلام ..

(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ
عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ)

فصارت أمام عينيه غشاوة بسبب البكاء
لا يمكن أن يرى بسببها.
والكظيم هو الحزين الذي لا يظهر حزنه
ولم يكن يعقوب عليه السلام
يبكي أمام أحد كان بكاؤه شكوى إلى الله لا يعلمها إلا الله
ثم لاحظ أبناؤه أنه لم يعد يبصر
وهاجموه في مشاعره الإنسانية كأب
حذروه بأنه سيهلك نفسه

(قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

إنه يشكو همه إلى الله..
ويعلم من الله ما لا يعلمون..
فليتركوه في بكائه وليصرفوا همهم لشيء
أجدى عليهم

(يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ
وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)

إنه يكشف لهم في عمق أحزانه عن أمله
في روح الله..
تحركت القافلة في طريقها إلى مصر..
إخوة يوسف عليه السلام
في طريقهم إلى العزيز..
تدهور حالهم الاقتصادي وحالهم النفسي..
إن فقرهم وحزن أبيهم ومحاصرة المتاعب لهم
قد هدت قواهم تماما..
ها هم أولاء يدخلون على يوسف..
معهم بضاعة رديئة..
جاءوا بثمن لا يتيح لهم شراء شيء ذي بال..
وعندما دخلوا على يوسف عليه السلام
رجوه أن يتصدق عليهم

(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ
وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ
وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ)

انتهى الأمر...
إنهم يسألونه أن يتصدق عليهم..
ويستميلون قلبه
بتذكيره أن الله يجزي المتصدقين
عندئذ وسط هوانهم وانحدار حالهم..
حدثهم يوسف بلغتهم بغير واسطة ولا مترجم

(قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ)

(قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ
وَهَـذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ
فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ)

(قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ)
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#29
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

يكاد الحوار يتحرك بأدق تعبير عن مشاعرهم الداخلية..
فاجأهم عزيز مصر بسؤالهم عما فعلوه بيوسف..
كان يتحدث بلغتهم فأدركوا أنه يوسف عليه السلام..
وراح الحوار يمضي فيكشف لهم خطيئتهم معه..
لقد كادوا له
وَالله غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ

(قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ)

أحس منهم اعترافهم بالخطأ
فطمأنهم بقوله

(قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

لا مؤاخذة، ولا لوم، انتهى الأمر من نفسي
وذابت جذوره..
لم يقل لهم إنني أسامحكم أو أغفر لكم
إنما دعا الله أن يغفر لهم
دعا الله أن يغفر لهم..
وهو نبي ودعوته مستجابة..
ينهي حواره معهم بنقلة مفاجئة لأبيه..
يعلم أن أباه قد ابيضت عيناه من الحزن عليه..
يعلم أنه لم يعد يبصر..
لم يدر الحوار حول أبيه لكنه يعلم..
خلع يوسف عليه السلام قميصه وأعطاه لهم

(اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي
يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ)
وعادت القافلة إلى فلسطين

وعندما خرجت القافلة من مصر
قال يعقوب عليه السلام
لمن حوله في فلسطين
إني أشم رائحة يوسف
لولا أنكم تقولون في أنفسكم أنني شيخ خرِف
لكن المفاجأة البعيدة تقع. وصلت القافلة
وألقى البشير قميص يوسف عليه السلام
على وجه يعقوب عليه السلام فارتدّ بصره.
هنا يذكر يعقوب عليه السلام حقيقة ما يعلمه من ربه

(قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)

اعترف الأخوة بخطئهم
وطلبوا من أباهم الاستغفار لهم
فهو نبي ودعاءه مستجاب.
إلا أن يعقوب عليه السلام

(قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)


ها هو المشهد الأخير في قصة يوسف عليه السلام


بدأت قصته برؤيا..
والختام تأويل رؤياه


(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ
وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ
وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا
وَقَالَ يَا أَبَتِ هَـذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا
رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ
وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ
إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)

تأمل الآن مشاعره ورؤياه تتحقق..
إنه يدعو ربه

(رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ
فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ
تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)
هي دعوة واحدة..
تَوَفَّنِي مُسْلِمًا
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#30
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

في المشاركه القادمه سوف نتحدث عن قصة سيّدنا أيوب عليه السّلام
ابتلاه الله بأنواع من الأمراض ‏الجسيمة في بدنه حتى قيل
إنه لم يبقى من جسده سليمًا إلا قلبه ولسانه يذكر الله ‏عز وجل بهما
وهو في كل هذا البلاء صابر محتسب يرجو ثواب الله في الآخرة
طال مرضه عليه الصلاة والسلام
ولزمه ثماني عشرة سنة وكانت زوجته لا تفارقه صباحًا ‏ولا مساء
إلا بسبب خدمة الناس بالأجرة لتطعمه وتقوم بحاجاته.
هذا ما سوف نعرفه بالتفصيل في المشاركه القادمه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#31
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

هو من الأنبياء المنصوص على الإيحاء إليهم
في سورة النساء في قوله تعالى

(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ
وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ)

قصته عليه السلام

قال الله تعالى

(وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ
وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)

وقال تعالى

(وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ
بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ
وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ
وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)

قال علماء التفسير والتاريخ وغيرهم

كان أيوب عليه السلام

رجلاً كثير المال من سائر صنوفه وأنواعه
من الأنعام، والعبيد، والمواشي، والأراضي المتسعة
وحكى ابن عساكر أنها كلها كانت له وكان له أولاد وأهلون كثير
فسلب من ذلك...
وابتلى في جسده بأنواع البلاء
ولم يبق منه عضو سليم سوى قلبه ولسانه
يذكر الله عز وجل بها
وهو في ذلك كله صابر محتسب
ذاكر لله عز وجل في ليله ونهاره وصباحه ومسائه.
وطال مرضه حتى عافه الجليس وأوحش منه الأنيس
وأخرج من بلده وانقطع عنه الناس ...
ولم يبق أحد يحنو عليه سوى زوجته
كانت ترعى له حقه وتعرف قديم إحسانه إليها
فكانت تتردد إليه، فتصلح من شأنه، وتعينه على قضاء حاجته
وتقوم بمصلحته...
وضُعف حالها، وقل ما لها
حتى كانت تخدم الناس بالأجر لتطعمه
وهي صابرة معه على ما حل بهما من فراق المال والولد
وما يختص بها من المصيبة بالزوج
وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

(أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون
ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه
فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه)

ولم يزد هذا كله أيوب عليه السلام إلا صبراً واحتساباً وحمداً وشكراً
حتى أن المثل ليضرب بصبره عليه السلام
ويضرب المثل أيضاً بما حصل له من أنواع البلايا
كان أيوب عليه السلام أول من أصابه الجدري
وقد اختلفوا في مدة بلواه على أقوال
قيل أنه ابتلي ثلاث سنين لا تزيد ولا تنقص.
وقيل ابتلي سبع سنين وأشهراً
وقيل مكث في بلواه ثمانية عشرة سنة.
وقيل تساقط لحمه حتى لم يبق إلا العظم والعصب
فكانت امرأته تأتيه بالرماد تفرشه تحته
فلما طال عليها
قالت
( يا أيوب لو دعوت ربك لفرج عنك )

فقال
( قد عشت سبعين سنة صحيحاً
فهو قليل لله أن أصبر له سبعين سنة)

فجزعت من هذا الكلام
وكانت تخدم الناس بالأجر وتطعم أيوب عليه السلام.
ثم إن الناس لم يكونوا يستخدمونها
لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفاً أن ينالهم من بلائه
أو تعديهم بمخالطته فلما لم تجد أحداً يستخدمها عمدت
فباعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها
بطعام طيب كثير، فأتت به أيوب عليه السلام
فقال
من أين لك هذا؟
وأنكره.
فقالت
خدمت به أناساً
فلما كان الغد لم تجد أحداً
فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به
فأنكره أيضاً
وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام
فكشفت عن رأسها خمارها
فلما رأى رأسها محلوقاً قال في دعائه

(أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)

فأوحى الله إلى أيوب عليه السلام في مكانه أن
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ
وأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء
وهو على أحسن ما كان
فلما رأته قالت
أي بارك الله فيك هل رأيت نبي الله هذا المبتلى
فوالله على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك إذ كان صحيحاً
قال
فإني أنا هو
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(لما عافى الله أيوب عليه السلام أمطر عليه جراداً من ذهب
فجعل يأخذ بيده ويجعل في ثوبه
قال
فقيل له يا أيوب أما تشبع؟
قال
يا رب ومن يشبع من رحمتك)

وقوله تعالى (ارْكُضْ بِرِجْلِكَ)
أي... اضرب الأرض برجلك فامتثل ما أمر به
فأنبع الله له عيناً باردة الماء، وأمر أن يغتسل فيها ويشرب منها
فأذهب الله عنه ما كان يجده من الألم والأذى والسقم والمرض
الذي كان في جسده ظاهراً وباطناً
وأبدله الله بعد ذلك كله صحة ظاهرة وباطنة
وجمالاً تاماً، ومالاً كثيراً حتى صب له من المال
صباً مطراً عظيماً جراداً من ذهب.
وأخلف الله له أهله كما قال تعالى
(وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ)
فقيل: أحياهم الله بأعيانهم
وقيل: آجره فيمن سلف وعوضه عنهم في الدنيا
بدلهم وجمع له شمله بكلهم في الدار الآخرة.
وقوله تعالى (رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا)
أي رفعنا عنه شدته
وكشفنا ما به من ضر رحمة منا به، ورأفة وإحساناً.
(وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ)
أي تذكرة لمن ابتلي في جسده أو ماله أو ولده
فله أسوة بنبي الله أيوب عليه السلام
حيث ابتلاه الله بما هو أعظم من ذلك فصبر واحتسب
حتى فرج الله عنه.
عن ابن عباس
رد الله إلي إمرأته شبابها، وزادها حتى ولدت له ستة وعشرون ولداً ذكراً.

وقوله تعالى

(وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ
إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)
هذه رخصة من الله تعالى لعبده ورسوله أيوب عليه السلام
فيما كان من حلفه ليضربن امرأته مائة سوط
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#32
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

ذو الكفل عليه السلام

من الأنبياء الصالحين، وكان يصلي كل يوم مائة صلاة
قيل إنه تكفل لبني قومه أن يقضي بينهم بالعدل ويكفيهم أمرهم
ففعل فسمي بذي الكفل.
قال أهل التاريخ ذو الكفل عليه السلام
هو ابن أيوب عليه السلام وأسمه في الأصل (بشر)
وقد بعثه الله بعد أيوب وسماه ذا الكفل
لأنه تكفل ببعض الطاعات
وكان مقامه في الشام وأهل دمشق يتناقلون
أن له قبرا في جبل هناك يشرف على دمشق
يسمى قاسيون.
إلا أن بعض العلماء يرون أنه ليس بنبي
وإنما هو رجل من الصالحين من بني إسرائيل.
وقد رجح ابن كثير نبوته لأن الله تعالى
قرنه مع الأنبياء فقال عز وجل

(وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِّنَ الصَّابِرِينَ
وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِّنَ الصَّالِحِينَ)

ويذكر بعض المؤرخين أن ذا الكفل تكفل لبني قومه
أن يكفيهم أمرهم ويقضي بينهم بالعدل فسمي
ذا الكفل وذكروا بعض القصص
في ذلك ولكنها قصص تحتاج إلى تثبت
وإلى تمحيص وتدقيق.

يونس عليه السلام

أرسله الله إلى قوم نينوى فدعاهم إلى عبادة الله وحده
ولكنهم أبوا واستكبروا فتركهم وتوعدهم بالعذاب
بعد ثلاث ليال فخشوا على أنفسهم
فآمنوا فرفع الله عنهم العذاب
أما يونس عليه السلام فخرج في سفينة
وكانوا على وشك الغرق فاقترعوا
لكي يحددوا من سيلقى من الرجال
فوقع ثلاثا على يونس عليه السلام فرمى نفسه
في البحر...
فالتقمه الحوت وأوحى الله إليه أن
لا يأكله فدعا يونس عليه السلام
ربه أن يخرجه من الظلمات فاستجاب الله له
وبعثه إلى مائة ألف أو يزيدون
كان يونس عليه السلام نبيا كريما أرسله الله
إلى قومه يعظهم وينصحهم
ويرشدهم إلى الخير
ويذكرهم بيوم القيامة
ويخوفهم من النار
ويحببهم إلى الجنة، ويأمرهم بالمعروف
ويدعوهم إلى عبادة الله وحده.
وظل ذو النون - يونس عليه السلام-
ينصح قومه فلم يؤمن منهم أحد.
وجاء يوم عليه فأحس باليأس من قومه..
وامتلأ قلبه بالغضب عليهم لأنهم لا يؤمنون
وخرج غاضبا وقرر هجرهم ووعدهم
بحلول العذاب بهم بعد ثلاثة أيام.
ولا يذكر القرآن أين كان قوم يونس.
ولكن المفهوم أنهم كانوا في بقعة قريبة من البحر.

وقال أهل التفسير

بعث الله يونس عليه السلام إلى أهل (نينوى)
من أرض الموصل.
فقاده الغضب إلى شاطىء البحر حيث ركب سفينة مشحونة
ولم يكن الأمر الإلهي قد صدر له
بأن يترك قومه أو ييأس منهم
فلما خرج من قريته
وتأكد أهل القرية من نزول العذاب بهم قذف الله في قلوبهم التوبة والإنابة
وندموا على ما كان منهم إلى نبيهم وصرخوا وتضرعوا إلى الله عز وجل
وبكى الرجال والنساء والبنون والبنات والأمهات.
وكانوا مائة ألف يزيدون ولا ينقصون.
وقد آمنوا أجمعين
فكشف الله العظيم بحوله وقوته ورأفته ورحمته عنهم العذاب
الذي استحقوه بتكذيبهم.
أما السفينة التي ركبها يونس عليه السلام
فقد هاج بها البحر وارتفع من حولها الموج.
وكان هذا علامة عند القوم بأن من بين الركاب راكباً مغضوباً عليه
لأنه ارتكب خطيئة.
وأنه لا بد أن يلقى في الماء لتنجو السفينة
من الغرق.
فاقترعوا على من يلقونه من السفينة .
فخرج سهم يونس عليه السلام
وكان معروفاً عندهم بالصلاح فأعادوا القرعة فخرج سهمه ثانية
فأعادواها ثالثة
ولكن سهمه خرج بشكل أكيد فألقوه في البحر
أو ألقى هو نفسه.
فالتقمه الحوت لأنه تخلى عن المهمة
التي أرسله الله بها
وترك قومه مغاضباً قبل أن يأذن الله له
وأحى الله للحوت أن لا يخدش ليونس لحما
ولا يكسر له عظما.

واختلف المفسرون

في مدة بقاء يونس في بطن الحوت
فمنهم من قال أن الحوت التقمه عند الضحى وأخرجه عند العشاء.
ومنهم من قال انه لبث في بطنه ثلاثة أيام
ومنهم من قال سبعة.
عندما أحس بالضيق في بطن الحوت
في الظلمات -ظلمة الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل
سبح الله واستغفره

وقال
(لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)

فسمع الله دعاءه واستجاب له. فلفظه الحوت

(فلولا أنه كان من المسبحين
للبث في بطنه إلى يوم يبعثون)

وقد خرج من بطن الحوت سقيماً عارياً
على الشاطىء
وأنبت الله عليه شجرة القرع

قال بعض العلماء

في إنبات القرع عليه حِكَم جمة. منها أن ورقه في غاية النعومة
وكثير وظليل ولا يقربه ذباب
ويؤكل ثمره من أول طلوعه إلى آخره نياً ومطبوخاً
وبقشره وببزره أيضاً.
وكان هذا من تدبير الله ولطفه.
وفيه نفع كثير وتقوية للدماغ وغير ذلك
فلما استكمل عافيته رده الله إلى قومه الذين تركهم مغاضباً.

لقد وردت أحاديث كثيرة عن فضل يونس عليه السلام

منها قول النبي‏ ‏صلى الله عليه وسلم
"‏لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من ‏‏ يونس بن متى"
وقوله عليه الصلاة والسلام
"من قال أنا خير من ‏‏ يونس بن متى ‏ ‏فقد كذب".

فعاقبه الله وعلمه أن على النبي أن يدعو لله فحسب
والله يهدي من يشاء


 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#33
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

شعيب عليه السلام

أرسل شعيب عليه السلام إلى قوم مدين وكانوا يعبدون الأيكة
وكانوا ينقصون المكيال والميزان ولا يعطون الناس حقهم
فدعاهم إلى عبادة الله وأن يتعاملوا بالعدل
ولكنهم أبوا واستكبروا واستمروا في عنادهم وتوعدوه
بالرجم والطرد وطالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء
فجاءت الصيحة وقضت عليهم جميعا.

دعوة شعيب عليه السلام

لقد برز في قصة شعيب أن الدين ليس قضية توحيد وألوهية فقط
بل إنه كذلك أسلوب لحياة الناس..
أرسل الله تعالى شعيبا إلى أهل مدين

فقال شعيب عليه السلام

(يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُه)

نفس الدعوة التي يدعوها كل نبي..
لا تختلف من نبي إلى آخر..
لا تتبدل ولا تتردد.
هي أساس العقيدة..
وبغير هذه الأساس يستحيل أن ينهض بناء
بعد تبيين هذا الأساس..
بدأ شعيب عليه السلام
في توضيح الأمور الاخرى التي جاءت بها دعوته

(وَلاَ تَنقُصُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّيَ أَرَاكُم بِخَيْرٍ
وَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُّحِيطٍ)

بعد قضية التوحيد مباشرة..
ينتقل النبي إلى قضية المعاملات اليومية..

قضية الأمانة والعدالة..
كان أهل مدين ينقصون المكيال والميزان
ولا يعطون الناس حقهم..
وهي رذيلة تمس نظافة القلب واليد..
كما تمس كمال المروءة والشرف
وكان أهل مدين يعتبرون بخس الناس أشياءهم..
نوعا من أنواع المهارة في البيع والشراء..
ودهاء في الأخذ والعطاء..
ثم جاء نبيهم وأفهمهم أن هذه دناءة وسرقة..
أفهمهم أنه يخاف عليهم بسببها من عذاب يوم محيط..
انظر إلى تدخل الإسلام الذي بعث به شعيب عليه السلام
في حياة الناس...
إلى الحد الذي يرقب فيه عملية البيع والشراء
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#34
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

قال
(وَيَا قَوْمِ أَوْفُواْ الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ
وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)

لم يزل شعيب عليه السلام ماضيا في دعوته..
ها هو ذا يكرر نصحه لهم بصورة إيجابية بعد صورة النهي السلبية..
إنه يوصيهم أن يوفوا المكيال والميزان بالقسط..
بالعدل والحق..
وهو يحذرهم أن يبخسوا الناس أشيائهم.

لنتدبر معا في التعبير القرآني القائل

(وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ)

كلمة الشيء تطلق على الأشياء المادية والمعنوية..
أي أنها ليست مقصورة على البيع والشراء فقط
بل تدخل فيها الأعمال
أو التصرفات الشخصية
ويعني النص تحريم الظلم سواء كان ظلما في وزن الفاكهة أو الخضراوات
أو ظلما في تقييم مجهود الناس وأعمالهم..
ذلك أن ظلم الناس يشيع في جو الحياة مشاعر من الألم واليأس واللامبالاة
وتكون النتيجة أن ينهزم الناس من الداخل
وتنهار علاقات العمل
وتلحقها القيم.. ويشيع الاضطراب في الحياة..
ولذلك يستكمل النص تحذيره من الإفساد في الأرض

(وَلاَ تَعْثَوْاْ فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ)

العثو هو تعمد الإفساد والقصد إليه فلا تفسدوا في الأرض متعمدين قاصدين
(بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ)
ما عند الله خير لكم..
(إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

بعدها يخلي بينهم وبين الله الذي دعاهم إليه..
ينحي نفسه ويفهمهم أنه لا يملك لهم شيئا..
ليس موكلا عليهم ولا حفيظا عليهم ولا حارسا لهم..
إنما هو رسول يبلغهم رسالات ربه
(وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ)
بهذا الأسلوب يشعر شعيب عليه السلام
قومه بأن الأمر جد وخطير وثقيل..
إذ بين لهم عاقبة إفسادهم وتركهم أمام العاقبة وحدهم.
رد قوم شعيب عليه السلام
كان هو الذي يتكلم..
وكان قومه يستمعون..
توقف هو عن الكلام وتحدث قومه

(قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا
أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)

كان أهل مدين كفارا يقطعون السبيل
ويخيفون المارة، ويعبدون الأيكة..
وهي شجرة من الأيك حولها غيضة ملتفة بها..
وكانوا من أسوأ الناس معاملة
يبخسون المكيال والميزان ويطففون فيهما
ويأخذون بالزائد ويدفعون بالناقص..
انظر بعد هذا كله إلى حوارهم مع شعيب عليه السلام

(قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا)

بهذا التهكم الخفيف والسخرية المندهشة..
واستهوال الأمر..
لقد كان آباؤهم يعبدون الأشجار والنباتات..
وصلاة شعيب تأمرهم أن يعبدوا الله وحده..
أي جرأة هذه ...
بهذا المنطق الساخر الهازئ وجه قوم شعيب عليه السلام خطابهم إلى نبيهم..
ثم عادوا يتساءلون بدهشة ساخرة
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#35
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

(أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاء)

تخيل يا شعيب أن صلاتك تتدخل في إرادتنا، وطريقة تصرفنا في أموالنا..
ما هي علاقة الإيمان والصلاة بالمعاملات المادية؟
بهذا التساؤل الذي ظنه قوم شعيب عليه السلام قمة في الذكاء..
طرحوا أمامه قضية الإيمان
وأنكروا أن تكون لها علاقة بسلوك الناس وتعاملهم واقتصادهم
هذه المحاولة للتفريق بين الحياة الاقتصادية والإسلام
وقد بعث به كل الأنبياء
وإن اختلفت أسماؤه..
هذه المحاولة قديمة من عمر قوم شعيب عليه السلام
لقد أنكروا أن يتدخل الدين في حياتهم اليومية
وسلوكهم واقتصادهم وطريقة إنفاقهم لأموالهم بحرية..
إن حرية إنفاق المال أو إهلاكه أو التصرف فيه شيء لا علاقة له بالدين..
هذه حرية الإنسان الشخصية..
وهذا ماله الخاص
ما الذي أقحم الدين على هذا وذاك؟..
هذا هو فهم قوم شعيب عليه السلام للإسلام الذي جاء به
وهو لا يختلف كثيرا أو قليلا عن فهم عديد من الأقوام في زماننا الذي نعيش فيه
ما للإسلام وسلوك الإنسان الشخصي
وحياتهم الاقتصادية وأسلوب الإنتاج وطرق التوزيع وتصرف الناس في أموالهم كما يشاءون..
ما للإسلام وحياتنا اليومية..؟
ثم يعودون إلى السخرية منه والاستهزاء بدعوته

(إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ)

أي لو كنت حليما رشيدا لما قلت ما تقول.
أدرك شعيب عليه السلام أن قومه يسخرون منه لاستبعادهم تدخل الدين في الحياة اليومية..
ولذلك تلطف معهم تلطف صاحب الدعوة الواثق من الحق الذي معه
وتجاوز سخريتهم لا يباليها
ولا يتوقف عندها، ولا يناقشها..
تجاوز السخرية إلى الجد..
أفهمهم أنه على بينة من ربه..
إنه نبي يعلم وهو لا يريد أن يخالفهم إلى ما ينهاهم عنه
إنه لا ينهاهم عن شيء ليحقق لنفسه نفعا منه
إنه لا ينصحهم بالأمانة ليخلوا له السوق فيستفيد من التلاعب..
إنه لا يفعل شيئا من ذلك..
إنما هو نبي..
وها هو ذا يلخص لهم كل دعوات الأنبياء هذا التلخيص المعجز
(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ)
إن ما يريده هو الإصلاح..
هذه هي دعوات الأنبياء في مضمونها الحقيقي وعمقها البعيد..
إنهم مصلحون أساسا، مصلحون للعقول، والقلوب، والحياة العامة، والحياة الخاصة.
بعد أن بين شعيب عليه السلام لقومه أساس دعوته
وما يجب عليهم الالتزام به
ورأى منهم الاستكبار
حاول إيقاض مشاعرهم بتذكيرهم بمصير من قبلهم من الأمم
وكيف دمرهم الله بأمر منه
فذكرهم قوم نوح، وقوم هود، وقوم صالح، وقوم لوط.
وأراهم أن سبيل النجاة هو العودة لله تائبين مستغفرين، فالمولى غفور رحيم

تحدي وتهديد القوم لشعيب

لكن قوم شعيب أعرضوا عنه قائلين

(قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا)
إنه ضعيف بمقياسهم. ضعيف لأن الفقراء والمساكيهم فقط اتبعوه
أما باقي القوم فاستكبروا وأصروا على طغيانهم
إنه مقياس بشري خاطئ
فالقوة بيد الله والله مع أنبياء
ويستمر الكفرة في تهديهم قائلين

(وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ)

لولا أهلك وقومك ومن يتبعك لحفرنا لك حفرة وقتلناك ضربا بالحجارة.
نرى أنه عندما أقام شعيب عليه السلام الحجة على قومه
غيروا أسلوبهم فتحولوا من السخرية إلى التهديد.
وأظهروا حقيقة كرههم له
لكن شعيب عليه السلام تلطف معهم..
تجاوز عن إساءتهم إليه وسألهم سؤالا كان هدفه إيقاظ عقولهم

(قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُم مِّنَ اللّهِ)

إنهم يسيئون تقدير حقيقة القوى التي تتحكم في الوجود..
إن الله هو وحده العزيز..
والمفروض أن يدركوا ذلك..
المفروض ألا يقيم الإنسان وزنا في الوجود لغير الله..
ولا يخشى في الوجود غير الله..
ولا يعمل حسابا في الوجود لقوة غير الله ..
إن الله هو القاهر فوق عباده.
ويبدو أن قوم شعيب عليه السلام ضاقوا ذرعا بشعيب.
فاجتمع رؤساء قومه ودخلوا مرحلة جديدة من التهديد..
هددوه أولا بالقتل وها هم أولاء يهددونه بالطرد من قريتهم..
خيروه بين التشريد والعودة إلى ديانتهم وملتهم التي تعبد الأشجار والجمادات..
وأفهمهم شعيب عليه السلام أن مسألة عودته في ملتهم مسألة
لا يمكن حتى التفكير بها فكيف بهم يسألونه تنفيذها.
لقد نجاه الله من ملتهم
فكيف يعود إليها
أنه هو الذي يدعوهم إلى ملة التوحيد..
فكيف يدعونه إلى الشرك والكفر
ثم أين تكافؤ الفرص
أنه يدعوهم برفق ولين وحب..
وهم يهددونه بالقوة.
واستمر الصراع بين قوم شعيب ونبيهم..
حمل الدعوة ضده الرؤساء والكبراء والحكام..
وبدا واضحا أن لا أمل فيهم..
لقد أعرضوا عن الله..
أداروا ظهورهم لله.
فنفض شعيب يديه منهم.
لقد هجروا الله، وكذبوا نبيه
واتهموه بأنه مسحور وكاذب.. فليعمل كل واحد.. ولينتظروا جميعا أمر الله.
هلاك قوم شعيب
وانتقل الصراع إلى تحد من لون جديد
راحوا يطالبونه بأن يسقط عليهم كسفا من السماء إن كان من الصادقين..
راحوا يسألونه عن عذاب الله.. أين هو..
وكيف هو..؟
ولماذا تأخر..؟
سخروا منه..
وانتظر شعيب عليه السلام أمر الله.
أوحى الله إليه أن يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القرية..
وخرج شعيب عليه السلام ..
وجاء أمره تعالى
وَلَمَّا جَاء أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مَّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ الصَّيْحَةُ
فَأَصْبَحُواْ فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْاْ فِيهَا أَلاَ بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ)

هي صيحة واحدة.. صوت جاءهم من غمامة أظلتهم..
ولعلهم فرحوا بما تصوروا أنها تحمله من المطر..
ثم فوجئوا أنهم أمام عذاب عظيم ليوم عظيم..
انتهى الأمر.
أدركتهم صيحة جبارة جعلت كل واحد فيهم يجثم على وجهه في مكانه
الذي كان فيه في داره..
صعقت الصيحة كل مخلوق حي..
لم يستطع أن يتحرك أو يجري
أو يختبئ أو ينقذ نفسه..
جثم في مكانه مصروعا بصيحة.
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#36
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

انبياء أهل القرية

أرسل الله رسولين لإحدى القرى
لكن اهلها كذبوهما فأرسل الله تعالى رسولا
ثالثا يصدقهما ولا يذكر ويذكر لنا القرآن الكريم
قصة رجل آمن بهم ودعى قومه للإيمان
لكنهم قتلوه
فأدخله الله الجنة
سيرتهم

يحكي الحق تبارك وتعالى قصة أنبياء ثلاثة بغير
أن يذكر أسمائهم.
كل ما يذكره السياق أن القوم كذبوا رسولين
أرسل الله ثالثا يعزرهما
ولم يذكر القرآن من هم أصحاب القرية
ولا ما هي القرية.
وقد اختلفت فيها الروايات
وعدم إفصاح القرآن عنها دليل على أن تحديد اسمها
أو موضعها لا يزيد شيئاً في دلالة القصة وإيحائها
لكن الناس ظلوا على إنكارهم للرسل وتكذيبهم

وقالوا

(قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمن
مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ)


وهذا الاعتراض المتكرر على بشرية الرسل
تبدو فيه سذاجة التصور والإدراك
كما يبدو فيه الجهل بوظيفة الرسول
قد كانوا يتوقعون دائماً أن يكون هناك سر غامض
في شخصية الرسول وحياته تكمن وراءه الأوهام والأساطير..
أليس رسول السماء إلى الأرض فكيف يكون شخصية مكشوفة بسيطة
لا أسرار فيها ولا ألغاز حولها
شخصية بشرية عادية من الشخصيات
التي تمتلىء بها الأسواق والبيوت
وهذه هي سذاجة التصور والتفكير.
فالأسرار والألغاز ليست صفة ملازمة للنبوة والرسالة
فالرسالة منهج إلهي تعيشه البشرية.
وحياة الرسول هي النموذج الواقعي للحياة
وفق ذلك المنهج الإلهي.
النموذج الذي يدعو قومه إلى الاقتداء به.
وهم بشر.
فلا بد أن يكون رسولهم من البشر ليحقق نموذجاً
من الحياة يملكون هم أن يقلدوه.

قالوا
إننا نتشاءم منكم
ونتوقع الشر في دعوتكم
فإن لم تنتهوا عنها فإننا لن نسكت عليكم
ولن ندعكم في دعوتكم
(لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ)

هكذا أسفر الباطل عن غشمه
وأطلق على الهداة تهديده
وبغى في وجه كلمة الحق الهادئة
ولكن الواجب الملقى على عاتق الرسل يقضي عليهم
بالمضي في الطريق

(قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ)

فالقول بالتشاؤم من دعوة أو من وجه هو خرافة
من خرافات الجاهلية

وقالوا لهم
(أَئِن ذُكِّرْتُم)
أترجموننا وتعذبوننا لأننا نذكركم!
أفهذا جزاء التذكير?
(بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)

تتجاوزون الحدود في التفكير والتقدير
وتجازون على الموعظة بالتهديد والوعيد
وتردون على الدعوة بالرجم والتعذيب!
ما كان من الرجل المؤمن
لا يقول لنا السياق ماذا كان من أمر هؤلاء الأنبياء
إنما يذكر ما كان من أمر إنسان آمن بهم
آمن بهم وحده..
ووقف بإيمانه أقلية ضعيفة ضد أغلبية كافرة.
إنسان جاء من أقصى المدينة يسعى.
جاء وقد تفتح قلبه لدعوة الحق..
فهذا رجل سمع الدعوة فاستجاب لها
بعد ما رأى فيها من دلائل الحق والمنطق.
وحينما استشعر قلبه حقيقة الإيمان تحركت
هذه الحقيقة في ضميره فلم يطق عليها سكوتاً
ولم يقبع في داره بعقيدته
وهو يرى الضلال من حوله والجحود والفجور
ولكنه سعى بالحق الذي آمن به
سعى به إلى قومه وهم يكذبون ويجحدون
ويتوعدون ويهددون
وجاء من أقصى المدينة يسعى ليقوم
بواجبه في دعوة قومه إلى الحق
وفي كفهم عن البغي
وفي مقاومة اعتدائهم الأثيم الذي يوشكون
أن يصبوه على المرسلين.
ويبدو أن الرجل لم يكن ذا جاه ولا سلطان
ولم تكن له عشيرة تدافع عنه إن وقع له أذى
ولكنها العقيدة الحية في ضميره تدفعه
وتجيء به من أقصى المدينة إلى أقصاها.
فقال لهم
اتبعوا هؤلاء الرسل
فإن الذي يدعو مثل هذه الدعوة
وهو لا يطلب أجراً
ولا يبتغي مغنماً
إنه لصادق
وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء
إن لم يكن يلبي تكليفاً من الله?
ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة?
ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة?
والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم
وهو لا يجني من ذلك كسباً
ولا يطلب منهم أجراً
وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم.
فهم يدعون إلى إله واحد
ويدعون إلى نهج واضح
ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض
فهم مهتدون إلى نهج سليم
وإلى طريق مستقيم.
ثم عاد يتحدث إليهم عن نفسه هو
وعن أسباب إيمانه ويناشد فيهم الفطرة التي استيقظت فيه
فاقتنعت بالبرهان الفطري السليم.
فلقد تسائل مع نفسه قبل إئمانه
لماذا لا أعبد الذي فطرني
والذي إليه المرجع والمصير
وما الذي يحيد بي عن هذا النهج الطبيعي
الذي يخطر على النفس أول ما يخطر
إن الفطر مجذوبة إلى الذي فطرها
تتجه إليه أول ما تتجه
فلا تنحرف عنه إلا بدافع آخر خارج على فطرتها.
والتوجه إلى الخالق هو الأولى.
والآن وقد تحدث الرجل بلسان الفطرة الصادقة
العارفة الواضحة يقرر قراره الأخير في وجه قومه المكذبين المهددين المتوعدين.
لأن صوت الفطرة في قلبه أقوى من كل تهديد
ومن كل تكذيب

(إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ)

هكذا ألقى بكلمة الإيمان الواثقة المطمئنة.
وأشهدهم عليها
وهو يوحي إليهم أن يقولوها كما قالها
أو أنه لا يبالي بهم ماذا يقولون
استشهاد الرجل ودخوله الجنة
ويوحي سياق القصة بعد ذلك القوم الكافرين
قتلوا الرجل المؤمن
وإن كان لا يذكر شيئاً من هذا صراحة
إنما يسدل الستار على الدنيا وما فيها
وعلى القوم وما هم فيه
ويرفعه لنرى هذا الشهيد الذي جهر بكلمة الحق
متبعاً صوت الفطرة
وقذف بها في وجوه من يملكون التهديد والتنكيل
نراه في العالم الآخر
ونطلع على ما ادخر الله له من كرامة
تليق بمقام المؤمن الشجاع المخلص الشهيد

(قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ)

وتتصل الحياة الدنيا بالحياة الآخرة.
ونرى الموت نقلة من عالم الفناء إلى عالم البقاء
وخطوة يخلص بها المؤمن من ضيق الأرض إلى سعة الجنة.
ومن تطاول الباطل إلى طمأنينة الحق.
ومن تهديد البغي إلى سلام النعيم.
ومن ظلمات الجاهلية إلى نور اليقين.
ونرى الرجل المؤمن
وقد اطلع على ما آتاه الله في الجنة من المغفرة والكرامة
يذكر قومه طيب القلب رضي النفس
يتمنى لو يراه قومه ويرون ما آتاه ربه من الرضى والكرامة
ليعرفوا الحق معرفة اليقين.
هذا كان جزاء الإيمان...
إهلاك أصحاب القرية بالصيحة
فأما الطغيان فكان أهون على الله من أن يرسل عليه الملائكة لتدمره

(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِن بَعْدِهِ مِنْ جُندٍ مِّنَ السَّمَاءِ
وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ)

لا يطيل هنا في وصف مصرع القوم
تهويناً لشأنهم
وتصغيراً لقدرهم
فما كانت إلا صيحة واحدة أخمدت أنفاسهم
ويسدل الستار على مشهدهم البائس المهين الذليل
تجاوز السياق أسماء الأنبياء وقصصهم
ليبرز قصة رجل آمن..
لم يذكر لنا السياق اسمه
اسمه لا يهم.. المهم ما وقع له..
لقد آمن بأنبياء الله..
قيل له ادخل الجنة
ليكن ما كان من أمر تعذيبه وقتله.
ليس هذا في الحساب النهائي شيئا له قيمته
تكمن القيمة في دخوله فور إعلانه أنه آمن
فور قتله
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#37
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

لي عوده ان شاء الله لنكمل معكم...
وسوف نتحدث عن قصة موسى عليه السلام
أرسله الله تعالى إلى فرعون وقومه
وأيده بمعجزتين
إحداهما هي العصا التي تلقف الثعابين
أما الأخرى فكانت يده التي يدخلها في جيبه
فتخرج بيضاء من غير سوء
دعا موسى عليه السلام إلى وحدانية الله فحاربه فرعون
وجمع له السحرة ليكيدوا له
ولكنه هزمهم بإذن الله تعالى
ثم أمره الله أن يخرج من مصر مع من اتبعه
فطارده فرعون بجيش عظيم
ووقت أن ظن أتباعه أنهم مدركون
أمره الله أن يضرب البحر بعصاه
لتكون نجاته
وليكون هلاك فرعون الذي جعله الله عبرة للآخرين
هذا ما سنعرفه في المشاركة القادمة ان شاء الله

أستودعكم الله
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#40
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

أرسل الله تعالى موسى وهارون عليهما السلام
لأشد الشعوب كرها للحق وابتعادا عنه..
لذلك كانت حياتهما مليئة بالأحداث والمواقف.
ولكي نستطيع عرض هذه القصة بالشكل الصحيح..

تم تقسيمها إلى أربعة أجزاء
كل جزء يتناول مرحلة من مراحل حياة
هذين النبيين الكريمين.

أجزاء القصة
الجزء الاول

يتناول نشأة موسى عليه السلام
وخروجه من مصر إلى مدين هاربا من فرعون وجنوده
ولقاءه بربه في الوادي المقدس.
أثناء حياة يوسف علي السلام بمصر
تحولت مصر إلى التوحيد
توحيد الله سبحانه
وهي الرسالة التي كان يحملها جميع الرسل
إلى أقواهم لكن بعد وفاته...
عاد أهل مصر إلى ضلالهم وشركهم
أما أبناء يعقوب أو أبناء إسرائيل
فقد اختلطوا بالمجتمع المصري
فضلّ منهم من ضل
وبقي على التوحيد من بقي
وتكاثر أبناء إسرائيل وتزايد عددهم
واشتغلوا في العديد من الحرف.
ثم حكم مصر ملك جبار كان المصريون يعبدونه
ورأى هذا الملك بني إسرائيل يتكاثرون ويزيدون ويملكون
وسمعهم يتحدثون...
إن واحدا من أبناء إسرائيل سيسقط فرعون مصر
عن عرشه.
فأصدر فرعون أمره ألا يلد أحد من بني إسرائيل

(أي أن يقتل أي وليد ذكر)

وبدأ تطبيق النظام

ثم قال مستشارون فرعون له

إن الكبار من بني إسرائيل يموتون بآجالهم
والصغار يذبحون
وهذا سينتهي إلى إفناء بني إسرائيل
فستضعف مصر لقلة الأيدي العاملة بها
والأفضل أن تنظم العملية بأن يذبحون الذكور
في عام ويتركونهم في العام الذي يليه.
ووجد فرعون أن هذا الحل أسلم.
وحملت أم موسى عليه السلام بهارون في العام
الذي لا يقتل فيه الغلمان
فولدته...
فلما جاء العام الذي يقتل فيه الغلمان
ولد موسى عليه السلام
حمل ميلاده خوفا عظيما لأمه
خافت عليه من القتل
اصبحت ترضعه في السر.
ثم جاءت عليها ليلة مباركة أوحى الله إليها فيها
للأم بصنع صندوق صغير لموسى عليه السلام
ثم إرضاعه ووضعه في الصندوق
وإلقاءه في النهر
كان قلب الأم، وهو أرحم القلوب في الدنيا
يمتلئ بالألم وهي ترمي ابنها في النيل
لكنها كانت تعلم أن الله أرحم بموسى عليه السلام
منها والله هو ربه ورب النيل.
لم يكد الصندوق يلمس مياه النيل
حتى أصدر الخالق أمره إلى الأمواج
أن تكون هادئة حانية وهي تحمل هذا الرضيع
الذي سيكون نبيا فيما بعد
ومثلما أصدر الله تعالى أمره للنار
أن تكون بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام
كذلك أصدر أمره للنيل أن يحمل موسى عليه السلام
بهدوء ورفق حتى يسلمه إلى قصر فرعون
وحملت مياه النيل هذا الصندوق العزيز إلى قصر فرعون.
وهناك أسلمه الموج للشاطئ
رفض موسى عليه السلام للمراضع
وفي ذلك الصباح خرجت زوجة فرعون تتمشى
في حديقة القصر.
وكانت زوجة فرعون تختلف كثيرا عنه.
فقد كان هو كافرا وكانت هي مؤمنة
كان هو قاسيا وكانت هي رحيمة.
كان جبارا وكانت رقيقة وطيبة.
وأيضا كانت حزينة
فلم تكن تلد.
وكانت تتمنى أن يكون عندها ولد.
وعندما ذهبت الجواري ليملأن الجرار من النهر
وجدن الصندوق
فحملنه كما هو إلى زوجة فرعون.
فأمرتهن أن يفتحنه ففتحنه
فرأت موسى عليه السلام بداخله
فأحست بحبه في قلبها
فلقد ألقى الله في قلبها محبته فحملته من الصندوق
فاستيقظ موسى عليه السلام وبدأ يبكي.
كان جائعا
فجاءت زوجة فرعون إليه
وهي تحمل بين بيدها طفلا رضيعا
فسأل من أين جاء هذا الرضيع؟
فحدثوه بأمر الصندوق
فقال بقلب لا يعرف الرحمة
لابد أنه أحد أطفال بني إسرائيل
أليس المفروض أن يقتل أطفال هذه السنة؟
وطلبت منه أن يسمح لها بتربيته
سمح لها بذلك
عاد موسى عليه السلام للبكاء من الجوع
فأمرت بإحضار المراضع.
فحضرت مرضعة من القصر
وأخذت موسى عليه السلام لترضعه فرفض
أن يرضع منها.
فحضرت مرضعة ثانية وثالثة وعاشرة
وموسى عليه السلام يبكي ولا يريد أن يرضع
فاحتارت زوجة فرعون ولم تكن تعرف ماذا تفعل
لم تكن زوجة فرعون هي وحدها الحزينة الباكية
بسبب رفض موسى عليه السلام لجميع المراضع
فلقد كانت أم موسى هي الأخرى حزينة باكية
لم تكد ترمي موسى عليه السلام في النيل
حتى أحست أنها ترمي قلبها في النيل
غاب الصندوق في مياه النيل واختفت أخباره
وجاء الصباح على أم موسى عليه السلام
فإذا قلبها فارغ يذوب حزنا على ابنها
وكادت تذهب إلى قصر فرعون لتبلغهم نبأ ابنها
وليكن ما يكون...
لولا أن الله تعالى ربط على قلبها
وملأ بالسلام نفسها فهدأت واستكانت
وتركت أمر ابنها لله.
كل ما في الأمر أنها قالت لأخته
اذهبي بهدوء إلى المدينة وحاولي أن تعرفي
ماذا حدث لموسى عليه السلام
وذهبت أخت موسى عليه السلام بهدوء ورفق
إلى جوار قصر فرعون
فإذا بها تسمع القصة الكاملة
رأت موسى عليه السلام من بعيد وسمعت بكاءه ورأتهم حائرين
لا يعرفون كيف يرضعونه
سمعت أنه يرفض كل المراضع
وقالت أخت موسى عليه السلام
لحرس فرعون
هل أدلكم على أهل بيت يرضعونه
ويكفلونه ويهتمون بأمره ويخدمونه
ففرحت زوجة فرعون كثيرا لهذا الأمر
وطلبت منها أن تحضر المرضعة.
وعادت أخت موسى عليه السلام
وأحضرت أمه
وأرضعته أمه فرضع وتهللت زوجة فرعون

وقالت
"خذيه حتى تنتهي فترة رضاعته
وأعيديه إلينا بعدها
وسنعطيك أجرا عظيما على تربيتك له"

وهكذا رد الله تعالى موسى عليه السلام
لأمه كي تقر عينها ويهدأ قلبها ولا تحزن
ولتعلم أن وعد الله حق
وأن كلماته سبحانه تنفذ رغم أي شيء
أتمت أم موسى عليه السلام رضاعته
وأسلمته لبيت فرعون
كان موضع حب الجميع
كان لا يراه أحد إلا أحبه
وها هو ذا في أعظم قصور الدنيا يتربى بحفظ الله وعنايته
بدأت تربية موسى في بيت فرعون
وكان هذا البيت يضم أعظم المربين والمدرسين
في ذلك الوقت
كانت مصر أيامها أعظم دولة في الأرض
وكان فرعون أقوى ملك في الأرض
ومن الطبيعي أن يضم قصره أعظم المدربين
والمثقفين والمربين في الأرض.
وهكذا شاءت حكمة الله تعالى
أن يتربى موسى عليه السلام
أعظم تربية وأن يتعهده أعظم المدرسين
وأن يتم هذا كله في بيت عدوه
الذي سيصطدم به فيما بعد تنفيذا لمشيئة الخالق.
وكبر موسى عليه السلام في بيت فرعون
كان موسى عليه السلام يعلم أنه ليس ابنا لفرعون
إنما هو واحد من بني إسرائيل.
وكان يرى كيف يضطهد رجال فرعون
وأتباعه بني إسرائيل..
وكبر موسى عليه السلام وبلغ أشده..

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا)

وذهب يتمشى فيها فوجد رجلا من اتباع فرعون
وهو يقتتل مع رجل من بني إسرائيل
واستغاث به الرجل الضعيف فتدخل موسى
وأزاح بيده الرجل الظالم فقتله
كان موسى قويا جدا
ولم يكن يقصد قتل الظالم
إنما أراد إزاحته فقط
لكن ضربته هذه قتلته
ففوجئ موسى عليه السلام به وقد مات

وقال لنفسه
(هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)
ودعا موسى ربه
(قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي)
وغفر الله تعالى له
(إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
أصبح موسى عليه السلام
(فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)

كان هذا حال موسى حال إنسان مطارد
فهو خائف
يتوقع الشر في كل خطوة
وهو مترقب ...
ووعد موسى عليه السلام بأن لا يكون ظهيرا للمجرمين
لن يتدخل في المشاجرات بين المجرمين
والمشاغبين ليدافع عن أحد من قومه
وفوجئ موسى عليه السلام أثناء سيره
بنفس الرجل الذي أنقذه بالأمس وهو يناديه ويستصرخه اليوم
كان الرجل مشتبكا في عراك مع أحد المصريين
وأدرك موسى عليه السلام
بأن هذا الإسرائيلي مشاغب
أدرك أنه من هواة المشاجرات
وصرخ موسى عليه السلام
في الإسرائيلي يعنفه
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.