قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#1
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته


بسم الله على بركة الله
اللهم وفقنا وتقبل منا إنك انت السميع العليم
اللهم أني أشهدك أني أعمل هذا إبتغاء وجهك الكريم لا غير ذلك
قصص الانبياء
أهلا وسهلا بكم
في أول حلقات قصص الانبياء
ولِمَ إخترنا الانبياء لأنهم خير البشر خير
من مشى على الارض إنهم الناس الذين إصطفاهم الله عز وجل
قال الله عز وجل
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أحْسَنَ الْقَصَصَ}
الناس في هذه الايام ربما يتأثرون بقصص البشر
ربما يتابعون بعض الافلام الخيالية فيبكون منها
أو يخافون منها أو يتأثرون بها أو يقتدون بأبطالها
أما نحن فنتكلم عن أفضل القصص نتكلم عن خير البشر
الذين يجب أن نقتدي بهم ...
نتكلم عن أحسن القصص بتفاصيلها التي جاءت بالقرءان والسنة الصحيحة من أخبار الامم السابقة
نتكلم عنها بالتفصيل ونستفيد منها الايمان الحِكَم العِبَر
سوف تمر علينا حكايات وقصص وَعِبَر فيها البلاء
فيها يدعوا النبي صلّ الله عليه وسلم فيستجيب الله عز وجل له
نرى كيف أن الامم كانت تحارب الانبياء والرسل
كيف يرسل الله عز وجل الرسل
ما من أمة إلا وأرسل الله عز وجل إليها رسولا
أو نبيا نقرأ هذه القصص نتعلم منها الحِكَم وَالعِبَر
نبدأ وإياكم قصص الانبياء
ـــــــــــــــ

قبل أن نبدأ بقصص الانبياء لابد أن نتكلم عن الخلق كيف بدأ
خلقه الله عز وجل العرش أول المخلوقات ثم بعده بزمن
خلق الله عز وجل القلم فتكلم القلم قال الله عز وجل
له أكتب قال ما أكتب
ما الذي أكتبه يارب قال الله عز وجل له
أكتب ما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة
أكتبه إن كل شيء خلقناه بقدر كل شيء كتبه الله عز وجل
قبل أن يخلق السموات والارض بخمسين ألف سنة
ثم بعد القلم بخمسين ألف عام أذِنَ الله عز وجل
أن يخلق السموات السبع والارضين والجبال والانهار
وما فيها خلق الله السموات والارض في ستة أيام
وبعد أن خلق الله عز وجل السموات والارض والجبال والبحار
والشمس والقمر والكواكب والنجوم وزين السماء بها
خلق الله عز وجل خلقا على الارض سَمَّاهُم الجن
وكان الجن قوما مُفسدون في الارض يسفكون الدماء
ويُفسدون في الارض حتى أن الملائكة كانت تأتي وتُبْعدهم
وكانت تأتي وتعاقبهم وكانت تحبسهم أحيانا في بعض الجزر
في البحار ثم بعد الجن أذن الله عز وجل أن يخلق خلقا جديدا

{وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفة}

الملائكة تريد أن تسأل هل هذا الخلق الجديد سيكون مثل الجن
في إفساده وسفكه للدماء وفي تدميره لهذه الارض
{قالُوا أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُّفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنَقَدِّسُ لَكَ}

يارب إذا أردت خلقا يعبدك فنحن نعبدك يا رب لِمَ تخلق خلقا
يفعل كما فعلت الجن
الله عز وجل يرد على سؤال الملائكة

{قَالَ إنِّي أعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}

لم تكن الملائكة تعلم أن من هذا الخلق الجديد سيكون أنبياء وشهداء وصالحون وصِدِّيقون

لَمّا أراد الله عز وجل أن يخلق آدم عليه السلام
أمر ملكا من الملائكة أن يذهب إلى تراب الارض
فيأخذ من كل تراب الارض شيئا فجُمِع هذا التراب
وكان التراب منه الابيض والاسود والاحمر والاصفر
فصار منه بني آدم إختلفت ألوانهم واختلفت طِباعهم
فصار منهم الابيض والاسود والاحمر والاصفر
وصار منهم السهل ومنهم الصعب ومنهم الطيب
ومنهم الخبيث فخُلِق آدم من تراب في يوم جمعة
ثم بُلِّل بالماء فصار طينا وضل على هذه الحال زمنا
ثم إزداد تماسكه فصار طينا "لاَزِباً"
ثم تغيرت رائحته فصار طينا" مَسْنُوناً"
ثم بعد زمن صار كا الفخار الاجوف
هكذا خُلِقَ آدم عليه السلام ضل زمنا على هذه الحال

{وَلَقدْ خَلَقنا الانسَانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ}

{ وَإذْ قالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَإ ٍمَسْنُونٍ}

هذا خلق آدم عليه السلام

قال الله عز وجل
{فإذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فقعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ}

أصل خلق آدم لَمّاَ خُلِقَ على هذا الحال ولم يُنفخ فيه الروح
ضل سنوات على هذا الحال فكانت الملائكة تترقبه
ما هذا المخلوق وكيف سيكون
بل إن إبليس بنفسه كان يَحُومُ حوله ويدخل في جوفه ثم يخرج
وينظر إليه ويتخوف منه ويحسده
ويقول للملائكة لا عليكم إنه أجوف
لئِنْ سُلِّطْتُ عليه لأهْلِكَنَّهُ
إن إبليس يتحدى والملائكة تترقب والله يأمر
إذا نُفِخَ فيه الروح فقعوا له ساجدين كيف سَيُنفخ فيه الروح
وماذا سيحصل لآدَمْ عليه السلام إذا نُفِخَ فيه من الروح
ــــــــــــــــــــــــــ

لي عوده ان شاء الله لنكمل معكم
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#2
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

بدت لحظة عظيمة تاريخ جديد للبشر
بل هو بداية تاريخ البشر بدأت لحظة النفخ في الروح لآدَمْ عليه السلام
كل من في الملاء الاعلى ينتظر إنها لحظات عظيمة
وموقف عظيم لحظات مشهودة بدأت الروح تسري
في رأس آدم عليه السلام بدأ ينظر فتح عينيه يلتفت يمنة ويسرة
ماذا ينظر إنها الجنة إنها ثِمَارُها إنها أشجارها وأنهارها
وصلت الروح إلى أنف آدم فَعَطَسْ
فقالت الملائكة يا آدم قل الحمد لله فقال الحمد لله
فقال الله عز وجل يرحمك ربك نزلت الروح إلى جوف آدم عليه السلام إشتهى ثِمار الجنة إشتهى الاكل منها
يريد أن يصل إلى ثمار الجنة عجلان

{خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}

خُلِق الانسان من عجل فلما إكتملت الروح في آدم عليه السلام
وبدأ يمشي والملائكة تنظر والكل يترقب قال الله عز وجل
يا آدم أنظر إلى أولئك النفر من الملائكة
إذهب إليهم فقل السلام عليكم فمشى آدم ووصل إلى الملائكة
فقال السلام عليكم فردت الملائكة قائلة وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته إستأنست الملائكة بِآدم عليه السلام
إنها بداية تاريخ البشر إستأنس آدم واستأنست الملائكة
فقال الله عز وجل يا آدم إنها تَحِيَّتُكَ وتحية ذريتك من بعدك
فمسح الله عز وجل على ظهر آدم فنزلت كل ذريته من آدم
إلى أن تقوم الساعة
تخيلوا كم هي ذرية آدم من خلقه إلى أن تقوم الساعة
كم هي المليارات التي نزلت أرواحها أنا وأنت وأنتِ وكل من نسمع
نزلنا في ذلك اليوم أهل الجنة وأهل النار
نظر إليهم آدم عليه السلام فقررهم الله عزوجل
يخاطب كل ذرية آدم عليه السلام يقول لها ألست بربكم
فقال كل البشر بلى نشهد على هذا
فقال الله عز وجل لهم لا تأتوا يوم القيامة
لتقولوا إن كنا عن هذا غافلين
إنه الفطرة المركوزة في القلوب

{وَإذْ أخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي ءَادَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَتَهُمْ وأشْهَدَهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أنْ تقُولُوا يَوْمَ القِيَّامَةِ إنَّا كُنَّا عَنْ هَذاَ غَافِلِينَ}

فِطرة في القلوب لا تُنكرها يوم القيامة
لما إستوى خلق آدم الان جاء تنفيذ الامر
أي أمر إذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
فإذا الملائكة كلها كل من في السماء كل الملاء الاعلى
كل الملائكة على رأسهم جبريل كلهم سجدوا لآدم إحتراما له
تكريما لهذا المخلوق واستجابة لأمر الله عز وجل

{فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أجْمَعُونَ}

تخيلوا هذا المنظر تخيلوا هذا المشهد

إلا مخلوق واحد مخلوق غريب وحقير لم يكن من الملائكة
جعله الله عز وجل معهم ضل قائما ضل مُستويا ينظر إلى من حوله
ينظر إلى الملائكة ساجدين
إلا هو ضل قائما بكبر وحقد وحسد
سأله الله عز وجل وهو أعلم به يا إبليس

{مَالَكَ ألاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}

وربنا أعلم به أنظروا إلى الاجابة الوقحة

{قالَ لَمْ أكُنْ لأسْجُدَ لِبَشَرٍ}

أنا أسجد لهذا المخلوق

{لَمْ أكُنْ لأسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصَالٍ }

أنا المخلوق من نار أسجد لمن خُلِق من طين
إنه الكبر إنه الكبر قبحه الله ماذا يفعل بأصحابه
أول معصية عُصِيَ الله بها في السماء ممن من إبليس الذي رفعه الله
وجعله في الملاء الاعلى فرد الله عز وجل على إبليس

{قالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةُ إلَى يَوْمِ الدِّينِ}

فإذا بربنا عز وجل يطرده من الملاء الاعلى
يطرده من هذه المكانة العالية التي كان فيها إبليس كُرِّمَ لسنوات عديدة ولزمن طويل حتى جعله الله عز وجل يعيش مع الملائكة
لكنه الان يطرد منها

{قالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ وَإنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إلَى يَوْمِ الدِّين}

أمر واحد لم يستجب فيه إبليس لربه عز وجل
حَلَّتْ عليه اللعنة إلى متى إلى يوم القيامة
أمر واحد جعلت اللعنة تُصيب صاحبها لما خالفها
يستحق هذه المنزلة لِكِبْرِهِ وَحَسَدِهِ
أما آدم عليه السلام فقد أدخله الله عز وجل الجنة
يأكل من ثِمارها ويشرب من أنهارها ويستظل بظلالها
بعد أن طرد الله إبليس من الملكوت الاعلى
ولعنه لم يطلب هذا اللعين الخبيث من ربه الصفحة
إنما طلب أمرا آخر ما ذا طلب

{قالَ رَبِّي أنْظِرْنِي }

{قالَ رَبِّي أنْظِرْنِي إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}

أخرني يا رب ليس إلى النفخة الاولى بل إلى النفخة الثانية
إلى يوم البعث أخِّرني يارب طَوِّلْ عُمُرِي
هو يؤمن بربه ويؤمن بيوم البعث ويؤمن بالجنة والنار
لكنه إستكبر لكنه تَكَبَّرَ على أمر الله عز وجل
فاستجاب الله له مع أنه كافر مع أنه لَعِين وأعطاه الله ما أراد

{قالَ إنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ }

أعطاه الله الانظار والامهال والتأخير فهو يعيش إلى النفخة الثانية
ثم بعدها قال لربه ربي لِما أخرتني ماذا سوف أفعل لآدم وذريته
قال يارب
{ثمَّ لأتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِم وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ}

لِمَ لم يقل من فوقهم لأنه يعلم أن الله فوقهم

{ثمَّ لأَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ
وَلاَ تَجِدُ أكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ }

قال الله عز وجل أخرج منها مَذؤُماً مدحورا لمن تبعك منهم
أي واحد من الانس يتبعك يإبليس لأملأن جهنم منكم أجمعين
لأملأن جهنم منك يإبليس
وممن إتبعك من بني آدم أجمعين
وأعطاه الله عزل وجل ذرية في الارض
وأعطاه الله عز وجل ذرية من الشياطين كلهم تَبَعٌ لإبليس
فهو يملك جيشا عظيما من الشياطين كلها لحرب آدم وبنيه

{وَاسْتَفْزِز مَنِ إسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجْلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلاَدِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إلاَ غُرُوراً}

إبليس الذي لُعِن وطُرِد من الملكوت الاعلى
هذا المخلوق يتحدى ربه أنه يَغُرُّ بني آدم
وأنه يصرفهم عن طاعة الله عز وجل ويزين لهم المعاصي
ويحرفهم عن طاعة الله جل وعلا والله عز وجل
لمّا قال إبليس له هذا الكلام قال رب بعزتك وجلالك لأضلنهم
رَدَّ الله عز وجل على إبليس قال يا إبليس وعزتي وجلالي
لأغفرن لهم ما إستغفروني
سبحانك ربي ما اكرمك ...

أما آدم عليه السلام فقد أدخله الله عز وجل الجنة
يأكل من ثمارها ويشرب من انهارها ويستظل بظلالها
إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى وأنك لا تضمأ فيها
ولا تضحى أي نعيم هذا الذي يعيش فيه آدم عليه السلام
مع كل هذا النعيم إلا أن آدم عليه السلام
قد أستوحش وجاءه بعض الهم كيف أعيش في هذا النعيم
لوحدي نام آدم عليه السلام
فلما إستيقظ رأى إمرأة عنده من أنت أنا إمرأة
من الذي جاء بك خلقني الله عز وجل ولِم خلقك خلقني لِتَسْكُنَ إلي

{يَآ أيُّهَا النَّاسُ إتَّقُوا رَبَّكُمُ الذِي خَلَقَكُم مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ }

سألت الملائكة ادم عليه السلام قالت يا آدم
ما إسمها تريد أن تختبره هل
يعلم الاسماء كلها أم لا
ما إسمها قال ادم عليه السلام إنها حواء
قالت الملائكة ولِمَ حواء قالت لأنها خُلِقَتْ من شيء حي
فقد خُلِقَتْ حواء من ضِلْعِ آدم عليه السلام
إنه يتنعم الان مع حواء مع تلك الزوجة في هذه الجنة
الانهار الاشجار الثِمار النعيم
ما أحلى هذه الجنة التي يسكن فيها آدم وزوجته حواء
كل شيء لكما حلال في هذه الجنة أنهارها ثِمارها خيرتها
ضلالها كل شيء حلال إلا أمر واحد
وما هو أرأيت هذه الشجرة لا تقتربا منها إياكما والاقتراب منها

{وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ }

لم ينهما الله عز وجل عن الاكل بل قال لا تقربا منها
أما الاكل فهو أعظم من مجرد القرب من هذه الشجرة
ويا آدم أنت وحواء إحذرا من شخص ثالث سيعيش بينكما
هو العدو الذي توعد أن يُخرجكما من هذه الجنة
سيوسوس ويمكر ويغري ويُغِرُّكُمَا
فإياك وزوجتك أن تصدق كلامه ويا آدم

{إنَّ هَذاَ عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلاَ يُخْرِجَّنَّكُمَا مِنَّ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى}

إعلم يا آدم أن المعركة صعبة وأن هذا العدو
هذه جولته الاولى وسوف يحرص على أن تأكل هذه الشجرة
فإياك وزوجتك أن تقربا من هذه الشجرة
هل سيقتنع آدم عليه السلام بأمر الله عز وجل
ويقنع بالجنة ويترك هذ الشجرة
أم أنه سيسقط بحبل هذا الشيطان وإبليس
ويقع بمكره ويأكل من هذه الشجرة
كيف سيوسوس إبليس لِآدَمَ عليه السلام كيف
سَيُغَرّرُ بحواء زوجة آدم ماهي الجولة الاولى
وما أحداثُهَا ومن الذي سيحدث بعدها هذا ما سوف نعلمه
إن شاء الله في المشاركه القادمه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#3
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

نعرف أن إبليس اللعين أبى السجود
لسيدنا آدم عليه السلام
واستكبر وأصبح من الكافرين
كيف دخل إبليس الجنة فأزل سيدنا آدم وحواء عنها وأخرجهما
فهو وسوس لآدم حتى وقع ما وقع من أكله من الشجرة
هو وزوجته حواء
ثم اهبطوا جميعا...
هبط آدم وهبطت حواء وهبط إبليس
كلهم هبطوا كما قال الله

(وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)

فالله أهبطهم جميعا بسبب عصيان إبليس أمر ربه
واستكباره عن السجود لآدم
وبسبب عصيان آدم وزوجته حواء بأكلهما من الشجرة
التي منعا منها
وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ سيدنا آدم.
أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء
وأخطأ سيدنا آدم بسبب الفضول

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح عارياً وأن زوجته عارية
وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر
لكي يغطي بهما كل واحد منهما جسده العاري.
وهبط آدم وحواء إلى الأرض
واستغفرا ربهما وتاب إليه.
فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يتوب إليها ويلوذ بها ...
وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي..
يعيشان فيهما...
ويموتان عليها...
ويخرجان منها يوم البعث...
وبكى آدم عليه السلام لما سمع الأمر الإلهيّ له بالخروج من الجنة…
وبكت الملائكة لهذا المخلوق الذي سجدت له تكريماً.
فأهبط آدم إلى الأرض على جبل سرنديب في بلاد الهند
و حوّاء بجُدَّة
ثم أنّ الله سبحانه وتعالى
أمر آدم أن يتوجّه من الهند إلى مكة المكرّمة
فتوجّه آدم إليها حتى وصل إلى الصفا…
ونزلت حواء بأمر الله إلى المروة
حتى التقيا من جديد في عرفة.
وهناك دعا آدم ربّه مستغفراً
اللهم بحق محمد وآله والأطهار، أقلني عثرتي، واغفر لي زلتي
وأعدني إلى الدار التي أخرجتني منها

{وتلقى آدم من ربّه كلماتٍ فتاب عليه}

لم يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير
عن حياة آدم عليه السلام في الأرض.
لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل.
حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض.

وكانت قصتهما كالتالي

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا.
وفي البطن التالي ابنا وبنتا.
فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني..
ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه..
فأمرهما آدم أن يقدما قربانا
فقدم كل واحد منهما قربانا
فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل.

قال تعالى
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ
مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ
قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ
لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي
مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَإِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ)

قال تعالى

(إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ )

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير
وترك الطيب مؤقتا.
بعد أيام..
كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة..
فقام إليه أخوه قابيل فقتله.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

"لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل"
جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض.
كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض..
ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد.
وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها..
ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت.
وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره
وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر
وعاد يهيل عليه التراب..
بعدها طار في الجو وهو يصرخ
اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم
نقص أبناء آدم واحدا
وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم
واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض
وراح يحفر قبر شقيقه

قال آدم عليه السلام حين عرف القصة

(هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ)

وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه.
مات أحدهما
وكسب الشيطان الثاني
صلى آدم على ابنه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#4
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

وعاد إلى حياته على الأرض
إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه
ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه
ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه.
ويروي لهم قصته هو نفسه معه
ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه
وكبر آدم عليه السلام ومرت سنوات وسنوات..
وعن فراش موته ...
يروي أبي بن كعب فقال
إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه
أي بني
إني أشتهي من ثمار الجنة
قال فذهبوا يطلبون له
فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه
ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل
فقالوا لهم
يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟
أو ما تريدون وأين تطلبون؟
قالوا
أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة
فقالوا لهم ارجعوا فقد قضي أبوكم.
فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم عليه السلام
فقال إليك عني
فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل
فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه
وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه
ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره
ثم حثوا عليه
ثم قالوا
يا بني آدم هذه سنتكم

وفي موته يروي الترمذي
حدثنا عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة
هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة
وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور
ثم عرضهم على آدم فقال
أي رب من هؤلاء؟
قال: هؤلاء ذريتك
فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه
فقال
أي رب من هذا؟
قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود
قال رب وكم جعلت عمره؟
قال ستين سنة
قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة
فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت
قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟
قال: أو لم تعطها ابنك داود؟
قال فجحد فجحدت ذريته
ونسي آدم فنسيت ذريته
وخطىء آدم فخطئت ذريته"

مات سيدنا آدم عليه السلام وكان عمره 960 سنه
وماتت أمنا حواء بعد سيدنا آدم عليه السلام بسنه
وهي سيدة العالم الأولى
التي شرفت الدنيا بطلعتها
وهي أم البشرية


في المشاركه القادمه سوف نتحدث
بمشيئة الله عز وجل
عن نبي الله شيث ابن سيدنا آدم عليه السلام
وهو النبى الذى جاء بعد سيدنا آدم عليه السلام
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#5
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

هو نبي الله شيث ابن سيدنا آدم علية السلام
جعل الله تعالى شيثًا نبييا بعد موت سيدنا ادم عليه السلام
قام سيدنا شيث بالأمر بعد سيدنا ادم عليه السلام
يدعو إلى طاعة الله وتطبيق شريعة الله
وقد كان الناس في زمانه على دين الإسلام
يعبدون الله تعالى وحده ولا يشركون به شيئًا
كان قابيل يسكن السهول ...
والاخرون يسكنون الجبال...
وكان رجال الجبال اشد جمالا من رجال السهول
ونساء السهول اشد جمالا من نساء الجبال

فبدا ابليس يعمل وينشر الفساد
وجاء لرجل فى صورة غلام
وبدا يعمل عند هذا الرجل ويخدمه
وهو من قوم قابيل
وبدا يعلمه الاغانى والموسيقى
وجاء بصوت لم يسمعه احد من قبل
حتى وصل الى اهل الجبال
فبدءوا يدنون منهم ليسمعوا الصوت
واتخذوا اهل قابيل يوما عيداً لهم
يجتمعون اليه مرة فى السنة
وفى يوم العيد تتبرج النساء للرجال
فبدا رجال الحبال ينظرون الى نساء السهول
وكانت من شريعة شيث عليه السلام عدم الاختلاط
بين رجال ونساء ابناء قابيل.

ولكن بدا بعض الناس يخالفون شيث عليه السلام
وبدا رجل من اهل الجبال يذهب الى السهول
فراى جمال النساء وصباحتهن فرجع واخبر اصحابه
فارادوا ان يروا هذا
ويذهبوا الى يوم العيد
وبدات الفاجعة وبدا الزنا
وبذلك ظهر الفساد بهذه الصورة العظيمه
فبدا شيث يحاول ان يحافظ على الباقى الذي معه
ويمنعهم من فعل الفواحش

ولكن بدا الشيطان يوسوس وبدات جماعة قابيل تكثر وجماعة شيث تقل
الى ان جاء ادريس عليه السلام

ادرك إدريس عليه السلام 120 سنة من حياة ادم وراه وعاش معه
فلما مات ادم عليه السلام ومات شيث عليه السلام
اصطفى الله ادريس نبيا ورسولا
ظل إدريس عليه السلام على شريعة شيث عليه السلام
ونزل بشرع جديد وهو الجهاد فى سبيل الله
وذلك بعد انتشار الفتنة والفساد والفواحش
فكان ادريس عليه السلام اول من قاتل فى سبيل الله
إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الكرام
الذين أخبر الله تعالي عنهم في كتابة العزيز
إدريس عليه السلام هو أول بني آدم أعطي النبوة بعد
(آدم) و(شيث) عليهما السلام
وذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم
ومن صفاته طويل القامه
حسن الوجه عريض المنكبين
اكحل العينين
كثير التفكر
كافل الاعضاء اذا مشى نظر الى الارض
ظل إدريس عليه السلام على شريعة شيث عليه السلام
وبدء يضيف بعض الشرائع
شرع القتال فجهزا الخيول والمشاه وهجم على قبيلة قابيل وهزمها
قبضت روح سيدنا ادريس في السماء الرابعه
وقد مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بإدريس عليه السلام ليلة الإسراء والمعراج
وهو في السماء الرابعة فسلم عليه

قال تعالى

(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا
وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّ)

ترك إدريس عليه السلام البشريه
على شريعه آدم وشيث عليهم السلام

تم بحمد الله وسوف نتحدث في المشاركه القادمه عن كيف بدأت عبادة الاصنام
في حفظ الرحمن
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#6
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

بعد ان توفي سيدنا آدم عليه السلام وولديه
وتعاقبت الازمنة بدا الناس يكثرون ويتباعدون ويتفرقون
في الارض وبعد الزمان بينهم وبين عبادة الله الواحد
ولم يبقي غير افراد صالحين...
ومما راي الناس فيهم صلاح وفلاح
وكان لهم أتباع يقتدون بهم
بعد وفاتهم حزن عليهم قومهم كثيراً
وحاولوا ان يتذكروهم من خلال بناء تماثيل لهم
وقاموا بالتقرب الى هذه التماثيل لانها تذكرهم بالرجال الصالحين..
وبعدها اتى الجيل الجديد من هذا القوم
ووسوس الشياطين لهم ...
وقال لهم ان ابائكم كانوا يقدسوا هذه التماثيل ويعبدوها
لانهم تقربهم الى الله وفعل الناس ذلك حيث قدسوا التماثيل وعكفوا على عباداتها
بسبب وسوسة الشيطان
وبعدها بدأت عبادت الاصنام بالانتشار...
وبعث الله سبحانه وتعالى نوح عليه السلام
ليرشدهم إلى الطريق..
وينهاهم عن عبادة الأصنام..
ويهديم إلى عبادة الله تعالى
ومنهم من اسلم ومنهم من ظل على عبادة الاصنام
فجاء نوح عليه السلام إلى القوم..
فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره
فكذّبوه، ولم يقبلوا منه، فأنذرهم من عذاب الله تعالى
قال إنّي أخاف عليكم عذاب يوم عظيم
قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين.
قال يا قوم ليس بي ضلالةُ
ولكني رسول من ربّ العالمين أبلّغكم رسالات ربّي وانصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون
فتعجّب القوم من نوح عليه السلام ..
وجعلوا يقولون أنت بشر مثلنا
فكيف تكون رسولاً من عند الله؟
وإن الذين اتبعوك هم جماعة من الأراذل والسفلة..
ثمّ لا فضل لكم علينا فلستم أكثر منّا مالاً أو جاهاً..
وإنا نظنّ إنكم كاذبون في هذه الادعاءات..
وقال بعض القوم لبعض
ما هذا إلا بشر مثلكم يريد أن يتفضّل عليكم
إن هو إلا رجل ينطق بما يدل على جنونه وعلى عدم عقله
ولكن نوح عليه السلام لم ييأس منهم بل كان يأتيهم كل صباح ومساء
ويدعوهم وينذرهم بلطف ولين..
وكان القوم إذا جاءهم نوح عليه السلام للدعوة جعلوا أصابعهم في آذانهم
حتى لا يسمعوا كلامه
واستغشوا ثيابهم اي تغطّوا بها حتى لا يروه.
وكثيراً ما هاجموه، وضربوه حتى يغشى عليه
لكنّ نوح عليه السلام النبي العظيم العطوف الحليم
كان إذا أفاق يقول
اللهم اهد قومي فإنّهم لا يعلمون.
وفي مرات أنهكوه ضرباً وصفعاً حتى جرت الدماء عن مسامعه الكريمة
وهو مع ذلك كلّه كان يلطف بهم ويدعوهم إلى الله تعالى
فكانوا يقولون
يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا حتى علم أنه لا يفيدهم النصح
فتوجّه إلى الله تعالى ضارعاً
قال ربّ إنّي دعوت قومي ليلاً ونهاراً فلم يزدهم دعائي إلا فراراً
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم
وأصرّوا واستكبروا استكباراً
ثم إني دعوتهم جهاراً
ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً
فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً يرسل السماء عليكم مدراراً ويمددكم بأموال
وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهاراً
واختلق بعض أولئك الكفّار عذراً
فقالوا
أنؤمن لك واتّبعك الأرذلون فإن أردت هدايتنا
وإعزازنا لك فاطرد هؤلاء الأرذلين الذين آمنوا بك عن حوزتك..
فإنّا لا نستطيع أن نقرن بهؤلاء
فكيف نستجيب لدين يستوي فيه الشريف والوضيع
والكبير والصغير؟
فأجابهم نوح عليه السلام بلهجة كلّها حنان وتذكير
قال وما علمي بما كانوا يعملون
إن حسابهم إلا على ربّي لو تشعرون
وما أنا بطارد المؤمنين
وما أنا بطارد الذين آمنوا
وكيف أطرد جماعة آمنوا بي
وآزروني وساعدوني على نشر الدعوة
ويا قوم من ينصرني من الله إن طردتهم أفلا تذكّرون
إن أنا إلا نذير مبين
أنذر الناس على حدّ سواء
من غير فرق بين الشريف والوضيع
والغنيّ والفقير
والكبير والصغير.
ولما انقطع القوم عن الاحتجاج..
ولم يتمكّنوا من رد الأدلة التي ذكرها نوح عليه السلام أخذوا يهدّدونه بالرجم بالحجارة
قالوا لئن لم تنته يا نوح لتكوننّ من المرجومين

وقد علم نوح عليه السلام أنهم لا يقبلون منطقاً
ولا يهتدون
فضرع إلى الله تعالى
في أن ينجّيه من هؤلاء المعاندين
قال ربّ إن قومي كذّبون
فافتح بيني وبينهم فتحاً ونجّني ومن معي من المؤمنين
وحيث كان نوح يخوّف قومه من عذاب الله
إن أصرّوا على الكفر..
قال بعضهم استهزاءً إلى متى تهدّدنا بعذاب الله
فائتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
فأجابهم نوح عليه السلام
إن هذا الأمر ليس بيدي..
وإنما يأتيكم به الله إن شاء
ثم توجه إليهم في تحسّر
وقال
لا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم
وعند ذاك توقّع النّصر من الله تعالى..
وانتظر الوحي ليعلم أنّه ما ينبغي أن يصنع بهؤلاء القوم فأوحى إليه الله تعالى
إنّه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون
وإذ تمّت الحجة..
وانقطعت الأعذار
وطالت الدعوة
يئس نوح منهم يأساً باتّاً وأشفق على أولادهم وأحفادهم أن يأخذوا طريقة الآباء في الكفر والإلحاد.
فدعا إلى الله تعالى
قائلاً
(ربّ لا تذر على الأرض من الكافرين ديّاراً
إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجراً كفّاراً)
وحينئذ أمره الله تعالى

بصنع السفينة
قال الله تعالى
فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#7
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

فأخذ نوح عليه السلام يصنع الفلك وجبرئيل عليه السلام يعلّمه كيف يصنعها..
وكان محلّ صنع السفينة صحراء ويصنع الفلك وكلما مرّ عليه ملا
من قومه سخروا منه فكان بعضهم يقول
أيها النبي
لم عدلت عن رسالتك إلى النّجارة؟
وبعضهم كان يقول
يا نوح صرت نجّاراً بعد النبوّة
وبعضهم كان يقول
السفينة تصنع للبحر وأنت تصنعها في البر
وكانوا يتضاحكون ويتعجبون
ويرمون نوح عليه السلام بالجنون والسّفه.
ويجيبهم نوح عليه السلام
في تأدّب ولين
إن تسخَروا منّا فإنّا نسخر منكم
كما تسخرون فسوف تعلمون من يأتيه عذابٌ
يخزيه ويحلّ عليه عذابٌ مقيم
واشتغل بالعمل جادّاً حتى تمّ صنع السفينة.
ثم أمر الله سبحانه نوح عليه السلام
أن يحمل في السفينة الذي آمنوا معه..
ومِن كل ذي روح زوجين اثنين
لئلا ينقرض نسل الحيوان..
وقد كان نوح عليه السلام هيّأ لكلّ صنف من أصناف الحيوان موضعاً في السفينة
وحمل الذين آمنوا به
وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها
إن ربّي لغفور رحيم
وكان لنوح عليه السلام زوجتان
إحداهما مؤمنة...والثانية كافرة...
وكانت الزوجة الكافرة تؤذي نوح عليه السلام
وتقول للناس إن زوجي مجنون وإذا آمن أحد منكم أخبرت الكفّار
وقد أشار الله تعالى في القرآن إلى هذه الزوجة

حيث قال

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ
كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا
فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ)

ولما ركب نوح عليه السلام السفينة
اركب معه الزوجة المؤمنة
وترك الكافرة
فغرقت مع سائر الكفار.
ولما ركب نوح والّذين آمنوا معه السفينة
وأركب جميع الحيوانات
وأخذت السماء تمطر مطراً غزيراً
وطفقت عيون الأرض تنبع بالمياه الكثيرة

(فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ )

حتى جرت المياه على وجه الأرض فالتقى الماء
ماء الأرض وماء السماء
واستمرّ هطول الأمطار ونبع العيون حتى صار العالم كبحر كبير
وفي تلك الأثناء كانت السفينة تجري فوق ظهر الماء
وإذا بنوح عليه السلام
يشرف من السفينة فيرى ولده يقع مرّة، ويقوم أخرى
يريد الفرار من الغرق
فناداه
(يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين)
لكن الابن العاق أبى قبول نصيحة والده
وأجاب نوح عليه السلام
(قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء)
فنظر إليه نوح نظر مشفقٍ
وقال
(لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم)
ولكنّ عناد الولد
وإصراره على الكفر حال بينه وبين قبول نصح أبيه فلم يركب السفينة
وبعد برهة من هذه المحاورة
حال بينهما بين نوح عليه السلام وولده
(الموج فكان من المغرقين)
وأخذت نوح عليه السلام
الرقة على ولده
فتضرّع إلى الله تعالى في نجاة ابنه الغريق
فإن الله تعالى كان قد وعده بنجاة أهله
فقال نوح عليه السلام

(ربّ إن ابني من أهلي وإن وعدك الحقّ وأنت أحكم الحاكمين)

ولكنّ الله تعالى

كان قد وعد نجاة أهل نوح الذين كانوا من الصالحين ولذا أجابه

(يا نوح إنه ليس من أهلك أنه عمل غير صالح)

بعدما غمر الماء جميع الأرض وهلك كل كافر

(قيل يا أرض ابلعي ماءك)

فغاض الماء الذي نبع من الأرض وأوحى إلى السماء

(يا سماء اقلعي)

وكُفي عن الانصباب والمطر فانقطع المطر (واستوت) السفينة

(على الجودي) وهو جبل

أرست السفينة عليه
وأخذت المياه التي بقيت على الأرض
من الأمطار تتسرّب إلى البحار.
وأوحى إلى نوح عليه السلام

(يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك
وعلى أممٍ ممن معك)

فنزل نوح من السفينة
ونزل المؤمنون الذين كانوا معه
وبنوا مدينةً وغرسوا الأشجار وأطلقوا الحيوانات التي كانت معهم.
وابتدأت العمارة في الأرض
وقد كانت سفينته عليه السلام محكمة الصنع..
فقد اخذ حوالي مئه سنه في صنعها.
وقد كانت مغطاه من الاعلى..
ولها 3 ابواب مصفوفة فوق بعض
قضى نبينا عليه السلام
ومن معه على السفينه ما يقارب 6 اشهر..
فكان يرسل حمامه ليتاكد من انتهاء الطوفان
فترجع وليس معها شي..
وهكذا الحال يرسلها فترجع وليس معها شي
و في يوم ارسلها فرجعت ومعها غصن زيتون
ثم ارسلها مره اخرى
وفي قدميها اثار طيبن..
فعرف ان الطوفان وقف
نزل نوح عليه السلام وليس يوجد على الارض غيره ومن معه..
وقد كانت جميع الارض خاليه من اي حياة
فجعل الله سبحانه وتعالى
القوم الذين مع نوح عقيمين..
ولم يلد منهم احد حتى ماتوا
وقد ماتوا و انتهوا..
ولم يبقى اب للذريه غير نوح وزوجته ....
لذلك يسمى نوح عليه السلام آدم الثاني

يقول تعالى

"ذرية من حملنا مع نوح انه كان عبدا شكورا"

كان لنوح 3 اولاد
سام... فيهم بياض وقليل من السواد
وحام ...فيهم سواد وقليل من البياض
ويافث... وفيهم من الحمرة والشقره
العرب واسرائيل من ذرية سام
والافارقه من ذرية حام
والغرب وشرق اسيوين من ذرية يافث

عاش بعد الطوفان 350 عام وقد كان يصوم الدهر كله الا يوم العيد يفطر فيه....
ومات نوح عليه السلام
في مكه وانتهت قصة سيدنا نوح عليه السلام
وكان اول تدمير ينزل في الارض لقوم سيدنا نوح عليه السلام
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#8
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

وهذه الصوره تصور لشكل السفينه قبل اندلاع الطوفان
وهو وصف دقيق لمواصفات سفينه سيدنا نوح عليه السلام



اما هذه الصوره فهي عباره عن وصف تخطيطي للسفينه
من الداخل حسب الهيكل المكتشف
وحسب المنطق في بناء تلك السفينه



وهذه الصوره للمرسي عن قرب



هذا مقطع يبين شكل السفينه


في المشاركه القادمه سوف نتحدث
عن قصة هود عليه السلام مع قومه وكيف عذبهم الله
قوم عاد ونبيهم هود عليه السلام ومدينتهم إرم التي وصفها الله
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
 

مزاج كاتب

مراقب اقسام
طاقم الإدارة
#9
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

و لا أروع و لا أحلى من قصص الأنبياء..لا يندم من قضى وقته في قرائتها..و لا يرتوي من طيب معانيها و أحداثها من قرأ حكاياتها..شكرا لك أخي الكريم على هذا المجهود.., بإنتظار الإستمرار في هذا المشروع الطيب..:7h5:
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#10
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

و لا أروع و لا أحلى من قصص الأنبياء..لا يندم من قضى وقته في قرائتها..و لا يرتوي من طيب معانيها و أحداثها من قرأ حكاياتها..شكرا لك أخي الكريم على هذا المجهود.., بإنتظار الإستمرار في هذا المشروع الطيب..:7h5:
عطرتم المكان بردودكم الطيبه ..
ودي وتقديري ...
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#11
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

بعد أن ابتلعت الأرض مياه الطوفان الذي أغرق من كفر
من قوم نوح عليه السلام
قام من آمن معه ونجى بعمارة الأرض.
فكان كل من على الأرض في ذلك الوقت من المؤمنين.
لم يكن بينهم كافر واحد ومرت سنوات وسنوات
مات الآباء والأبناء وجاء أبناء الأبناء.
نسى الناس وصية نوح عليه السلام
وعادت عبادة الأصنام
انحرف الناس عن عبادة الله وحده
قال أحفاد قوم نوح عليه السلام
لا نريد أن ننسى آبائنا الذين نجاهم الله من الطوفان.
وصنعوا للناجين تماثيل ليذكروهم بها
وتطور هذا التعظيم جيلا بعد جيل فإذا الأمر ينقلب إلى العبادة
وإذا بالتماثيل تتحول بمكر من الشيطان إلى آلهة مع الله
وعادت الأرض تشكو من الظلام مرة ثانية.
وأرسل الله سيدنا هود عليه السلام إلى قومه
كان هود عليه السلام من قبيلة اسمها "عاد"
وكانت هذه القبيلة تسكن مكاناً يسمى الأحقاف..
أما مساكنهم فكانت خياماً كبيرة لها أعمدة شديدة الضخامة والارتفاع
وكان قوم عاد أعظم أهل زمانهم في قوة الأجسام والطول والشدة..
كانوا عمالقة وأقوياء فكانوا يتفاخرون بقوتهم
فلم يكن في زمانهم أحد في قوتهم.
ورغم ضخامة أجسامهم، كانت لهم عقول مظلمة
كانوا يعبدون الأصنام، ويدافعون عنها ويحاربون من أجلها
ويتهمون نبيهم ويسخرون منه.

قال لهم هود عليه السلام

(يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ أَفَلاَ تَتَّقُونَ)

وسأله قومه
هل تريد أن تكون سيدا علينا بدعوتك؟
وأي أجر تريده؟
إن هذه الظنون السئية تتكرر على ألسنة الكافرين
عندما يدعوهم نبيهم للإيمان بالله وحده.
فعقولهم الصغيرة لا تتجاوز الحياة الدنيوية.
ولا يفكروا إلا بالمجد والسلطة
كانوا يسكنون البيوت ذوات الأعمدة الضخمة

قال تعالى

(إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد)

ويبنون القصور العالية والحصون المرتفعة
ويتفاخرون ببنائها

قال تعالى

(أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون)

ويملكون حضارة عظيمة وقد برعوا في الزراعة
بسبب توفر الماء العذب الغزير وكثر لديهم الخير الوفير
وكثرت الأموال والأنعام....
وأصبحت منطقتهم حقولاً خصبة خضراء
وأعطى الله أهل هذه القبيلة بنية جسدية تختلف عن سائر البشر
فكانوا طوال الأجسام أقوياء..
إذا حاربوا قومًا أو قاتلوهم هزموهم
وبطشوا بهم بطشًا شديدًا

قال تعالى

(وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون
واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون أمدكم بأنعام وبنين
وجنات وعيون)

وبرغم هذه النعم الكبيرة والخيرات الكثيرة التي أعطاهم الله إياها
الله تعالى عليها لم يشكروا الله تعالى
بل أشركوا معه غيره
فعبدوا الأصنام
وكانوا أول من عبد الأصنام بعد الطوفان
وارتكبوا المعاصي والآثام وأفسدوا في الأرض
فأرسل الله لهم هود عليه السلام
ليهديهم إلى الطريق المستقيم وينهاهم عن ضلالهم
ويأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له
ويخبرهم بأن الله سبحانه هو المستحق للشكر
على ما وهبهم من قوة وغنى ونعم

فقال لهم

(يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون)

فتساءلوا ومن أنت حتى تقول لنا مثل هذا الكلام؟
فقال عليه السلام

(إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون)

فرد عليه قومه بغلظة واستكبار

(إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين)

فقال لهم هودعليه السلام

(يا قوم ليس بي سفاهة ولكني رسول من رب العالمين
أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم ناصح أمين)

فاستكبر قومه وأنكروا عبادة الله
فلم ييأس وواصل دعوة قومه إلى طريق الحق
فأخذ يذكرهم بنعم الله تعالى عليهم
لعلهم يتوبون إلى الله ويستغفرونه
فقال
واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون
أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون
ثم قال
ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه
يرسل السماء عليكم مدرارًا
ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين
ولم يجد فيهم إلا قلوبًا ميتة متحجرة متمسكة بغيها وضلالها وإصرارها
على عبادة الأصنام
إذ قابلوا نصحه وإرشاده لهم بالتطاول عليه والسخرية منه
فقال لهم
إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون
من دونه فكيدوني جميعًا ثم لا تنظرون
إني توكلت على الله ربي وربكم
ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها
إن ربي على صراط مستقيم
فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم
ويستخلف ربي قومًا غيركم ولا تضرونه شيئًا
إن ربي على كل شيء حفيظ
فاستكبروا وتفاخروا بقوتهم
وقالوا لهود عليه السلام
من أشد منا قوة
وأخذوا يسخرون منه ويستعجلون العذاب والعقوبة
في سخرية واستهزاء
فقالوا
فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين
فقال هود عليه السلام
(قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب
أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم
ما أنزل الله بها من سلطان فانتظروا إني معكم من المنتظرين)
وبدأ عذاب الله لقوم عاد بأن أرسل عليهم حرًّا شديدًا
جفَّت معه الآبار والأنهار
وماتت معه الزروع والثمار
وانقطع المطر عنهم مدة طويلة
ثم جاء سحاب عظيم
فلما رأوه استبشروا به، وفرحوا، وظنوا أنه سيمطر ماءً
وقالوا (هذا عارض ممطرنا)
لقد ظنوا أن السحب ستأتي لهم بالخير
لتروي عطشهم وتسقي إبلهم وخيولهم
وزرعهم وبساتينهم
ولكنها كانت تحمل لهم العذاب والفناء
فجاءتهم ريح شديدة استمرت سبع ليالٍ وثمانية أيام
دائمة دون انقطاع تدمر كل شيء أمامها حتى أهلكتهم

قال تعالى

(ريح فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بأمر ربها
فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين)

ونجَّى الله هودًا ومن آمنوا معه

قال تعالى

(فأنجيناه والذين آمنوا معه برحمة منا وقطعنا دابر الذين كذبوا
بآياتنا وما كانوا مؤمنين)

وسار هود عليه السلام
ومن معه من المؤمنين إلى مكان آخر يعبدون الله


 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#12
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

هذه صور لإرم المكتشفة تحت كثبان الأحقاف



























نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


نتكلم عن أفضل القصص بتفاصيلها حصرياً لمنتديات سيدتي ...


فسبحان الله الخالق العظيم المنتقم من كل جبار مستكبر عن طاعته
مهما بلغ من قوة ومهما أوتي من حضارة
ومهما أعطي من مهلة
وحقاً لم يخلق مثلها في البلاد
فسبحان من أعطاهم هذه القوة

وبعد موت هود عليه السلام وسوس الشيطان للناس مره ثانيه
وارسل الله سبحانه وتعالى النبي صالح عليه السلام
وهذا ما سنتحدث عنه في المشاركه القادمه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#13
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

تعد مدائن صالح من أقدم الآثار وأشهرها وأعظمها
ومدائن صالح تقع بالقرب من مدينة تبوك
في شمال المملكة العربية السعودية
وتشمل عدة كهوف ومقابر منحوتة في الجبال
لأقوام حكموا شعوب هذه المنطقة
كانت تعيش قبيلة مشهورة تسمى ثمود
يرجع أصلها إلى سام بن نوح عليه السلام
وكانت لهم حضارة عمرانية واضحة المعالم
فقد نحتوا الجبال واتخذوها بيوتًا، يسكنون فيها في الشتاء
لتحميهم من الأمطار والعواصف التي تأتي إليهم من حين لآخر
واتخذوا من السهول قصورًا يقيمون فيها في الصيف.
وأنعم الله عز وجل عليهم بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى
فأعطاهم الأرض الخصبة
والماء العذب الغزير...
والحدائق والنخيل...
والزروع والثمار...
ولكنهم قابلوا النعمة بالجحود والنكران، فكفروا بالله سبحانه
ولم يشكروه على نعمه وعبدوا الأصنام
فأرسل إليهم نبيًّا منهم هو صالح عليه السلام
وكان رجلاً كريمًا تقيًّا محبوبًا لديهم
وبدأ صالح عليه السلام يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له
وترك ما هم فيه من عبادة الأصنام
فقال لهم
يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره
فرفض قومه ذلك
وقالوا له يا صالح قد كنت بيننا رجلا فاضلاً كريمًا محبوبًا
نستشيرك في جميع أمورنا لعلمك وعقلك وصدقك
فماذا حدث لك؟
وقال رجل من القوم يا صالح ما الذي دعاك لأن تأمرنا
أن نترك ديننا الذي وجدنا عليه آباءنا وأجدادنا
ونتبع دينًا جديدًا ؟
وقال آخر يا صالح قد خاب رجاؤنا فيك
وصِرْتَ في رأينا رجلا مختلَّ التفكير
كل هذه الاتهامات وجهت لنبي الله صالح عليه السلام
فلم يقابل إساءتهم له بإساءة مثلها
ولم ييأس من استهزائهم به وعدم استجابتهم له
بل ظل يتمسك بدين الله رغم كلامهم
ويدعوهم إلى عبادة الله الواحد الأحد
ويذكِّرهم بما حدث للأمم التي قبلهم
وما حلَّ بهم من العذاب بسبب كفرهم وعنادهم
ثم أخذ صالح عليه السلام
يذكِّرهم بنعم الله عليهم
ثم أراد أن يبين لهم الطريق الصحيح لعبادة الله
وأنهم لو استغفروا الله وتابوا إليه فإن الله سيقبل توبتهم
فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض
واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه
إن ربي قريب مجيب
فآمنت به طائفة من الفقراء والمساكين
وكفرت طائفة الأغنياء واستكبروا وكذبوه
وقالوا أبشرًا منا واحدًا نتبعه إنا إذًا لفي ضلال وسعر
وحاولت الفئة الكافرة ذات يوم أن تصرف الذين آمنوا بصالح عليه السلام
عن دينهم وتجعلهم يشكون في رسالته
فقالوا لهم
(أتعلمون أن صالحًا مرسل من ربه)
أي: هل تأكدتم أنه رسول من عند الله؟
فأعلنت الفئة المؤمنة تمسكها بما أُنْزِلَ على صالح عليه السلام
وبما جاء به من ربه
وقالوا
(إنا بما أرسل به مؤمنون)
فأصرَّت الفئة الكافرة على ضلالها وقالوا معلنين كفرهم وضلالهم
(إنا بالذي آمنتم به كافرون)
وكان صالح عليه السلام
يخاطب قومه بأخلاق الداعي الكريمة وآدابه الرفيعة
ويدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة تارة
ويجادلهم تارة أخرى في موضع الجدال
مؤكدًا على أن عبادة الله هي الحق، والطريق المستقيم
ولكن قومه تمادوا في كفرهم
وأخذوا يدبرون له المكائد والحيل
حتى لا يؤمن به أكثر الناس، وذات يوم كان صالح عليه السلام
يدعوهم إلى عبادة الله
ويبين لهم نعم الله الكثيرة
وأنه يجب شكره وحمده عليها
فقالوا له
يا صالح ما أنت إلا بشر مثلنا
وإذا كنت تدعي أنك رسول الله، فلابد أن تأتينا بمعجزة وآية.
فسألهم صالح عليه السلام
عن المعجزة التي يريدونها، فأشاروا على صخرة بجوارهم
وقالوا له أخْرِجْ لنا من هذه الصخرة ناقة طويلة عُشَراء
وأخذوا يصفون الناقة المطلوبة ويعددون صفاتها
حتى يعجز صالح عليه السلام عن
تحقيق طلبهم
فقال لهم صالح عليه السلام
أرأيتم إن أجبتكم إلى ما سألتم أتؤمنون بي وتصدقونني
وتعبدون الله الذي خلقكم؟
فقالوا له
نعم وعاهدوه على ذلك
فقام صالح عليه السلام
ثم دعا ربه أن يجيبهم إلى ما طلبوا.
وبعد لحظات حدثت المعجزة، فخرجت الناقة العظيمة من الصخرة
التي أشاروا إليها، فكانت برهانًا ساطعًا
ودليلاً قويًّا على نبوة صالح عليه السلام
ولما رأى قوم صالح عليه السلام
هذه الناقة بمنظرها الهائل آمن بعض قومه
واستمر أكثرهم على كفرهم وضلالهم
ثم أوحى الله إلى صالح عليه السلام
أن يأمر قومه بأن لا يتعرضوا للناقة بسوء
فقال لهم صالح عليه السلام
(هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم)
واستمر الحال على هذا وقتًا طويلاً، والناقة تشرب ماء البئر يومًا
ويشربون هم يومًا، وفي اليوم الذي تشرب ولا يشربون
كانوا يحلبونها فتعطيهم لبنًا يكفيهم جميعًا
لكن الشيطان أغواهم، فزين لهم طريق الشر
وتجاهلوا تحذير صالح عليه السلام
لهم فاتفقوا على قتل الناقة
وكان عدد الذين أجمعوا على قتل الناقة تسعة أفراد

قال تعالى
(وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون)

ثم اتفقوا مع باقي القوم على تنفيذ مؤامرتهم
وقد تولى القيام بهذا الأمر أشقاهم وأكثرهم فسادًا
وقيل اسمه قدار بن سالف..
وفي الصباح، تجمع قوم صالح عليه السلام
في مكان فسيح ينتظرون مرور الناقة لتنفيذ مؤامرتهم
وبعد لحظات مرت الناقة العظيمة فتقدم أحدهم منها
وضربها بسهم حاد أصابها في ساقها
فوقعت على الأرض، فضربها قدار بن سالف بالسيف
حتى ماتت
وعلم صالح عليه السلام بما فعل قومه الذين أصروا
على السخرية منه والاستهزاء به
وأوحى الله إليه أن العذاب سوف ينزل بقومه بعد
ثلاثة أيام
فقال صالح عليه السلام لهم (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام)
ولكن القوم كذبوه واستمروا في سخريتهم منه والاستهزاء به
ولما دخل الليل اجتمعت الفئة الكافرة من قوم صالح عليه السلام
وأخذوا يتشاورون في قتل صالح عليه السلام
حتى يتخلصوا منه مثلما تخلصوا من الناقة
ولكن الله عز وجل
عَجَّلَ العذاب لهؤلاء المفسدين التسعة
فأرسل عليهم حجارة أصابتهم وأهلكتهم..
ومرت الأيام الثلاثة، وخرج الكافرون في صباح اليوم الثالث ينتظرون
ما سيحل عليهم من العذاب والنكال
وفي لحظات جاءتهم صيحة شديدة من السماء
وهزة عنيفة من أسفلهم، فزهقت أرواحهم، وأصبحوا في دارهم هالكين

قال تعالى
(فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا إن في ذلك لآية لقوم يعلمون
وأنجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون)

وهكذا أهلك الله عز وجل
قوم صالح عليه السلام
بسبب كفرهم وعنادهم وقتلهم لناقة الله
والاستهزاء بنبيهم صالح عليه السلام
وعدم إيمانهم به، وبعد أن أهلك الله الكافرين من ثمود
وقف صالح عليه السلام ومن معه من المؤمنين ينظرون إليه
فقال صالح عليه السلام
(يا قوم لقد أبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم ولكن لا تحبون الناصحين)
ولقد مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم
على ديار ثمود (المعروفة الآن بمدائن صالح)
وهو ذاهب إلى تبوك سنة تسع من الهجرة
فأمر أصحابه أن يمروا عليها خاشعين خائفين
كراهة أن يصيبهم ما أصاب أهلها
وأمرهم بعدم دخول القرية الظالمة وعدم الشرب من مائها
متفق عليه
 

يويا

مراقبة الاقسام الفنية
#14
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

بارك الله فيك
يسلموووووو ع الطرح المميز
عاشت الايااااااااااااااااااادي

ربي يعطيك الف عافيه
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#15
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

بارك الله فيك
يسلموووووو ع الطرح المميز
عاشت الايااااااااااااااااااادي

ربي يعطيك الف عافيه
عطرتم المكان بروائح المسك
تحياتي لكي
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#16
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )


هذه صور لمدائن صالح الاثريه


































سوف نتحدث في المشاركه القادمة ان شاء الله
عن نبي من أولي العزم...
وهو ابراهيم عليه السلام جاء بعد صالح عليه السلام

اللهم لا تغضب علينا فأنت الغفور الرحيم
وأنت أرحم الراحمين وأنت الحليم الرحيم
اللهم ارفع عنا البلاء والزلازل والفتن
والمحن اللهم إنا نعوذ بك من عذابك وسخطك وغضبك
اللهــــــــم آمــــــــين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#17
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )


تختلف قصة نبي الله ابراهيم عليه السلام
عن قصص الأنبياء الآخرين ...
ابراهيم عليه السلام يلقب بأبي الأنبياء وشيخ الحنفاء
ذكر في كتاب الله في 73 موضعاً
جاء ابراهيم عليه السلام ليكمل أيضاً رسالة التوحيد
وقد لا قى من قومه الصد والإعراض والكيد
لدرجة ان ألقوه في النار لولا ان الله سبحانه
لو تأملنا في قصة أبي الأنبياء ابراهيم لوجدنا
انه كان أمة وحده كما وصفه الله تعالى
وإلا فكيف يبتلى كل هذه الابتلاءات ومع ذلك يصبر
ويصمد ويكون مثالاً لمن يأتي بعده
انظر الى أسلوبه وطول نفسه في الدعوة
عندما دخل وحطم أصنام قومه ثم واجههم بأسلوب التهكم
ولم يخش من بطشهم
ولا غضب أبيه آزر.
بل وانظر الى تأملاته في الكواكب
ثم انظر الى تعامله مع القدر حينما ابتلاه ربه
بذبح ولده الذي كان فرحاً بشبابه
لكن الله أمره بذبحه...
حيث قال لوالده يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني
ان شاء الله من الصابرين
لكن الله لم يرد من ابراهيم عليه السلام
إلا امتحان قلبه ففدى ولده بذبح عظيم
وانظر أيضاً الى مواجهته للنمرود
ثم انظر الى بنائه الكعبة
حيث شمر هو وابنه اسماعيل عن ساعد الجد
وهو يقول...
ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة
لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك انت التواب الرحيم
وبالفعل صار حج البيت منذ ذلك اليوم الذي بنى الكعبة
بل ومكة بلداً آمناً فيه من كل الثمرات
رغم انها بلد غير ذي زرع
بدايه القصة ...
كان آزر يعيش في أرض بابل بالعراق
يصنع الأصنام ويبيعها للناس ليعبدوها
وكان له ولد صغير اسمه (إبراهيم)
وهبه الله الحكمة وآتاه الرشد منذ الصغر
وذات يوم دخل إبراهيم عليه السلام
على أبيه آزر فرآه يصنع التماثيل، فتعجب
من أمر هذه التماثيل...
وقال في نفسه لماذا يعبدها الناس وهي لا تسمع
ولا تنطق، ولا تضر ولا تنفع؟
وكيف تكون آلهة، والناس هم الذين يصنعونها ؟
وصارت هذه الأسئلة تراود الفتى الصغير دون إجابة
ولما كبر وشبَّ أخذ يفكر في هذا الأمر
ويبحث عن الإله الحق الذي يستحق العبادة
فذهب إلى الصحراء الواسعة وجلس ينظر إلى السماء
فرأى الكواكب والنجوم واستنكر أن تكون هي ربه الذي يبحث عنه
لأنها مخلوقة مثله تعبد خالقها
فتظهر بإذنه وتغيب بإذنه
وظل إبراهيم عليه السلام
في الصحراء ينظر إلى السماء يفكر ويتدبر
عسى أن يهتدي إلى ربه وخالقه
فهداه الله سبحانه إلى معرفته
وجعله نبيًّا مرسلاً إلى قومه
ليخرجهم من الظلمات إلى النور
ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الله رب العالمين
وأنزل الله سبحانه على إبراهيم صحفًا فيها آداب ومواعظ وأحكام
لهداية قومه
وتعليمهم أصول دينهم، وتوصيتهم بوجوب طاعة الله
وإخلاص العبادة له وحده
والبعد عن كل ما يتنافى مع مكارم الأخلاق
وعاد إبراهيم عليه السلام إلى بيته، وقلبه مطمئن
ولما دخل البيت وجد أباه فتقدم منه
وأخذ ينصحه ويقول

( يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا
يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك
فاتبعني أهدك صراطًا سويًّا
يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيًّا
يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن
فتكون للشيطان وليًّا)

فردَّ عليه أبوه غاضبًا وقال

(أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك)

(واهجرني مليًا)

لكن إبراهيم عليه السلام لم يقابل تلك القسوة بمثلها
بل صبر على جفاء أبيه وقابله بالبر والرحمة وقال له

(سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيًّا )

(وأعتزلكم وما تدعون من دون الله)
وأدعو ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيًّا)

وخرج إبراهيم عليه السلام من عند أبيه متوجهًا إلى المعبد
حتى يدعو قومه إلى عبادة الله
ولما دخل عليهم وجدهم عاكفين على أصنام كثيرة
يعبدونها ويتضرعون إليها
ويطلبون منها قضاء حوائجهم
فتقدم منهم وقال لهم

(ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون)

فرد عليه القوم وقالوا

(وجدنا آباءنا لها عابدين)

فوضح لهم إبراهيم عليه السلام
أن عبادة هذه الأصنام ضلال وكفر
وأن الله سبحانه الذي خلق السماوات والأرض
هو المستحق للعبادة وحده فغضب قومه منه
واستكبروا وأصروا على كفرهم وعنادهم
فلمَّا وجد إبراهيم عليه السلام إصرارهم على عبادة الأصنام
خرج وهو يفكر في نفسه أن يحطم هذه الأصنام
وكان اليوم التالي يوم عيد
فأقام القوم احتفالا كبيرًا خارج المدينة
وذهب إليه جميع الناس
وخرج إبراهيم عليه السلام وحده إلى شوارع المدينة
فلم يجد فيها أحدًا
فانتهز هذه الفرصة وأحضر فأسًا
ثم ذهب إلى المعبد الذي فيه الأصنام دون أن يراه أحد
فوجد أصنامًا كثيرة
ورأى أمامها طعامًا كثيرًا
وضعه قومه قربانًا لها وتقربًا إليها
لكنها لم تأكل
فأقبل إليها إبراهيم عليه السلام وتقدم منها
ثم قال لها مستهزئًا
ألا تأكلون؟
وانتظر قليلا لعلهم يردون عليه
لكن دون جدوى
فعاد يسأل ويقول ما لكم لا تنطقون؟
ثم أخذ يكسر الأصنام واحدًا تلو الآخر
حتى صارت كلها حطامًا إلا صنمًا كبيرًا تركه إبراهيم ولم يحطمه
وعلق في رقبته الفأس
ثم خرج من المعبد
ولما عاد القوم من الاحتفال مرُّوا على المعبد
ودخلوا فيه ليشكروا الآلهة على عيدهم
وفوجئوا بأصنامهم محطمة ما عدا صنمًا واحدًا في رأسه فأس معلق
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#18
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )


فتساءل القوم
من فعل هذا بآلهتنا؟
فقال بعض القوم سمعنا فتى بالأمس اسمه إبراهيم
كان يسخر منها ويتوعدها بالكيد والتحطيم
وأجمعوا أمرهم على أن يحضروا إبراهيم ويسألوه
ويحققوا معه فيما حدث
وفي لحظات ذهب بعض القوم وأتوا بإبراهيم
إلى المعبد، ولما وقف أمامهم
سألوه: أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟
فرد إبراهيم عليه السلام بل فعله كبيرهم هذا
ثم أشار بإصبعه إلى الصنم الكبير المعلق في رقبته الفأس
ثم قال: فسألوهم إن كانوا ينطقون
فرد عليه بعض الناس
وقالوا له: يا إبراهيم أنت تعلم أن هذه الأصنام لا تنطق ولا تسمع
فكيف تأمرنا بسؤالها؟
فانتهز إبراهيم عليه السلام هذه الفرصة
وقال لهم

(أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئًا ولا يضركم )
(أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون)

فسكتوا جميعًا ولم يتكلموا، ونكسوا رءوسهم من الخجل والخزي
ومع ذلك أرادوا الانتقام منه
لأنه حطم أصنامهم، وأهان آلهتهم
فقال نفر من الناس
ما جزاء إبراهيم
وما عقابه الذي يستحقه؟

فقالوا
(حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين)

ثم ذهب جنود المعبد بإبراهيم إلى الصحراء
وجمعوا الحطب والخشب من كل مكان
وأشعلوا نارًا عظيمة، وجاءوا بآلة اسمها المنجنيق
ليقذفوا إبراهيم عليه السلام منها في النار
ولما جاء موعد تنفيذ الحكم على إبراهيم عليه السلام
اجتمع الناس من كل مكان ليشهدوا تعذيبه
وتصاعد من النار لهب شديد، فوقف الناس بعيدًا يشاهدون النار
ومع ذلك لم يستطيعوا تحمل حرارته
وجاءوا بإبراهيم مقيدًا بالحبال ووضعوه في المنجنيق
ثم قذفوه في النار
فوقع في وسطها
فقال إبراهيم عليه السلام
حسبي اللَّه ونعم الوكيل

فأمر الله النار ألا تحرق إبراهيم عليه السلام
ولا تؤذيه قال تعالى (قلنا يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم)

فأصبحت النار بردًا وسلامًا عليه، ولم تحرق منه شيئًا سوي القيود
التي قيدوه بها، وظلت النار مشتعلة عدة أيام
وبعد أن انطفأت خرج منها إبراهيم عليه السلام سالـمًا لم تؤذه
وتحدث الناس عن تلك المعجزة
وعن نجاة إبراهيم عليه السلام من النار

وأراد النمرود ملك البلاد أن يناقش إبراهيم في أمر دعوته
فلما حضر إبراهيم عليه السلام أمام الملك سأله
من ربك؟ فقال إبراهيم عليه السلام مجيبًا
(ربي الذي يحيي ويميت)
فقال الملك
(أنا أحيي وأميت)
وأمر الملك الجنود أن يحضروا رجلين من المسجونين
ثم أمر بقتل رجل وترك الآخر
ثم نظر إلى إبراهيم عليه السلام
وقال له: ها أنا ذا أحي وأميت، قتلت رجلا، وتركت آخر!!
فلم يرد إبراهيم عليه السلام على غباء هذا الرجل
ولم يستمر في جداله في هذا الأمر
بل سأله سؤالاً آخر أعجزه ولم يستطع معه جدالاً

قال له إبراهيم عليه السلام
(فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب)

فبهت النمرود، وسكت عن الكلام اعترافًا بعجزه
وقرر إبراهيم عليه السلام الهجرة من هذه المدينة
لأنه لم يؤمن به سوى زوجته سارة وابن أخيه لوط عليه السلام
وهاجر إبراهيم عليه السلام ومعه زوجته سارة وابن أخيه لوط
وأخذ ينتقل من مكان إلى مكان آخر
حتى استقر به الحال في فلسطين
فظل بها فترة يعبد الله ويدعو الناس إلى عبادة الله
وإلى طريقه المستقيم.
ومرت السنون، ونزل قحط بالبلاد، فاضطر إبراهيم عليه السلام
إلى الهجرة بمن معه إلى مصر
وكان يحكم مصر آنذاك ملك جبار يحب النساء
وكان له أعوان يساعدونه على ذلك
فيقفون على أطراف البلاد
ليخبروه بالجميلات اللاتي يأتين إلى مصر
فلما رأوا سارة
وكانت بارعة الجمال، أبلغوا عنها الملك وأخبروه أن معها رجلاً
فأصدر الملك أوامره بإحضار الرجل
وفي لحظات جاء الجنود بإبراهيم عليه السلام
إلى الملك، ولما رآه سأله عن المرأة التي معه
فقال إبراهيم: إنها أختي. فقال الملك: ائتني بها.
فذهب إبراهيم إلى سارة
وأبلغها بما حدث بينه وبين الملك
وبما ذكره له بأنها أخته
فذهبت سارة إلى القصر، ولما رآها الملك انبهر من جمالها
وقام إليها، فقالت له
أريد أن أتوضأ وأصلي، فأذن لها، فتوضأت سارة وصلَّت

ثم قالت

(اللهمَ إن كنت تعلم أني آمنتُ بك وبرسولك وأحصنت فرجي
إلا على زوجي فلا تسلط على هذا الكافر)
فاستجاب الله لها، وعصمها وحفظها
فكلما أراد الملك أن يمسك بها قبضت يده
فسألها أن تدعو الله أن تُبسَـط يده
ولن يمسها بسوء
وتكرر هذا الأمر ثلاث مرات.
فلما علم أنه لن يقدر عليها نادى بعض خدمه
وقال لهم: إنكم لم تأتوني بإنسان، إنما أتيتموني بشيطان
ثم أمر الخدم أن يعطوها هاجر، لتكون خادمة لها.
فعادت سارة إلى زوجها دون أن يمسها الملك
فوجدته قائمًا يصلي فلما انتهى نظر إليها، وسألها عما حدث؟
فقالت: إن الله ردَّ كيده عني وأعطاني جارية تسمى هاجر
لتخدمني، وبعد فترة رجع إبراهيم إلى فلسطين مرة أخرى
وأثناء الطريق استأذنه ابن أخيه لوط في الذهاب
إلى قرية سدوم ليدعو أهلها إلى عبادة الله
فأعطاه إبراهيم عليه السلام بعض الأنعام والأموال
وواصل هو وأهله السير إلى فلسطين
حتى وصلوا إليها واستقروا بها
وظل إبراهيم عليه السلام في فلسطين فترة طويلة.
وأحب الله إبراهيم عليه السلام واتخذه خليلاً من بين خلقه

قال تعالى
(واتخذ الله إبراهيم خليلا)
وذات يوم، أراد إبراهيم عليه السلام
أن يرى كيف يحيي الله الموتى، فخرج إلى الصحراء يناجي ربه
ويطلب منه أن يريه ذلك

قال تعالى
(وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن
قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير
فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءًا
ثم ادعهن يأتينك سعيًّا واعلم أن الله عزيز حكيم)

ففعل إبراهيم عليه السلام ما أمره ربه
وذبح أربعة من الطيور ووضع أجزاءها على الجبال
ثم عاد إلى مكانه مرة أخرى، ووقف متجهًا ناحية الجبال
ثم نادى عليهن، فإذا بالحياة تعود لهذه الطيور
وتجيء إلى إبراهيم عليه السلام بإذن ربها
وكانت سارة زوجة إبراهيم عقيمًا لا تلد
وكانت تعلم رغبة إبراهيم وتشوقه لذرية طيبة
فوهبت له خادمتها هاجر ليتزوجها، لعل الله أن يرزقه منها ذرية
صالحة، فتزوج إبراهيم عليه السلام هاجر، فأنجبت له إسماعيل
فسعد به إبراهيم عليه السلام سعادة كبيرة
لأنه جاء له بعد شوق شديد وانتظار طويل.
وأمر الله عز وجل إبراهيم عليه السلام
أن يأخذ زوجته هاجر وولدها إسماعيل ويهاجر بهما إلى مكة
فأخذهما إلى هناك

وتوجه إلى الله داعيًا

(ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس
تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون)

 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#19
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

ثم تركهما إبراهيم عليه السلام
وعاد إلى زوجته سارة، وذات يوم جاءت إليه ملائكة الله
في صورة بشر فقام إبراهيم عليه السلام سريعًا فذبح لهم عجلاً سمينًا وشواه ثم وضعه أمامهم ليأكلوا فوجدهم لا يأكلون
لأن الملائكة لا تأكل ولا تشرب
وهنا أخبرت الملائكة إبراهيم عليه السلام
بأنهم ليسوا بشرًا، وإنما هم ملائكة جاءوا ليوقعوا العذاب على قرية سدوم لأنهم لم يتبعوا نبيهم لوطًا
وبشرت الملائكة إبراهيم عليه السلام
بولده إسحاق من سارة
وكانت عجوزًا، فتعجبت حينما سمعت الخبر
فهي امرأة عجوز عقيم وزوجها رجل شيخ كبير
فأخبرتها الملائكة أن هذا هو أمر الله

قوله تعالى
(وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق
و من وراء إسحق يعقوب)

وذات مرة رأى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه في المنام
فأخبر ابنه إسماعيل بذلك
وكان هذا امتحان من الله لإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام
فاستجاب إسماعيل عليه السلام لرؤيا أبيه طاعة لله
واستعد كل منهما لتنفيذ أمر الله
ووضع إبراهيم عليه السلام ابنه إسماعيل على وجهه
وأمسك بالسكين ليذبحه، فكان الفرج من الله
فقد نزل جبريل عليه السلام
بكبش فداء لإسماعيل فكانت سنة الذبح والنحر في العيد
وصدق الله إذ يقول

(وفديناه بذبح عظيم)

وكان نبي الله إبراهيم عليه السلام
يسافر إلى مكة من حين لآخر ليطمئن على هاجر
وابنها إسماعيل عليه السلام
وفي إحدى الزيارات، طلب إبراهيم عليه السلام
من ابنه أن يساعده في رفع قواعد البيت الحرام الذي أمره ربه ببنائه فوافق وأخذا ينقلان الحجارة اللازمة لذلك حتى انتهيا من البناء
وعندها أخذا يدعوان ربهما أن يتقبل منهما
فقال
(ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك
وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم)

فاستجاب الله لإبراهيم وإسماعيل عليهم السلام
وبارك في الكعبة، وجعلها قبلة للمسلمين جميعًا في كل زمان ومكان.
قد كان لإبراهيم عليه السلام رسالة ودين قويم وشريعة سمحة
أمرنا الله باتباعها

قال تعالى
(قل صدقوا الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين)

أي اتبعوا الدين الحنيف القويم الثابت الذي لا يتغير
ومرض إبراهيم عليه السلام ثم مات
بعد أن أدى رسالة الله وبلغ ما عليه
وفي رحلة الإسراء والمعراج
قابل النبي صلى الله عليه وسلم خليل الله إبراهيم عليه السلام
في السماء السابعة بجوار البيت المعمور
الذي يدخله كل يوم سبعون ألف من الملائكة يتعبدون فيه
ويطوفون، ثم يخرجون ولا يعودون إليه إلى يوم القيامة.
وهو أول من يكْسى يوم القيامة
قال النبي صلى الله عليه وسلم
(وأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم)
[متفق عليه]
فالناس يحشرون يوم القيامة عراة، فيكسى إبراهيم عليه السلام تكريمًا له ثم الأنبياء، ثم الخلائق
وقد مدح الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم وأثنى عليه

قال تعالى
(إن إبراهيم كان أمة قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين
شاكرًا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم
وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين
ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين)

وقد فضل الله إبراهيم عليه السلام في الدنيا والآخرة
فجعل النبوة فيه وفي ذريته إلى يوم القيامة
قال تعالى
(ووهبنا له إسحاق ويعقوب وجعلنا في ذريته النبوة والكتاب وآتيناه أجره في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين)

وإبراهيم عليه السلام من أولي العزم من الرسل
ووصى الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم
أن يسير على ملته

قال تعالى
(قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينًا قيمًا ملة إبراهيم حنيفًا
وما كان من المشركين)

وقال
(ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين)

ومدح الله إبراهيم عليه السلام
بالوفاء والقيام بما عهد إليه

قال تعالى
(إبراهيم الذي وفى)

ولأنه أفضل الأنبياء والرسل بعد محمد صلى الله عليه وسلم
أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم
أن نصلي عليه في صلاتنا في التشهد أثناء الصلاة
 

البروفيسور

مشرف أقسام الفوتوشوب و الشباب
#20
رد: قصص الانبياء (أفضل القصص بتفاصيلها )

نكمل معكم نحن نعرف ان ابراهيم عليه السلام
ترك زوجته هى ووليدها..
ثم مضى فى طريق عودته، وترك لهم تمرًا وماءً
حيث لا زرع ولا ماء.. ولا أنيس ولا رفيق..
فنادته زوجته وهى تقول يا إبراهيم
أين تذهب وتتركنا فى هذا الوادي
الذى ليس فيه أنيس ولا شيء؟
فلم يلتفت إليها الزوج
وكأنه على يقين من وعد الله
الذى لا يتخلف ولا يخيب
فقالت الزوجة وكأنها أدركت أن أمرًا ما
يمنع زوجها من الرد عليها
الله أمرك بهذا؟
فيرد الزوج نعم
فتقول الزوجة التى آمنت بربها
وعرفت معنى اليقين بصِدْقِ وَعْدِ الله
وفهمت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها
تقول فى غير تردد ولا قلق
إذن لا يضيعنا
وانصرف إبراهيم عليه السلام
وهو يدعو ربه ويقول
ونفد الماء والزاد
والأم لا تجد ما تروى به ظمأ طفلها
وقد جفّ لبنها فلا تجد ما ترضعه
فيتلوى الطفل جوعًا وعطشًا
ويصرخ، ويتردد فى الصحراء والجبال
صراخه الذى يدمى قلب الأم الحنون
وتسرع الأم وتصعد على جبل الصفا
لتنظر أحدًا ينقذها هى وطفلها من الهلاك
أو تجد بعض الطعام أو الشراب
ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة
وتفعل ذلك سبع مرات حتى تمكن منها التعب وأوشك اليأس
أن يسيطر عليها
فيبعث الله جبريل عليه السلام
فيضرب الأرض بجناحه
لِتَخْرُجَ عينُ ماءٍ بجانب الصغير
فتهرول الأم نحوها وقلبها ينطلق بحمد الله
على نعمته، وجعلت تغرف من مائها
وتحاول جاهدة إنقاذ فلذة كبدها
وتقول لعين الماء
زُمّى زُمّي
فسميت هذه العين زمزم
يقول النبى
(يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عينًا معينًا)

إنها هاجر، أم إسماعيل، وزوجة إبراهيم خليل الله رضى الله عنها

ومرت الأيام بطيئة ثقيلة، حتى نزل على هاجر وابنها إسماعيل
بعض أناس من قبيلة
"جُرْهُم"
وأرادوا البقاء فى هذا المكان
لما رأوا عندها الماء
فسمحت لهم بالسكن بجانبها
ومشاركتها فى الشرب من ماء زمزم
واستأنست بهم
وشب الطفل الرضيع بينهم
وتعلم اللغة العربية منهم
ولما كبر تزوج امرأة منهم.
هذه هى هاجر أم الذبيح
رحلت عنا بعدما تركت لنا مثالا رائعًا للزوجة المطيعة
والأم الحانية
والمؤمنة القوية
فقد أخلصت النية للَّه تعالي
فرعاها فى وحشتها
وأمَّنها فى غيبة زوجها
ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب
وقد جعل الله سبحانه
ما فعلته السيدة هاجر رضى الله عنها
من الصعود والسعى بين الصفا والمروة
من أعمال الحج
توفيت وعندها من العمر 127 سنة
ودفنها إسماعيل عليه السلام
بمكه بجانب بيت الله الحرام
ـــــــــــــــ
اسحق عليه السلام
هو ولد سيدنا إبراهيم من زوجته سارة
وقد كانت البشارة بمولده من الملائكة
لإبراهيم عليه السلام
ذكره الله في القرآن بأنه
"غلام عليم"
جعله الله نبيا يهدي الناس إلى فعل الخيرات
جاء من نسله سيدنا يعقوب عليه السلام
لم يذكر القرآن الكريم غير ومضات سريعة
عن قصة إسحاق عليه السلام ..
كان ميلاده حدثا خارقا، بشرت به الملائكة
وورد في البشرى اسم ابنه يعقوب عليه السلام..
وقد جاء ميلاده بعد سنوات من ولادة أخيه إسماعيل عليه السلام..
ولقد قر قلب سارة بمولد إسحق ومولد ابنه يعقوب عليهما الصلاة والسلام..
غير أننا لا نعرف كيف كانت حياة إسحاق عليه السلام
ولا نعرف بماذا أجابه قومه..
كل ما نعرفه أن الله أثنى عليه كنبي من الصالحين

قال تعالى
(ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة
وكلا جعلنا صالحين
وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات
وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
وكانوا لنا عابدين)

مات اسحق عليه السلام عند عمر حوالي 175سنه
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.